ما علاقة “دعوة سلمان لتميم لحضور قمة مكة” بالحرب على اليمن

صنعاء – المساء برس| مساء الأحد الماضي كشفت وزارة الخارجية القطرية إن إمير قطر تميم بن حمد آل ثاني تلقى رسالة خطية من الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، دعاه فيها لحضور “القمة الطارئة لمجلس التعاون الخليجي” في مدينة مكة نهاية مايو الجاري.

| بعد أكثر من 4 سنوات من الحرب على اليمن.. سلمان يصرخ من ضربات اليمنيين |

بعد استهداف القوات العسكرية اليمنية لمضخة نفط أرامكو التي تسببت بوقف ضخ النفط في أحد أهم الأنابيب الرئيسية وتم إيقافها عن العمل بحسب إعلان وزارة الطاقة السعودية مطلع مايو الجاري، وبعد استهداف نفس الجهة لمطار نجران الإقليمي السعودي أكثر من مرة وإخراجه عن العمل من جديد بعد أن كان قد عاد للعمل بعد توقف دام 4 أعوام بسبب الحرب على اليمن، دعا الملك سلمان لعقد قمتين خليجية وعربية في مدينة مكة المكرمة في 30 مايو الحالي.
كبار المحللين السياسيين من الشرق الأوسط ودول أوروبا وأمريكا، فسروا دعوة الملك سلمان بأنها بمثابة “الصراخ والعويل من الضربات اليمنية بعد أن كانت السعودية هي من تضرب وتدمر اليمن على مدى أكثر من 4 أعوام”.

| قطر الخصم اللدود للرياض وأبوظبي تتلقى دعوة لحضور قمة عدوّها |

الدولة التي وصفها إعلاميو وسياسيوا ومسؤولوا الرياض وأبوظبي بأنها صغيرة جداً ولا تمثل أهمية بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي، تتلقى اليوم دعوة رسمية لحضور زعيمها تميم القمة التي دعا لها سلمان والتي يريد من خلالها الشكوى بالقوات اليمنية أو من يسميهم “الحوثيين” الذين يضربون المملكة ويوجعونها بقوة، وبما أن قطر هي دولة لا ثقل لها ولا تأثير حسب السعودية والإمارات، فلماذا تم دعوة أميرها لحضور القمة الخليجية؟ هكذا يتساءل مراقبون.

| لماذا تمت دعوة قطر؟ |

تابع “المساء برس” قراءات وتحليلات لبعض المحللين السياسيين بينهم غربيين، حول أسباب دعوة سلمان لأمير قطر حضور القمة، وكانت معظمها تتمحور حول أن قطر أثبتت أنها دولة لا يمكن الاستهانة بها، وأن الملك سلمان بدعوته لأمير قطر لحضور القمة يؤكد ويعترف بأنه بحاجة إليه وبحاجة إلى ما تملكه قطر وما تمثله من رقم في منطقة الخليج، وهذا أولاً.
ثانياً تمت توجيه الدعوة لقطر لأن من وجه الدعوة واقعون في ورطة كبيرة مع اليمن، وفي أي لحظة يمكن أن تسقط المدن السعودية التي لا زالت تعتبر بالنسبة لليمنيين أنها مناطق متنازع عليها مع السعودية، يمكن أن تسقط في أي وقت بيد الجيش اليمني ويمكن أن يحدث اجتياح للمناطق الجنوبية السعودية في جيزان ونجران وعسير.
بالإضافة إلى أن السعودية يمكن أن تتعرض لانهيار أو عجز في ضخ النفط في أي لحظة وهو ما أثبته الجيش اليمني وأكد إمكانية إحداثه والتسبب به في السعودية، وهذه الورطة الثانية.
الورطة الثالثة هي أن الغطاء الأمريكي للسعودية لم يجدِ نفعاً، فهاهي الصواريخ والطائرات اليمنية المسيرة تمكنت من ضرب عمق الاقتصاد السعودي أولاً وتمكنت من ضرب ما يحمي هذا الاقتصاد من منظومات رادارية وبطاريات باتريوت أمريكية والخاصة بالدفاع الجوي.
فوق ذلك يبقى السبب الرئيسي لدعوة قطر هو، ربما وبحسب توقعات المحللين، تجنب وتحييد الإعلام القطري أو ما يصفه البعض بـ”المدفع الإعلامي الذي تمتلكه قطر عبر شبكة الجزيرة” والتي لعبت دوراً كبيراً بعد الحصار على قطر في نشر جرائم التحالف في اليمن ضد المدنيين وتسليط الضوء على حجم القوة العسكرية اليمنية وما تفعله بالقوات السعودية والمليشيات المرتزقة التي تم جلبها من الخارج وما يملكه اليمنيون من أسلحة قديمة وحديثة وما تفعله هذه الأسلحة بالسعودية واقتصادها وقواعدها العسكرية.

| هل سيحضر تميم القمة ويقع في غدر الرياض وأبوظبي مرة أخرى؟ |

في السابق تلقت الدوحة ضربة موجعة وتعرضت لغدر قاسٍ من قبل السعودية، فقبل فرض الحصار على قطر وقبل اجتياح قطر الذي كان موضوعاً ومقرراً وتم وقفه في آخر لحظة، كان الملك السعودي ضيفاً في قطر وكان يرقص مع أمير قطر وهو يعلم بأن نجله محمد بن سلمان قد تآمر مع محمد بن زايد والرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اجتياح قطر عسكرياً.
ويرى مراقبون إنه وبمجرد حضور أمير قطر قمة مكة وبمجرد التقاط الصور لتميم موجوداً في قمة يجلس فيها الملك سلمان وداخل السعودية، هذا بحد ذاته سيصب في صالح السعودية على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي، حتى وإن كان حضور تميم لا ينتج عنه دعماً مالياً أو إعلامياً أو دعماً بالعلاقات التي تتمتع بها قطر مع الغرب لصالح التحالف السعودي الإماراتي ولتخفيف الضغط الإعلامي عليه حتى لو لم يحدث ذلك فإن مجرد الحضور هو انتصار أو ورقة سياسية تحسب للسعودية.

ولا يرى مراقبون أن قطر يمكن أن تمنح السعودية هذه الورقة مجاناً وبدون مقابل لدولة تعاديها وتفرض عليها حصاراً قاسياً، خاصة وأنها موجوعة بقوة من السعودية والإمارات اللتين كانتا قد رتبتا وجهزتا عسكرياً وإعلامياً لاجيتاح قطر عسكرياً وضمنتا موقفاً لصالحهما من واشنطن.

كما يرى مراقبون إن أمير قطر لا يمكن أن يأمن الوقوع في غدر الرياض مرة أخرى، خاصة وأن الشواهد كثيرة على أن المملكة لا يؤمن غدرها على الإطلاق فقد غدرت بحليفها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وغدرت بقطر نفسها التي وقفت بكل ماكينتها الإعلامية مع الرياض في الحرب ضد اليمن، وحتى أنها وقفت عسكرياً أيضاً، وهذا بالإضافة إلى شواهد كثيرة من غدر الرياض وأبوظبي على الخصوم أو الحلفاء وليس آخرها الغدر بالصحفي جمال خاشقجي والغدر بالقضية الفلسطينية وتصفيتها نهائياً وهي التصفية التي سيتم قص شريطها في المؤتمر الذي يدعون إليه في البحرين.

قد يعجبك ايضا