حجور والشرعية و”نجل السيد”
جلال الشرعبي – وما يسطرون – المساء برس| ما يحدث في حجور بالتأكيد سيفضي إلى اجتياحها من الحوثيين، وتشريد وقتل أهلها وتفجير منازلهم، مثلما حدث في انتفاضة 2 ديسمبر، والتي أدت إلى مقتل علي عبدالله صالح وابتلاع المؤتمر الشعبي العام.
النتيجة واحدة في الحالتين، يتقدم نجل السيد الرئيس بكتيبة الصحفيين الطائعين لتحميل التحالف المسؤولية عن كل فشل، واختلاق معارك جانبية ضد السعودية والإمارات، في المهرة وسقطرى وعدن، وغيرها من المدن.
ما دام عبدربه منصور هادي يقود الشرعية، تأكدوا أن أي مشروع مقاومة، شعبي أو سياسي أو رسمي، ضد الحوثيين سينتهي بالفشل.
عبدربه منصور هادي بارع في اغتيال أي مقاومة شعبية، وإزهاق أي روح معنوية تتشكل في أي مكان، وما يفلح به وشلة المتنفعين باسم الشرعية، هو المتاجرة بكل مقاومة وأخذ السلاح والأموال من التحالف، ثم ما تلبث أن تذهب الأموال إلى حسابات شخصية، والسلاح إلى حلفائه من الإخوان المسلمين، والشواهد كثيرة على كذلك.
كان المقاتلون من أبناء حجور على الثغور، وكان الإخوان المسلمون يأخذون الذخيرة والأموال التي يقوم الطيران بإنزالها، ويرفضون إمداد المقاتلين، بمبرر أنها مقدمة من نائب الرئيس علي محسن لأنصارهم من حزب الإصلاح، أما المقاتلون من حزب المؤتمر فالإمارات هي من يجب أن تدعمهم، وبسبب ذلك جرت عمليات تبادل لإطلاق النار وعراك بين الطرفين، سقط فيها قتلى وجرحى، وسقطت مواقع بيد الحوثيين بسبب نقص الذخيرة.
إن القائد القوي يختار أقوياء بجانبه، وتتخلق على الأرض قيادات تستمد قوتها منه.
يبدو الرئيس عبدربه منصور هادي الأحرص على استمرار وبقاء الحوثيين، باعتبار ذلك ضمانة لاستمرار حكمه، مثلما يرى الحوثيون أن الرئيس هادي هو الأنسب بضعفه وفشله للبقاء كرئيس يمثل الشرعية، باعتبار ذلك ضمانة لاستمرار سلطتهم وتمدد مشروعهم.
إنه قائد فاشل، انتهت فترة رئاسته الدستورية، ولم يعد صالحاً للاستعمال، أصبح حملاً ثقيلاً على اليمن والمنطقة والعالم..
لا يحمل روح سبتمبر أو اكتوبر، ولم يكلف نفسه مخاطبة اليمنيين حتى في المناسبات بقيامها وقيمها، أو حتى في ارتداء بدلته العسكرية خلال خمس سنوات من الحرب.
ثم إنه رجل تفكيكي بارع، فكك الجيش والمؤسسات، وسلم صنعاء للحوثيين بالشمال، وهو الآن يسعى جاهداً لتفكيك الجنوب والعمل ضد التحالف شمالاً وجنوباً، وبالأموال التي يتسلمها من التحالف.
خذوا هذا المثال القريب: بعد أشهر طويلة، وجهد مضنٍ، استطاعت المملكة العربية السعودية لم شتات 120 نائباً برلمانياً، من أجل إعادة دور البرلمان، وعقد اجتماع له، وممارسة مهامه داخل اليمن، وفي ليلة وضحاها قام الرئيس التفكيكي باختراع مؤتمر جنوبي لتأييده، ونقلهم إلى القاهرة -قاد المهمة رئيس مجلس إدارة شركة الرئاسة أحمد العيسي- بطريقة تذكرك بعمليات نقل يهود الفلاشا إلى إسرائيل.
قام الرئيس هادي بهذا الفعل التفكيكي بهدف التخلص من المجلس، وأي دور مستقبلي له قد يكون نقل السلطة إحداها، وإفشال أي جهد للمملكة والتحالف لإعادة الشرعية لليمن، فيما هو يحارب من أجل بقائها وشخصنتها وربطها -الشرعية- به خارج حدود الجمهورية اليمنية.
عبدربه منصور هادي، رئيس وقائد للقوات المسلحة متى أراد الدعم والتمويل، لكنه عاجز عن إصدار قرار مكتوب للمنطقة العسكرية في حجة للتحرك، ومساندة حجور، مثلما كان عاجزاً عن إصدار قرار بالدفاع عن صنعاء..
فقط هو رئيس للبلاد، وقائد للقوات المسلحة، ويستطيع السير في طريق السلام، وإصدار التوجيهات عندما يتعلق الأمر بإيقاف أي نصر تحققه أي جبهة عسكرية، كما فعل في الحديدة، أو عندما يتعلق الأمر بإصدار قرارات التعيين، التي تفقد اليمنيين ثقتهم بالدولة، وتصنع الكراهية للتحالف، وتقدم خدمات مجانية للحوثيين.
كان يمكنه أن يكون رئيساً، ويعتبر تدخل الدولة واجباً لإنقاذ مواطنين يمنيين في حجور، أقسم اليمين الدستورية لحمايتهم وصون كرامتهم. كان يمكن أن يكون رئيساً يتعامل بمصداقية مع اليمنيين والتحالف والعالم.
لكنها تبقى مجرد تمنيات، والبلدان -قطعاً- لا تبنى بالتمنيات.
المصدر: مقال منشور للكاتب في مجموعة من المواقع الممولة من التحالف مباشرة