تقرير بريطاني يؤكد: “قوات هادي تعود لصنعاء” ويكشف حقيقة الوضع العسكري لـ”الشرعية”
صنعاء – لندن – المساء برس| اتهم عسكريون يمنيون ممن تم تشكيلهم من عناصر تنتمي لحزب الإصلاح موالون للتحالف السعودي الإماراتي، اتهموا التحالف بالقيام بشن غارات جوية ضد القوات التابعة لـ”الشرعية”، وقالوا إن الغارات هدفها وقف تقدم قوات الشرعية ضد قوات حكومة صنعاء المشكلة من قوات الجيش النظامي السابق والمقاتلين القبليين المتطوعين للقتال ضد التدخل العسكري الأجنبي في اليمن.
| السيطرة الأكبر في اليمن هي لأنصار الله حيث تسيطر حكومتهم على كبريات المدن وذات الكثافة السكانية |
ونشر موقع “ميدل ايست اي” البريطاني تقريراً عن الوضع العسكري في اليمن وأسباب استمرار الحرب التي تشنها دول غربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وباستخدام السعودية على اليمن للعام الخامس دون تحقيق نتائج ملموسة والتسبب بأكبر أزمة إنسانية في الكرة الأرضية منذ الحرب العالمية الثانية وفق تقارير للأمم المتحدة.
وأكد تقرير الموقع إن حكومة هادي بينما تسيطر على مدينة عدن الساحلية الجنوبية، فإن الطرف الآخر – الحوثيون – لا يزالون يسيطرون على العاصمة صنعاء وعلى معظم أكبر المراكز السكانية والمدن في البلاد.
| التحالف صاحب القرار والآمر الناهي |
وتحت عنوان “توقف التقدم” استعرض التقرير العمليات العسكرية التي قادها التحالف السعودي باستخدام قوات ومجاميع مسلحة محلية موالية له بينها جماعات مسلحة إرهابية، ومن ثم توقفت هذه المعارك عند مرحلة معينة بأوامر من التحالف نفسه، ما يشير إلى أن المقاتلين الموالين للتحالف لا يمتلكون حق اتخاذ القرارات العسكرية أو بمعنى أكثر دقة فإنهم يعتبرون كمقاتلين مأجورين ينفذون فقط أوامر التحالف، في حين كان يفترض أن يحدث العكس كون الأخير هو من جاء لإنقاذ “الشرعية” وقواتها التي تم تشكيلها لاحقاً، وتدخل عسكرياً بذريعة استعادة “الشرعية” وإنهاء سيطرة جماعة أنصار الله وحلفائهم على السلطة.
ومن هذه العمليات العسكرية التي توقفت، أورد التقرير إن التحالف منذ مارس 2015 عمل على السيطرة على مدينة عدن في غضون أسابيع قليلة وأن قوات التحالف المحلية والأجنبية أوقفت تقدمها بعد عدن وتحديداً في لحج والضالع.
وبالمثل أيضاً تقدمت قوات التحالف في مأرب ومنها إلى منطقة نهم شمال شرق صنعاء، في غضون أسابيع في عام 2016، لكن المعارك لا تزال مستمرة منذ ذلك الحين دون أي تقدم، وأضاف التقرير “في العام الماضي وصل التحالف إلى ضواحي مدينة الحديدة وكانت على بعد بضعة كيلومترات من الاستيلاء على الموانئ الاستراتيجية لكن القتال توقف”، وفي تعز، أشار التقرير إلى أن “السكان يعانون من الحصار من ثلاثة اتجاهات منذ العام 2015 ولا يزال التقدم نحو المدينة متوقفاً ولم يتم إحراز أي تقدم نحو إنهاء الحصار أيضاً”، في حين لم يشر التقرير إلى أن جزءاً من هذا الحصار يفرضه الموالون للتحالف أنفسهم، وذلك في إطار الصراع المسلح القائم بين الجماعات المسلحة المتعددة والمنقسمة في ولائها بين الإمارات والسعودية.
| التحالف يجبرنا على أن نكون تابعين له |
ونقل التقرير عن أحد المقاتلين مع التحالف من تعز، قوله إنه ومجموعة من زملائه في يناير 2018 تقدموا غرب المدينة لكسر الحصار “لكن قيادتنا منعتنا لأننا لم يكن لدينا أوامر من التحالف”، مشيراً إلى أنهم واصلوا التقدم في المعركة واستطاعوا السيطرة على أحد المواقع، بالتزامن مع إبلاغ قيادتنا لغرفة عمليات التحالف بتحركنا العسكري، وأضاف “سُعدنا لأننا حققنا تقدماً دون مساعدة من طيران التحالف لكن في اليوم الثاني فوجئنا بثلاث غارات جوية، وقُتل وأصيب العشرات من زملائي، لذلك انسحبنا إلى المواقع السابقة بعد خسارة فادحة”.
