لا يوجد احتواء لنفوذ إيران باليمن لأنه ليس موجوداً أصلاً
وما يسطرون – أحمد صلاح هاشم* – المساء برس|
عن الحرب في اليمن والسؤال حول “هل نجح التحالف العربي حقاً في احتواء النفوذ الإيراني في اليمن؟”، الإجابة هي: كلا. الاحتواء لم ينجح. وهذا ببساطة لأنه لم يكن يوجد، ولا يوجد الآن، سوى نفوذ إيراني ضئيل في اليمن.
لكن، يبدو أنه بات من الضرورات بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط إنحاء اللائمة على إيران في كل مايحدث في المنطقة. والواقع أن غزو اليمن الذي قام به التحالف العربي العام 2015 (وهي الخطوة التي نفّذتها السعودية ودولة الإمارات بدرجة كبيرة) فاقم النفوذ والوجود الإيرانيّين في ذلك البلد التعيس. لقد جرى تحويل الكثير من الأساطير وأنصاف الحقائق إلى حقيقة مقبولة.
بيد ان إيران، لم يكن لها تقليدياً سوى نفوذ أو تأثير ضئيل في اليمن، لأنه بالنسبة إليها ليس لهذا البلد أهمية كالعراق وسورية ولبنان. ثم أن علاقات طهران مع الحوثيين ليست عميقة، كما أنها ليست إديولوجية ولا فقهية. والقول أن الزيديين الحوثيين شيعة، هو محض خرافة. علاوة على ذلك، لاتدعم إيران الجماعات “الشيعية” فقط خلال ممارستها للسياسة الخارجية والقومية، بل هي تساند أيضاً الجماعات السنّية المتشددة على غرار حماس وطالبان.
في الواقع، الحرب في اليمن، التي شنّت تحت بيارق مروحة من الأسباب ليس أقلها حقيقة “الانتصارات الحوثية الجامحة”، اسفرت عن تمكين إيران من دعم حرب قليلة التكلفة ضد إثنتين من خصومها الألداء: السعودية ودولة الإمارات.
الحوثيون مقاتلون أشداء، وهم اتعبوا السعوديين في الشمال. والإيرانيون، وعلى رغم أنهم لن يحوّلوا اليمن إلى محكِ لأمنهم القومي في المنطقة، لن يتجاهلوا موقع اليمن الاستراتيجي. كما انهم لايعتقدون أن السعوديين والإمارتيين سيفيدون من مغامرتهم هذه، لأن اليمن سيبقى دولة فاشلة تعج بمجموعات كثيفة من الميليشيات والمتطرفين والفصائل الإقليمية المتنافسة والمتصارعة.
* الكاتب: احمد صلاح هاشم – هو استاذ مساعد في برنامج الدراسات العسكرية في مؤسسة الدفاع والدراسات الاستراتيجية في كلية راجاراتنام للدراسات الدولية/ سنغافورة
المصدر: قراءة خاصة لـ”المساء برس” لاستطلاع أجراه مركز كارينغي لدراسات الشرق الأوسط مع عدد من الباحثين والخبراء الدوليين الغربيين بشأن حقيقة النفوذ الإيراني المزعوم في اليمن.