اعتراف أمريكي بالمشاركة العسكرية في اليمن بشكل مباشر

واشنطن – المساء برس| قالت صحيفة ذا هيل الأمريكية والمهتمة بشؤون الكونجرس والرئاسة والانتخابات في الولايات المتحدة إن الدعم الأمريكي للحرب على اليمن يتسبب بأزمة كبيرة بين الرئاسة الأمريكية والكونجرس.
وأكدت الصحيفة في تقرير تحليلي لها ترجمه “المساء برس” أن الولايات المتحدة لم تقطع أو تقلص دعمها العسكري أو مشاركتها في الحرب على اليمن حتى اليوم وأن إدارة ترامب “تواصل تقديم المواد والقوات لدعم التحالف مما يطيل أمد الصراع الدموي غير الإنساني”.
وقالت الصحيفة إن أعضاءً جمهوريون بمجلس النواب أحبطوا الأسبوع الماضي جهود الحزبين الجمهوري والديمقراطي لسحب الدعم الأمريكي للحرب على اليمن.
وفيما يؤكد وجود قوات أمريكية مشاركة بشكل مباشر في الحرب على اليمن، قالت الصحيفة إن مشروع القانون الذي كان يفترض التصويت عليه كان ينص على “إزالة القوات المسلحة الأمريكية من المشاركة في الأعمال القتالية ودعم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن”، وهو ما يُعد اعترافاً رسمياً من قبل واشنطن بالمشاركة العسكرية الأمريكية المباشرة في اليمن، في حين لا تزال تفاصيل هذه المشاركة غير معلومة ولم يُكشف عنها سوى الجزء اليسير جداً حيث اعترفت الإدارة الأمريكية ولأول مرة العام الماضي بوجود قوات أمريكية منتشرة على الحدود السعودية اليمنية وتنفذ عمليات خاصة داخل الأراضي الشمالية اليمنية لدعم التحالف السعودي.
ولفتت الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من أن هذا المشروع تم عرقلته، إلا أنه كان يحتوي على ثغرات حيث “لا يزال هذا المشروع يسمح بمواصلة تبادل المعلومات الاستخبارية مع التحالف”، لافتة إلى أن “دعم التحالف بقيادة السعودية بأي شكل من الأشكال حتى وإن كان بالعمليات الاستخبارية عن بعد فذلك يمكن أن يعرض الولايات المتحدة للمسؤولية المحلية والدولية ويضع واشنطن على الجانب الخطأ من التاريخ”.
وكشفت الصحيفة عن صراع قوي بين الرئيس دونالد ترامب وإدارته من جهة والكونجرس من جهة ثانية بسبب استمرار واشنطن في المشاركة العسكرية المباشرة وتقديم الدعم العسكري بشكل كبير للتحالف السعودي الإماراتي على الرغم مما تسببت به هذه الحرب من مقتل عشرات الآلاف من المدنيين وتشريد الملايين وهو ما أدى إلى تلطخ واشنطن بالسمعة السيئة وانتهاكات حقوق الإنسان وانتهاك المبادئ الديمقراطية في الإدارة الأمريكية بسبب التلاعب الذي يحدث من بعض الأعضاء في الكونجرس الداعمين لترامب وإدارته والذين يحاولون تحريف التشريعات التي يعتزم الحزبين الجمهوري والديمقراطي إصدارها لتقييد الإدارة الأمريكية وتقليص صلاحياتها في مسألة المشاركة في حروب خارجية من عدمه.
وأشارت الصحيفة إلى تحركات الكونجرس وتعديلاته التشريعية أثناء حرب فيتنام التي أدت في نهاية المطاف إلى التسريع بانسحاب واشنطن من فيتنام، لافتة إلى الأحداث المشابهة التي شهدها الكونجرس السابق العام الماضي ومن ذلك تحرك العضو عن الحزب الديمقراطي كريس ميرفي والذي قدم مشروع قانون الاعتمادات الدفاعية للعام المالي 2019 والذي كان من شأنه أن يقطع التمويل عن الدعم العسكري الأمريكي للتحالف السعودي ضد اليمن، مضيفة بالقول “لسوء الحظ لم يدخل التعديل أبداً للتصويت”.
لكن الصحيفة رأت أن تزايد العداء ضد السعودية قد يكون فرصة مناسبة لأن يُعاد هذا التحرك وأن “الوقت قد حان لإعادة زيارة تعديل ميرفي أو مبادرات أخرى لها نفس الهدف”.

قد يعجبك ايضا