القوات السعودية تسحب صلاحيات القوات العسكرية اليمنية في المهرة
المهرة – المساء برس| كشف تحقيق صحفي نُشر مؤخراً أجرته إحدى الوسائل الإعلامية التابعة للدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح الموالي للتحالف، عن استهداف القوات السعودية المسيطرة على أهم المنشئات الاستراتيجية في محافظة المهرة شمال شرق اليمن للقوات العسكرية اليمنية الرسمية.
وعلى الرغم من أن القوات العسكرية اليمنية المستهدفة من قبل قوات الرياض تتبع حكومة “الشرعية” إلا أنها باتت، وفق التحقيق الذي أجراه موقع “الموقع بوست”، مفرغة من مضمونها ولم تعد بيدها أي صلاحيات عسكرية أو إدارية في المناطق والمنشئات التي كانت متوزعة فيها.
| استهداف القوات الجوية |
وفقاً للتحقيق فإن القوات الجوية اليمنية هي المنوطة بحماية والإشراف على المطارات العسكرية والمدنية في اليمن بما في ذلك مطار الغيضة الذي باتت القوات الجوية اليمنية خارج إطار المهام العسكرية في المطار وحمايته ولم يعد بإمكان حتى قيادة الألوية المكلفة بحماية المطار القدرة على الدخول إليه.
وقامت القوات السعودية بعد دخولها مطار الغيضة باتخاذ عدة إجراءات استهدفت من خلالها القوات اليمنية المتواجدة والمكلفة بحماية المطار بشكل مباشر، لتتحول القوات العسكرية المتواجدة في مطار الغيضة من قوات يمنية إلى قوات سعودية، ووفقاً لأحد الضباط الذين أدلوا بتصريح للموقع بهذا الشأن فإن التواجد العسكري السعودي قلص كثيراً من أداء ألوية الجيش اليمني في المهرة، وقال أيضاً “وسلب الكثير من صلاحياتهم، كما أثر على النسق الوظيفي المعروف في الجيش، السعودية لا تريد الجيش اليمني القديم أو النظامي وتفضل إنشاء قوات جديدة أغلبها من المليشيا التي لا تمت بصلة للجيش اليمني أو القبائل التي قامت بتسليحها”.
| مطار الغيضة قاعدة عسكرية مغلقة للسعودية وقادة الجيش اليمني ممنوعون من دخوله |
تحول مطار الغيضة إلى قاعدة عسكرية مغلقة للقوات السعودية المحتلة، ولم يعد بإمكان قادة الألوية التي تحمي وتشرف على المطارين العسكري والمدني في المهرة الدخول إلى المطار إلا بعد الحصول على موافقة من قيادة القوات السعودية في اليمن وحتى إن حصل هؤلاء القادة على هذه الموافقة فإنهم لا يمكن أن يدخلوا إلا بعد تفتيشهم بشكل دقيق من قبل الجنود السعوديين، هكذا يتحدث الضابط اليمني للموقع الإخباري، ويقول أيضاً “قائد المحور وقائد اللواء لا يستطيعان دخول مطار الغيضة الذي تتخذ منه القوات السعودية قاعدة عسكرية لها ولا يعلمان ما الذي تفعله تلك القوات في المطار، والقوات السعودية لا تريد أساساً أن يكون للقيادة العسكرية اليمنية أي علم بما تفعله داخل المطار.
وليست القوات السعودية هي وحدها من تتواجد داخل مطار الغيضة في المهرة، إذ نقل “المساء برس” في تقرير سابق ما كشفه التحقيق ذاته عن وجود قوات من الجيش الأمريكي وأخرى من الجيش البريطاني، وأن هذه القوات وصلت إلى الغيضة وباتت من ضمن القوة العسكرية الأجنبية المسيطرة على مطار الغيضة بعد دخول القوات السعودية للمهرة.
اللواء التابع للقوات الجوية بمطار الغيضة يتبع قيادة محور الغيضة العسكري، وحسب ما ورد في التحقيق فإن كلاً من قائد اللواء وقائد المحور لا يستطيعان الدخول إلى المطار إلا بعد موافقة قيادة القوات السعودية وحتى بعد الموافقة فإن هذين القائدين لا يدخلان المطار إلا بعد تفتيشهما من قبل الجنود السعوديين، الأمر الذي يراه مراقبون أنه يمثل قمة الإهانة والاستخفاف السعودي بالجيش اليمني الذي يتبع “الشرعية”، ووفقاً لحديث الضابط اليمني فإن “قيادتي اللواء والمحور لم يعد لها أي صلاحية أو دور عسكري وإداري على المطار ومحيطة”.
ويضيف الضابط إن القوات السعودية قامت بخلخلة الترتيب العسكري في الجيش اليمني بالمهرة واستطاعت خلق وضع جديد “يتواءم مع مصالحها وأجنداتها” في المهرة بشكل عام، مشيراً أن من ضمن تلك الإجراءات التي قامت بها القوات السعودية المحتلة “توزيع قيادات وأفراد القوات الجوية بالمهرة على أماكن ووحدات عسكرية أخرى”، ويضيف “من ذلك مثلاً نقل 18 عقيداً بطريقة إجبارية من المنتسبين للقوات الجوية العاملة بالمطار إلى اللواء 137 بمحيط المهرة بدون أي أسباب أو مراعاة للتخصص العسكري”.
| القوات السعودية توقع القوات اليمنية في خديعة دفع رواتبهم أضعافاً مضاعفة |
ورد في التحقيق أن القوات السعودية حين دخلت المهرة بدأت بدفع مبالغ مالية لأفراد اللوائين (137 – 123) باسم “مكرمة” يتم منحها كل 3 – 4 أشهر، بحيث يتم دفع مبالغ مالية للأفراد اليمنيين المتواجدين داخل حرم المطار أكثر من المبالغ التي يتم منحها لباقي الأفراد خارجه، وتزداد هذه المكرمة أو تنقص حسب موالاة وقرب القوات اليمنية من القوات السعودية، لكن هذا الأمر لم يستمر كثيراً.
بعد فترة وجيزة من دخول القوات السعودية واحتلالها للمهرة توقفت عن صرف المبالغ المالية “المكرمة” للقوات اليمنية، وهو ما دفع بأفراد الشرطة الجوية إلى الاحتجاج على عدم صرف المبالغ المالية، فما كان من القوات السعودية إلا أن استغلت الوضع وقامت بمعاقبة الأفراد والضباط بنقلهم من المطار إلى وحدات عسكرية أخرى منها اللواء 137 مشاة.
ونقل التحقيق عن أحد الجنود في القوات المحلية بمطار الغيضة قوله إن “عملية استبدالهم جاءت بعد اعتراضهم على قرار للقوات السعودية بتخفيض مبالغهم الشهرية المتأخر وحين اعترضوا نقلتهم القوات السعودية من المطار ورغم أن تخصصهم العسكري في المجال الجوي إلى اللواء 137 مشاة وقامت القوات السعودية بجلب جنود من اللواء 137 بدلاً عن السابقين الذين قامت بنقلهم ودفعت لهم المبالغ المالية كاملة وبدون أي خصميات أو تخفيض”.