كيف تصبح محايداً في أسبوع؟!
وما يسطرون – عمر القاضي – المساء برس| الصدق، ما اقتنعت بفكرة الحياد هذه إطلاقاً. الباطل باطل. ليش الكذب؟!
أقصد هنا بالحياد اللي يجي على شكل تعامس ولف ودوران وزيف ينتهجه بعض الناشطين الفرغ لستر جرائم العدوان السعودي الإماراتي في اليمن منذ بدء الاحتلال.
يعني الحياد ذلحين وقته يا تافهين؟!
المهم، حاولت أجي للحياد من الأمام، من الخلف، من كوفي كورنر، من شارع المطاعم… ولا رضي يمسك معي.
أنا مستغرب ليش بعض الناشطين عاجبهم شغلة كهذه مجردة من القيم والإنسانية، وبالذات في الوقت الحالي وشعبنا تحت الحصار والقصف!
الحياد يعرف أصحابه الفرغ جيداً.
وعشان تقع محايد خلال أسبوع، هناك مواصفات، فلا بد يكون معك ضمار أو ترتبط بمنظمة حقوقية أجنبية تدفع لك شهرياً بالدولار، وتدربك كيف تكون عميق! مثلاً تدربك على أن تستبدل مصطلح
“عدوان” بمصطلح “التحالف”. وبدل ما تقول “الاحتلال”، قل “أطراف الحرب”.
قده محتل وأنتم احسبوه أطراف والا طرف والا نص! والله انكم شتتُعطِّفوا من اليمن ظهر أحمر يا محتلين!
أيضاً تدربك بأن لا تقول “شهداء القصف”، بل ضحايا الحرب. كما ستحذرك بعض المنظمات من أن تكتب بوست والا تفعل لايك لصديق، أو تدين أي جريمة ارتكبها العدوان، حتى لو روحت الجريمة على رأس أسرتك. يعني “اتقرص العافية واستمر في الحياد”.
شفتم على حياد؟! يجردك من قيمك وأخلاقك وحقوقك! أهم شي تستمروا تطلبوا الله يا فرغ!
أيضاً من ضمن مواصفات الحياد، لا بد تكون مرهف، ومكارح، وزائف. وأحياناً يتطلب منك حمل شنطة على ظهرك بداخلها لابتوب وعلبة شطة، وأخرى قشطة. وهنا لا أقصد أن كل من يرتدي شنطة ضمن المحايدين الفرغ. لكن اللي برأسه بطحة بيتحركش.
وكذلك من ضمن مواصفات الحياد أن على المحايد ألا يتحرك خطوة واحدة إلا والمواصير مركبة، قصدي سماعات الأذن مشبوكة لغرفة التفتيش، يسمع أغاني أمريكية، ليهتز مع إيقاعها بخفة عقل وصولاً للكافيهات الخاصة بالمحايدين والعميقين. ومش متأكد هل توصيل السماعة من ضمن شروط المنظمة الحقوقية التي يعمل فيها أم لا. المتأكد منه أن المحايد يشبك السماعة عشان يتعامس لو صادف جائع متسول بأطرف جولة، أو حتى لا يسمع قصف الطيران القذر، أو أي زامل شحطة ربما يعيد المحايد لأصله وصوابه.
وباقي شوية محايدين عميقين من أولئك اللي يُنظِّروا ويثرثروا كثيراً، هكذا: الزوامل اليمنية عبارة عن ضجيج بدون مقامات وتحشد للحرب وكلماتها غير مفهومة و… الخ.
ايش كان يشتي هذا المحايد اللغجة؟! يعني يشتي الزوامل تحشد لداخل المقهى اللي يجلس فيه يُنظِّر أو كيف؟! قم اشتحط واتلفلف، جاء يقلي ضجيج!
منذ البداية يمكنها حياد ويسمع أغاني غربية كلماتها مدعسة لكنويل دج، من هذا كنويل دج؟! مدري! اتعامسوا! ثقافتي صفر بالفن الغربي. اسألوني عن الثلاثي الكوكباني وأيوب طارش وعيسى الليث وأم كلثوم وتقية الطويلية.
سمعتم كيف بعض المحايدين يُنظِّرون بأن الزوامل ضجة وغير مفهومة؟! أين الشاعر صلاح الدكاك أو ضيف الله سلمان والا الشاعر أمين الجوفي يندع أبتهم قصيدة تشحطهم، وهم يفهموا ايش نرفس منذ البداية، والا عمرهم لا فهموا!
إلى المحايدين الفرغ: أعجبكم سمعتم زوامل والا اضربوا تنكا بلاد النامس! هذا اللي معانا، زوامل شحطة حاف جاف بدون حياد وكريمات، تخوزق كل محتل ومحايد طريق طريق من المهرة لجيزان. الشحطة والشجاعة تزعجهم.
كمان عشان تقع محايد زرة، عليك أن تقول بعض العبارات الحيادية السامجة مثل: “الله لا فتح عليهم جميعاً”. ويقصد المحايدين الشعب أجمع. من يدري؟!
أما العبارة الأخرى اللي قدنا طافش من أبوها من كثر ما سمعتها وكتبتها: “الله يهلك من كان السبب”! لحد الآن السعودية تقصف وتقتل اليمنيين والمحايدين مازالوا حانبين بالسبب!
أما عبارة “اوقفوا الحرب” لحالها! كما لو أننا نحن من أشعل الحرب ونريدها تستمر! السعودية والإمارات تعتدي وتحتل و… الخ، والمحايدين يطالبوننا نوقف الحرب!
باقي هرطقات جديدة على السوق يهرطق بها المحايدين مضمونها تطبيع وبيع عيني عينك: “إسرائيل مش عدوتي، أنا عدوتي إيران”، “تعبنا صراع”، ما دخلنا بفلسطين؟! ينزلوا ملح”… ليش ما سمعنا هذه العبارات التطبيعية أيام ما كان الإخوان بقيادة الحزمي ينتفوا على النسوان الذهب ويقحشوا المصلين تبرعات داخل الجوامع في سبيل تحرير القدس؟!
وأخيراً عشان تؤكد أنك أصبحت محايد عميق ومنحط لا بد أن تؤجل تخزينة العصر إلى الليل وتحضر كل عصر لكافيه المحايدين، لتشرب واحد أحمر بـ300 ريال وتستمر تُنظِّر عن السعودية وكم تملك نفط وسلاح وتمور وإبل ومواشي… أهم شي ترفع صوتك حتى تسمعك الناشطة المحايدة الغاوية التي تقعد في الجهة المقابلة. ما حد يعاكس بنت بالحديث عن السعودية الا هؤلاء الفرغ اللي فاعلين أنفسهم محايدين!
ذلحين صمتكم عن جرائم العدوان بحق أطفالنا بالله عليكم تسموه حياد؟!
صمتكم عن معانات آلاف المرضى والجرحى تحت الحصار ومنعهم من السفر للخارج تسموه حياد؟! ما فيش حياد وشعب بالكامل يباد بأبشع الجرائم والأسلحة المحرمة دولياً. انتبه تفكر تقع محايد!