اليمن تخلط الأوراق (بعد صعوبات اكتتاب أرامكو .. سوق العقارات في دبي تتعثر .. إكسبو دبي2020 في خطر)

تقرير-هاشم يحيى-المساء برس| لم تكن تتوقع كل من السعودية الإمارات أن تصل بهم الحال إلى ما هي عليه الآن، بعد أربع سنوات من المشاركة في تحالف لإعادة الشرعية إلى صنعاء، ظنت الدولتان أن هذا الهدف سيتحقق بضربة خاطفة وقاضية للحوثيين في صنعاء، ولكن تكاد السنة الخامسة أن تنقضي ولم يتحقق ذلك الأمر، بل إن السعودية والإمارات غرقتا في وحل الحرب في اليمن، حتى مست عصب الحياة في هاتين الدولتين.

ففي حين كانت أرامكو تهدف إلى طرح 5% من اسهمها للاكتتاب وإدراج الأسهم في البورصة السعودية، قبل حلول نهاية الشهر المقبل، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن أشخاص مطلعين على الأمر قولهم إن الترجيحات تشير إلى أن السعودية قد تخفض قيمة الاكتتاب من تريليوني دولار، كما كان يأمل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتجعلها 1.5 تريليون دولار فقط.

وتضيف الصحيفة أن الرقم الذي كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يحاول الوصول له واجه بالفعل بعض المقاومة من قبل المديرين التنفيذيين للشركة الذين يرون أن 1.5 تريليون أكثر واقعية.

ويأتي هذا التخفيض في وقت لم تقدم فيه مجموعة من المصارف الاستثمارية الضخمة، توصياتها النهائية بشأن تقييم شركة أرامكو المملوكة للسعودية، حيث رفضت هذه المصارف التقييم السعودي، متهمة إياه بالمبالغة، وعدم نشر الإحصاءات الصحيحة حول مخزون الاحتياطي السعودي، ناهيك عن تغاضيه عن المخاطر المحيطة بالشركة، جراء الصراعات الدائرة في المنطقة والحرب في اليمن.

وفي دليل على مخاوف الشركات والمصارف العالمية من الإقبال على الاكتتاب في أرامكو، كشفت مواقع عالمية عديدة عن مساع للحكومة السعودية لإرغام بعض أعضاء الأسرة الحاكمة في البلاد-الذين تم اعتقالهم بتهم تتعلق بالرشوة في عام 2017، واحتُجزوا في فندق الريتز كارلتون الفاخر بالرياض حتى أواخر العام الماضي-شراء حصص كبيرة من أسهم أرامكو للمساعدة في ضمان نجاح الاكتتاب.

الإمارات

كما أن الإمارات لم تكن بمنأى عن تداعيات مشاركتها في حرب اليمن، والتوتر مع إيران، حيث أنه في الوقت الذي تراهن دبي بمليارات الدولارات في معرض إكسبو 2020 على أن يستقطب 25 مليون زائر، ويشجع الأعمال ويدفع بالمزيد من التطوير في المدينة، غير أن هذا الهدف أصبح مهددا بشكل جدي، لا سيما وأن الاستعدادات لـ”إكسبو 2020″ تأتي في الوقت الذي تظهر فيه سوق العقارات في دبي علامات على التعثر وسط المشاكل الاقتصادية العالمية، و مخاوف من نشوب صراع عسكري في المنطقة وفق توقعات محللين سياسيين وعسكريين والشواهد الجيوسياسية.

ووفقا لتحذيرات أطلقتها صحيفة “تيكسار كانقازيت” الأمريكية، فإن معارض العالم احتوت عجائب هندسية رائعة، مثل برج إيفل في باريس لمعرض 1889، كما أبهر المصباح الكهربائي وعجلة Ferris في معرض 1893 في شيكاغو، ثم الأشعة السينية في معرض بافالو عام 1901، لكن بعض هذا البذخ يمكن أن يتحول أيضًا إلى كارثة، حيث أفلس المعرض العالمي لعام 1984 في نيو أورليانز وتطلب خطة إنقاذ حكومية، كما أن معرض إكسبو 2000 في ألمانيا استقطب 18 مليون زائر، وهو رقم أقل بكثير من 40 مليون زائر كان يتوقع توافدهم.

وبهذا المنطق، فعلة الرغم من تقدير إکسبو2020 بأنه سوف يمثل ما يصل إلى 2.5 ٪ من إجمالي الناتج المحلي لدبي خلال فترته، فقد حذر بنك الإمارات دبي الوطني المدعوم من الحكومة من أن معارض العالم “أدت أيضًا إلى تكاليف أعلى من المتوقع، وزيادة ديون المدن المضيفة”.

كما أن دبي ستحتاج إلى دمج المدينة الجديدة التي تكلف الإمارات مليارات الدولارات في سوقها العقاري المترامي الأطراف بعد انتهاء المعرض الذي يستمر ستة أشهر في 10 أبريل 2021. حيث أن هذا السوق يظهر علامات على وجود مشكلة.

وشهد سوق العقارات في دبي، الذي كان المحرك الاقتصادي الرئيسي منذ أن سمح للأجانب بامتلاك العقارات ابتداء من عام 2002، انخفاض قيمته بمقدار الثلث منذ ذروته في عام 2014، حيث بقيت الشقق والفيلات والمساحات المكتبية فارغة، ومن المقرر أن يتم طرح المزيد من العقارات في السوق في السنوات القادمة، ما يثير القلق الكبير لدى حكومة دبي، دعاها لتشكيل لجنة للتوصل إلى طرق للتخلص من المشكلة.

ولكن التوتر بين الولايات المتحدة وإيران والحرب في اليمن التي تشارك فيها الإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر، تعتبر أكبر المخاطر التي تهدد الإمارات ومشاريعها الاستثمارية طويلة الأمد.

 

 

قد يعجبك ايضا