ويضيف التقرير إن أحمد – المقاتل مع التحالف في تعز – اعتقد في البداية أن الضربات الجوية كانت بالفعل أخطاء، حسب ما تم إبلاغهم من قيادتهم نقلاً عن قيادة التحالف، ومع ذلك، عندما تكررت الأخطاء، كان يشك في أنها متعمدة، ويضيف أحمد “لم يكن ذلك هو الخطأ الوحيد، لكن العديد من الغارات الجوية الأخرى استهدفت مقاتلين تقدموا في عدة محافظات دون توجيهات من التحالف”، مؤكداً على أن “التحالف يجبرنا على أن نكون تابعين له، ولا يمكننا التقدم دون توجيهات واضحة. علاوة على ذلك، لم نتلق توجيهات للتقدم في تعز منذ عام 2016”.
ويضيف أحمد قائلاً “اليوم، لا يثق كثير من الجنود في التحالف لأنهم يعرفون أن التحالف يبحث عن مصالحه الخاصة وليس لصالح اليمنيين”، وهنا تجدر الإشارة إلى التذكير بأن ما قاله أحمد – الموالي للتحالف السعودي والشرعية – هو ما كات تحذر منه جماعة أنصار الله “الحوثيين” منذ بداية الحرب على اليمن، وسبق لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الحديث في أكثر من خطاب تلفزيوني بداية الحرب أن على المخدوعين من اليمنيين الموالين للتحالف السعودي الإماراتي أن يتنبهوا جيداً للدور الذي تسعى لتنفيذه السعودية ومن يقف خلفها من الدول الكبرى في اليمن باستخدام شماعة “التدخل العسكري لدعم واستعادة الشرعية”.
| قوات الشرعية تتحول لمليشيات مرتزقة مستأجرة تتحرك حسب الدفع المسبق سعودياً |
وتحت عنوان “رواتب الجنود” أورد التقرير فقرة تطرق فيها إلى كيفية استغلال التحالف السعودي للمال لتجيير المسلحين التابعين للشرعية وتحريكهم كيفما يشاء ودفعهم للقتال في أي مكان وبأي وقت حسب ما يراه ووفق مصلحته، وبالمثل يستغل التحالف الرواتب لإذلال قوات الشرعية ودفعهم للقبول بالقتال تحت قيادة التحالف وليس تحت قيادة “الشرعية”، وهذا ما يُفهم من حديث أحد المقاتلين مع التحالف والشرعية في محافظة الحديدة بالساحل الغربي والذي استخدم اسماً مستعاراً للتصريح للموقع.
ويقول خالد “عندما أراد التحالف أن تتقدم القوات في الحديدة، دفع رواتب المقاتلين بالريال السعودي، لذلك فر المقاتلون من جبهات مختلفة وانضموا إلى الحديدة”، ويضيف “بهذه الطريقة، تقدمت القوات في الحديدة بطريقة دراماتيكية. لا يتقدم المقاتلون بمتر واحد دون توجيه من القادة الكبار في التحالف”.
ويوضح خالد إن “التحالف لديه أموال ويدفع جيدًا عندما يحتاج إلى قوات للمضي قدمًا، ويؤجل الرواتب عندما يريدون انسحاب القوات، وإذا أراد التحالف التقدم بالحديدة أو أي محافظة أخرى، فيمكنه القيام بذلك في غضون أيام قليلة لأن لديهم المال، لكنه لا يريد أن تنتهي الحرب لأسباب غير معروفة”، ويُفهم أيضاً من حديث خالد إن التحالف يستخدم المقاتلين المحليين الموالين له كمرتزقة ومقاتلين يعملون بالدفع المسبق ليس مع “الشرعية” وليس لاستعادة سيطرتها على اليمن، بل مقاتلين لتلبية مصالح وأهداف الرياض وأبوظبي.
| جنود هادي يعودون لمناطق الحوثيين بسبب امتهان السيادة الوطنية |
وتحت عنوان “ضد السيادة الوطنية” نقل تقرير “ميدل ايست اي” عن الصحفي المستقل – حسب ما وصفه التقرير – طارق الملاح، قوله إن “المعارضة للتحالف الذي تقوده السعودية قد تزايدت في العديد من المحافظات وليس فقط في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون”، مضيفاً إن القوات الموالية لهادي بدأت في إعادة النظر في دور التحالف، وأضاف “وعاد بعض الجنود إلى المناطق الموالية للحوثيين بسبب الدور الغامض للتحالف”.
وقال الملاح إن “التحالف تدخل في اليمن لدعم القوات الموالية لهادي وليس لقيادة المعارك، لكنه أصبح زعيم المعارك، وهذا خطأ لأنه ضد السيادة الوطنية”.
ومؤخراً كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع اليمنية التابعة لحكومة صنعاء الموالية لأنصار الله، العميد يحيى سريع، عن حجم القوات من الجنود والضباط بمختلف المستويات العائدين إلى صنعاء ممن كانوا يقاتلون في صفوف التحالف.
وقال سريع في مؤتمر صحفي عُقد في صنعاء مؤخراً للكشف عن صاروخ باليستي جديد تم إنتاجه محلياً، قال إن “عدد الذين عادوا إلى صف الوطن من الموالين للعدوان بلغوا ألفي جندي وضابط” مشيراً إلى أن الانسحابات من صفوف التحالف والعودة إلى صنعاء مستمرة وأن قوات الطرف الآخر تستغل فرصة قرار العفو العام الذي أصدرته صنعاء العام الماضي.