تعز.. تحركات السيطرة تتسع الإصلاح يسبق طارق بحشد وتجنيد ألف شخص على تخوم الحجرية

برعاية سعودية إماراتية.. الحجرية بانتظار حمام دم تمهيداً لسينارو مشابه لـ"اتفاق الرياض"

تعز – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|

يبدو أن الجنوب الغربي لمحافظة تعز ستشهد خلال الفترة المقبلة مواجهات مسلحة بين قوات طارق صالح وحزب الإصلاح الذي حشد مقاتليه وقام بتجنيد آخرين إلى تخوم مديريات الحجرية وتحديدات الحدود الغربية للحجرية، وبهذه الخطوة يكون الإصلاح قد سبق طارق صالح في الاستعداد لأي تحرك عسكري تقوده الإمارات عبر طارق للسيطرة على الحجرية.

امتداداً من باب المندب مروراً بالمخا وحتى الخوخة جنوب الحديدة ثم إلى الوازعية وموزع ومنها إلى الريف الغربي الجنوبي لتعز، تسعى الإمارات لبسط سيطرتها على هذه المنطقة وإطلاق اسم جديد لها “إقليم باب المندب”، والأدوات التي ستستخدمها أبوظبي لتنفيذ هذا المخطط هي مسلحي المجلس الانتقالي المنضوين ضمن ما يعرف بقوات “ألوية العمالقة” المتواجد بعضهم حالياً في الساحل الغربي والذين باتوا يتبعون طارق صالح إلى جانب قوات طارق ذاتها التابعين للحرس الجمهوري وهؤلاء يقدر عددهم بنحو ألفي مقاتل وجميعهم الآن باتوا يقاتلون باسم “قوات المقاومة المشتركة بالساحل الغربي”.

كانت ابوظبي تسعى إلى كسب العميد عدنان الحمادي لصالحها وذلك باعتبار أن الرجل ينتمي للتنظيم الناصري المعادي لتيار الإخوان المسلمين المتمثل بحزب الإصلاح، غير أنها فشلت في احتوائه، لكنها ظلت تناور وتلعب على وتر الصراع بين الحمادي والإصلاح حتى جرى اغتياله بطريقة تشبه إلى حد كبير طريقة اغتيال الإصلاح للقيادات التي شكلت مقاومة ضد قوات صنعاء في تعز وحظيت بقبول وكسب شعبي إلا أنها لم تكن تابعة لحزب الإصلاح ورفضت إملاءات الحزب.

الآن وبعد اغتيال الحمادي سيعمل حزب الإصلاح على تنفيذ المرحلة الثانية من خطة السيطرة على الحجرية التي كانت تخضع عسكرياً للواء 35 مدرع، وهدف الحزب في ذلك هو استباق طارق صالح في السيطرة على الحجرية أو على الأقل الاستعداد عسكرياً لأي تحرك عسكري.

هذه المرحلة بدأها الإصلاح بنصب معسكر جديد على الحدود الغربية للحجرية، تحديداً في منطقة يفرص بمديرية جبل حبشي، ورغم أن الإصلاح أشهر هذه الخطوة زاعماً إن المعسكر الذي تم إقامته في يفرس وأطلق عليه “لواء الجند” تم تشكيله من العائدين من الجبهات الحدودية بناءً على دعوة حمود المخلافي إلا أن مصادر خاصة لـ”المساء برس” أكدت أن العائدين إلى تعز من الحدود لا يتجاوزون الـ150 فرداً فقط في حين أن بقية المجندين الذين ظهروا في مقاطع الفيديو والوصور التي تم تداولها بوسائل التواصل الاجتماعي لمعسكر التحشيد جرى تجنيدهم مؤخراً وليسوا من العائدين من الجبهات الحدودية، ذلك يعني أن الإصلاح يحاول الهروب من اتهامه بتشكيل مليشيات مسلحة لمقاتلة قوات طارق التي تتكفل بالقتال في الساحل الغربي، خصوصاً وأنه لم يصدر أي قرار رسمي بتشكيل هذا اللواء من وزارة دفاع الشرعية.

وبمقابل تحشيد الإصلاح يتداول قياديون في المجلس الانتقالي وناشطون جنوبيون موالون للإمارات بصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي إن المعسكر الذي أنشأه الإصلاح غرب تعز هدفه اجتياح المحافظات الجنوبية وخلق فوضى واغتيالات في الجنوب، وينادي هؤلاء الناشطون أبناء المحافظات الجنوبية لحمل السلاح والاستعداد لمواجهة ما يصفونه بـ”الاحتلال الجديد” للجنوب، الأمر الذي يشير إلى أن الانتقالي سيشترك في المعارك مع طارق صالح في مواجهة الإصلاح في الحجرية تحت هذه الذريعة.

ويرى مراقبون إنه من غير المستبعد أن يتدخل التحالف السعودي مستخدماً طيرانه الحربي لضرب الإصلاح ومجاميعه المسلحة على غرار ما حدث في المحافظات الجنوبية حين طردت الإمارات من بقي من قوات تابعة للإصلاح والشرعية في عدن وتمكين الانتقالي من السيطرة على جميع المؤسسات الرسمية والمعسكرات هناك في أغسطس الماضي.

من يقرأ المشهد جيداً يدرك أن التحالف السعودي الإماراتي يسعى لتنفيذ مخطط تقسيم تعز وفقاً لأجنداته المرسومة بشأن الهيمنة البحرية على المياه الإقليمية جنوب اليمن، ومن ضمن هذا المخطط فصل مديرية المخا عن محافظة تعز وإلحاقها بالمحافظات الجنوبية، ولتحقيق ذلك سيتعين على التحالف أن يضمن بقاء المرتفعات الجبلية المطلة على باب المندب والساحل الغربي الجنوبي تحت سيطرته بشكل مباشر، ولهذا فإن من المحتمل جداً أن يتحكم التحالف بمجريات المعارك بين الإصلاح وطارق صالح في الحجرية دون أن يسمح لأي طرف بالسيطرة النهائية عليها، ثم سيقوم التحالف بعقد مفاوضات بين طرفي الصراع على غرار مفاوضات الرياض بين الانتقالي والشرعية التي أفضت إلى تسليم الجنوب للتحالف السعودي للإشراف المباشر عليه بموجب “اتفاق الرياض” وهو ما سيتم تطبيقه بالنسبة لجنوب غرب تعز وجنوب الساحل الغربي.

قد يعجبك ايضا