صنعاء تكشف خطة أمريكية سعودية “تغيير قواعد الاشتباك وفرض حالة اللاسلم واللاحرب”
صنعاء – المساء برس| كرد على تسريبات كانت قد نشرتها قناة الميادين بشأن وقف السعودية غاراتها على اليمن بشكل كامل، نقلاً عن مصادر خاصة بها، وما سبق ذلك من تسريبات عبر صحف غربية بشأن الوقف الجزئي للقصف الجوي في اليمن مقابل مبادرة صنعاء، فضّلت صنعاء الطريقة ذاتها لإيصال رسائل جديدة للرياض وواشنطن مفادها أن صنعاء على علم بتفاصيل الخطة الأمريكية السعودية الساعية لتغيير قواعد الاشتباك وإحالة الوضع في اليمن إلى حالة “اللاسلم واللاحرب”.
ففي تصريح للقيادي بأنصار الله وعضو المكتب السياسي للحركة محمد البخيتي على قناة الميادين، اعتبر البخيتي إن اللجوء السعودي إلى التسريبات عبر الإعلام بشأن وقف جزئي للقصف الجوي هو من وجهة نظر القيادة السياسية في صنعاء عبارة عن محاولات سعودية لتغيير قواعد الاشتباك.
وفي رسالة واضحة مقصودة من سلطة صنعاء قال البخيتي “ننصح السعودية بعدم المراهنة على تغيير قواعد الاشتباك”، وهي، حسب مراقبين، إشارة إلى أن صنعاء لا تزال تقرأ في تفاعل السعودية مع مبادرة صنعاء بهذا الشكل أن الرياض لم تقرر حتى اللحظة الخروج من الحرب باليمن وإنما تريد فقط تحييد اليمن جانباً عن الصراع الإقليمي الدائر في المنطقة بين واشنطن وطهران، وربما تريد الرياض – بدفع من واشنطن – أن تحيّد أنصار الله وسلطة صنعاء عن أي مواجهة إقليمية قادمة، ولو بهدنة جزئية مؤقتة ريثما تنتهي واشنطن من صراعها مع إيران وبعد ذلك تستئنف واشنطن عبر الرياض الحرب ضد اليمن وضد أنصار الله وحلفائهم.
ولعل الملاحظ والمؤكد أيضاً أن صنعاء استطاعت أن تقرأ بشكل ممتاز طبيعة التعاطي السعودي الأمريكي مع مبادرتها، ولعل ذلك ما يفسر تصريح البخيتي والذي قال فيه “نقول للتحالف السعودي إن قواعد الاشتباك لن تتغير”، وهذه رسالة واضحة للرياض ومن خلفها واشنطن، مفادها أن اليمن جزء من الإقليم والمنطقة والإيقاف الجزئي والمؤقت للحرب في اليمن ريثما يتم التفرغ لتصفية الملف الإيراني ومن ثم التفرغ لليمن من جديد بعد عام أو عامين أو أكثر هو أمر من المستحيل أن تسمح صنعاء بحدوثه.
كانت رسائل أنصار الله واضحة ودقيقة جداً “لن نقبل بأي طرح من قبيل وقف السعودية جزئيا لغاراتها مقابل وقف كامل لاطلاق النار من قبلنا” و”لن نقبل بأن يكون هناك وقف إطلاق نار جزئي وهذا المنطق مرفوض وينبغي الوصول إلى سلام شامل”.
مراقبون يقرأون المشهد بأن السعودية تريد – بدفع من واشنطن – أن تزيح اليمن جانباً بشكل مؤقت وإبقائه في المرحلة المقبلة في حالة “لا سلم ولا حرب” فإذا ما وجدت الرياض الفرصة – فيما بعد – لأن تستأنف الحرب على اليمن، فستفعل ذلك مستغلة فرضية أن الحرب في اليمن لم تتوقف وأن التحالف السعودي لم ينهي تدخله العسكري في اليمن وأن ما حدث فقط هو هدنة جزئية مؤقتة، وإذا لم تتمكن من استئناف الحرب على اليمن فعلى الأقل ستكون ضامنة أن التحالف السعودي العسكري لا يزال موجوداً في اليمن ولم ينسحب، وبالتالي إمكانية استئناف الحرب على اليمن في أي وقت ومتى ما حانت الفرصة، وبالتأكيد فإن هذه الفرصة متوقفة على ما ستؤول إليه الأمور سياسياً أو عسكرياً فيما يخص الصراع الأمريكي الإسرائيلي مع إيران، ولذلك وردت في تصريحات البخيتي أن “على السعودية أن تفهم أن اليمن لن يقبل بوضع تكون فيه البلاد في حالة اللا سلم واللا حرب”.