الكسب غير المشروع يصدر تقريراً يدين المنظمات الدولية العاملة باليمن
صنعاء – المساء برس| أطلق المركز الاجتماعي لمناهضة الكسب غير المشروع (SCMIE)، اليوم الاثنين، تقريره عن أداء المنظمات الدولية في اليمن لعام 2018، وذلك ختام مشروعه “رصد المساعدات الإنسانية في اليمن”، الذي نفذه، بالتعاون مع الصندوق الوطني للديمقراطية (NED)، وهدف إلى تعزيز المراقبة المدنية للمساعدات الإنسانية المقدمة لليمن.
وتضمن التقرير نتائج لعملية المتابعة والتقييم، التي قام بها فريق المركز، لأداء عدد من المنظمات الدولية العاملة في اليمن، في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع، ومعظمهم من النازحين.
وكشفت النتائج عن التدني الشديد في الشفافية لدى معظم المنظمات العاملة في تقديم المساعدات الإنسانية، برفضها الإفصاح عن المعلومات المطلوبة حول مشاريعها، وبالذات في الجانب المالي، حيث واجه فريق المركز صعوبات في الوصول إلى الأرقام المتعلقة بتفاصيل التكاليف المالية للمشاريع، ناهيك عن خططها وآلية عملها.
ورصد تقرير المركز عشوائية وضعف في آليات حصر ورصد وتسجيل المستحقين للمساعدات، مشيراً إلى أن معظم المنظمات تتلقى كشوفات جاهزة من عقال الحارات أو من وسطاء محليين، ما يتيح مجالاً للمحسوبية والمجاملات والتمييز.
وبرز، خلال الرصد، عدم الثبات في تسليم المساعدات الشهرية لبعض المستفيدين، واستثناء حالات وأسر كثيرة أشد فقراً وتأثراً بالصراع، من قائمة المشمولين بالمساعدات الإنسانية.
ولاحظ فريق الرصد التابع للمركز، تجاهل المنظمات لمشاكل عديدة، أهمها السكن، الأمر الذي يعد ذا ذات أولوية في ظل ارتفاع الإيجارات، فضلاً عن أن معظم الأسر النازحة لا تفضل المخيمات، لأسباب اجتماعية، ولافتقارها لمقومات السكن الضرورية، وفي مقدمتها توفر المياه والصرف الصحي.
وأظهرت النتائج قيام حالات مستفيدة ببيع المساعدة الغذائية، أو جزء منها، بعد استلامها مباشرة، لتلبية احتياجات أخرى، تباينت بين توفير العلاج، إيجار السكن، متطلبات غذائية أخرى لم تشملها المساعدات.
وانتقد التقرير بعد مراكز تسليم المساعدات عن أماكن إقامة المستفيدين، وعدم شمول المساعدات لأسر الموظفين المعتمدين على الراتب الشهري، الذي انقطع عنهم من 3 سنوات نتيجة الصراع الذي تتبادل أطرافه اتهامات بالتسبب في ذلك.
وأكد رئيس المركز الاجتماعي لمناهضة الكسب غير المشروع (SCMIE)، محمود شرف الدين، أن المنظمات تبالغ في اتخاذ جانب الحيطة والحذر والتكتم عن المعلومات المالية والإدارية المهمة، التي تمكن أية جهة صدمن تقييم الكفاءة المالية والإدارية، وفاعلية المساعدات على أرض الواقع، بما يحول دون الوصول إلى جوانب الخلل والقصور، ومن ثم معالجتها. مرجعاً ذلك إلى عدم التزام هذه المنظمات بالشفافية التي تعد مبدأً عالمياً سامياً، وأساساً للتطور، ومعياراً للنزاهة والوضوح في العمل المؤسسي (الإداري والمالي) لدى الحكومات والمنظمات على حدٍّ سواء، غير أن المنظمات معنية أيضاً بالضغط باتجاه تعزيزها وأن تكون في مقدمة متبنيها.
وأشار شرف الدين، في استهلاله للتقرير، إلى أن مشروع المركز يأتي في إطار جهوده لتعزيز الشفافية والنزاهة، وإعمال مبادئ الحكم الرشيد، وأن ذلك يمثل خطوة سباقة تحسب للمركز، كونه أول منظمة محلية تبادر برصد وتقييم أداء المنظمات الدولية المحاطة بقدسية من إزاء المساءلة والتقييم من أية جهة، بالرغم من الانتقادات الواسعة من الناشطين والمهتمين لأدائها المالي والإداري. مستغرباً اشتراط منظمات دولية مشهورة، على المنظمات المحلية، الشفافية المالية والإدارية للشراكة معها في تنفيذ المشاريع، في حين أنها تفتقر لذلك، وتبالغ في الحيطة والحذر والتكتم على بيانات خططها وأدائها الفعلي، ما يولد شكاً وريبة يدفعان للاعتقاد بأن ما يقال عبر الصحافة وفي المنتديات عن جوانب اختلالات مالية في أداء المنظمات، تبدو صحيحة إلى حدٍّ كبير.
وقال رئيس المركز الاجتماعي لمناهضة الكسب غير المشروع: لقد كنا نأمل من المنظمات المستهدفة بالدراسة، التعاون في توفير المعلومات، ومساعدتنا في الوصول إلى جوانب الخلل والقصور، وتحديد الصعوبات، والعمل معاً على وضع المعالجات التي تسهل مهمة قافلة الإغاثة الإنسانية، خاصة وأننا لا نشكك في أدائها، أو نضعها محل اتهام، لكنها بالرغم من ذلك، تعمدت المماطلة والطلبات التعجيزية التي لا أساس لها، بهدف إلهاء وإشغال فريق الرصد عن تنفيذ مهمته في إطارها الزمني. لافتاً إلى أن التقرير تضمن العديد من الشواهد الدالة على ذلك.
وأضاف أن الصندوق الوطني للديمقراطية (NED)، يعد رائداً في دعم الديمقراطية والمساءلة الاجتماعية، بتمويله عدداً من المشاريع في هذا الجانب، لمنظمات غير حكومية، ومن ضمنها المركز، الذي تمكن، خلال عامين من العمل في المشروع، من اكتساب الخبرة وإعداد فريق كفء وقادر على القيام بهذه المهمة الشاقة، بما تلقاه ضمن المشروع من تدريب ومعارف وخبرة في العمل الميداني. مثمناً جهوده الجبارة في التغلب على كافة المحبطات والعراقيل التي واجهته على أرض الواقع.