عبدالسلام نقلاً عن الخارجية الروسية: صنعاء لاعب رئيسي لتحقيق الأمن في الخليج
موسكو – المساء برس| كشف المتحدث باسم جماعة أنصار الله ورئيس الوفد المفاوض عن سلطة صنعاء محمد عبدالسلام عن أن روسيا تميل إلى رؤية صنعاء للحل وإنهاء الحرب على اليمن.
وصرح عبدالسلام في مقابلة تلفزيونية مع قناة “الميادين” والتي استضافته عبر الأقمار الصناعية من مقر إقامته بالعاصمة الروسية موسكو بالقول إن الدعوة الرسمية من روسيا لرئاسة وفد صنعاء كممثل للقيادة السياسية لسلطة الأمر الواقع للقاء بممثل الرئيس الروسي ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف لمناقشة التوتر في منطقة الخليج ودور كلاً من سلطتي صنعاء وموسكو للعب أدواراً أكبر لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وصرح عبدالسلام إن صنعاء وموسكو تتقاطع مصالحهما في المنطقة من ناحية تحقيق السلام والتهدئة ونزع التوتر.
وقال عبدالسلام إن موقف موسكو اليوم عن سلطة الأمر الواقع في اليمن لم يعد نفس الموقف الذي كانت تتبناه موسكو سابقاً، كاشفاً عن أن الخارجية الروسية أبلغت الوفد الرسمي أنها ترى أن صنعاء تعد لاعباً رئيسياً في منطقة الخليج بالشرق الأوسط، كما لفت إلى أن روسيا باتت اليوم مقتنعة وتميل أكثر لرؤية صنعاء وأطروحاتها عن الحل في اليمن.
وقال عبدالسلام إن الوفد الرسمي ناقش مع الخارجية الروسية الرؤية اليمنية فيما يخص دور اليمن تجاه أي تصعيد إقليمي في المنطقة، مشيراً إلى أن روسيا باتت اليوم مهتمة أكثر من ذي قبل في تعاملها مع سلطة صنعاء، وقال إن اللقاء تضمن استلام الوفد رسالة لصنعاء تتضمن الرؤية الروسية فيما يتعلق بوجهة نظرها لما يخص الأمن في الخليج وفي اليمن وأن الخارجية الروسية تنتظر رداً رسمياً من صنعاء على هذه الرؤية، لافتاً إلى أن هذا الاهتمام بسلطة صنعاء ومعرفة موقفها من الرؤية الروسية ينبع من كون اليمن يمثل أهمية استراتيجية بالغة في المنطقة لاعتبار الممر المائي ممثلاً بباب المندب.
كما أشار عبدالسلام إلى أن الجانبان توصلا إلى أن اليمن هي بوابة أي عملية استقرار في المنطقة، وقال عن المبادرة الروسية تتضمن من شقين الأول يتعلق باليمن والثاني يتعلق بالإقليم، رافضاً التصريح بأي شيء عن تفاصيل المبادرة وقال بأن الرد سيأتي على هذه الرؤية من قبل القيادة السياسية في صنعاء، إلا أنه أشار إلى أن المبادرة تصب في مصلحة السلام والاستقرار في المنطقة، حسب قوله.
وقال عبدالسلام إن الروس أبلغوا الوفد عن حقيقة ما يبادر به الجانب السوداني أيضاً بشأن عملية الاستقرار في المنطقة كما أبلغ الروس الوفد بحقيقة مواقف بعض الأطراف في المنطقة بما فيها موقف الإمارات الجديد ومواقف دول أخرى كمصر التي غيرت وجهة نظرها وموقفها من حكومة المنفى الموالية للتحالف وباتت وجهة نظرها وموقفها تجاه اليمن والمكونات اليمنية في الداخل على رأسها جماعة أنصار الله وسلطة الأمر الواقع مختلفة ومغايرة تماماً لمواقفها السابقة، مشيراً إلى أن هذه المواقف التي أبلغهم بها الروس هي مواقف إيجابية ومؤشرات للعدول نحو السلام والاستقرار وإنهاء التوتر.
كما كشف عبدالسلام بالقول إن الوفد لمس من الروس أنهم غير مرحبين بإرسال الولايات المتحدة الأمريكية لخمسمائة جندي أمريكي إلى السعودية، وفيما يتعلق بما يشاع من انسحاب الإمارات قال عبدالسلام إن الوفد أطلع الخارجية الروسية على حقيقة الوضع والتوضيح لهم بأن ما حدث هو فقط إعادة تموضع لبعض القوات الإمارات ونقلها من مكان إلى آخر داخل اليمن حيث تم سحب القوات المتواجدة في مأرب إلى شبوة وسحب القوات التي كانت متواجدة في الدريهمي وبعض المناطق بالساحل الغربي وسحبها إلى الوراء جنوب الساحل الغربي فقط، وأشار إلى أنه أبلغ الروس أن الإمارات لم تخرج أي قطعة سلاح أو عربات عسكرية تابعة لها من اليمن حتى الآن.
ويرى مراقبون إن التصريحات التي أدلى بها اليوم محمد عبدالسلام تكشف مدى اقتناع بعض الدول الكبرى بمدى التأثير والحجم الذي تمثله صنعاء في المنطقة ودورها في أي تحركات إقليمية سواءً كانت التحركات تصعيدية عسكرية أم تحركات سياسية لبحث التهدئة وإنهاء النزاع والتوتر في المنطقة برمتها، وهو ما يشير إلى أن صنعاء استطاعت أن تموضع نفسها لتكون ذات أولوية في حال تحرك المجتمع الدولي لإنهاء أي توتر في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، واستطاعت استغلال فرصة التوتر الإيراني الأمريكي لصالحها وللفت الأنظار إلى ما يمكن أن تمثله صنعاء وسلطة الأمر الواقع من دور سواءً على المستوى العسكري أو السياسي وسواءً في حال التصعيد العسكري أم في حالة التأثير على المنطقة ودفعها نحو السلام بدءاً من اليمن.