باكستان والحرب على اليمن.. موقفها سابقاً وحالياً وبعد استلام أموال الرياض
إسلام أباد – الرياض – المساء برس| لا يبدو أن زيارة محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لباكستان الإثنين المقبل زيارة عادية، حيث يعتزم الرجل توقيع اتفاقيات اقتصادية تبلغ قيمتها 20 مليار دولار مع باكستان، وقد تكون هذه الأموال بمقابل وقد يكون المقابل هو استئناف باكستان للمشاركة مع التحالف السعودي الإماراتي في الحرب على اليمن.
وعلى الرغم من أن الزيارة التي ستستغرق فقد يومين إلا أن ما سيسطحبه بن سلمان معه لا يشير إلى ذلك، حيث كشفت وسائل إعلام باكستانية متعددة إلى أن ضخامة الحاشية التي ستأتي مع بن سلمان والأدوات الشخصية الخاصة ببن سلمان والتي وصلت إلى باكستان على متن 5 شاحنات، كما ستصل إلى باكستان 80 حاوية من الأمتعة واللوازم للتحضير لزيارة بن سلمان وحاشيته بما في ذلك الأثاث المستخدم وأدوات الرياضة الخاصة ببن سلمان وحاجاته الشخصية، كما أن حاشيته والبالغ عددهم ألف و100 شخص بين رجال أعمال وحراسة وجنود وموظفين في المجال الاقتصادي والدبلوماسي تم حجز فندقين فئة 5 نجوم لهم جميعاً، هذا بالإضافة إلى حجز السلطات الباكستانية لأسطول كامل من سيارات اللاند كروزر عددها 300 سيارة يستخدمها بن سلمان ووفده أثناء إقامته في باكستان.
هذه الزيارة وهذا الإعداد المهول والباذخ لها يدعو إلى التساؤل عما إذا كانت الزيارة هدفها إثناء باكستان عن موقفها الرافض للحرب على اليمن والرافض أيضاً لاستئناف مشاركة الجيش الباكستاني في الحرب والتي توقفت هذه المشاركة في الأيام الأولى للهجمات السعودية على اليمن في أبريل ومايو 2015.
لا تقف باكستان في الحرب على اليمن مع محمد بن سلمان والتحالف السعودي الإماراتي، وسبق أن أعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مطلع سبتمبر الماضي أن بلاده لن تشارك في حروب أي دولة أخرى، مؤكداً أن الجيش الباكستاني “يعمل في أفضل حالاته إذا بقي متجنباً للتدخل في السياسة”، واعتبر خان أن “مثل هذا التدخل في اليمن من شأنه تدمير المؤسسة العسكرية الباكستانية”.
وكانت باكستان قد أعلنت بعد فترة وجيزة جداً من بداية الحرب على اليمن في مارس 2015 أنها أوقفت مشاركتها في الحرب، وبعد مرور 3 سنوات من ذلك الحين قال الجيش الباكستاني وتحديداً في فبراير 2018 أنه سيرسل قوات إلى السعودية، وكان ذلك قبل صعود رئيس الوزراء الحالي عمران خان، وقال الجيش الباكستاني حينها إن القوات الباكستانية التي سيتم إرسالها ستكون مهمتها “تدريب وتشاور”.
وكانت السعودية قد طالبت باكستان بالمشاركة بسفن وطائرات وقوات في عملياتها في اليمن، مبررة ذلك الطلب بأنه “تصدٍ لنفوذ إيران في المنطقة”، غير أن البرلمان الباكستاني صوت بالرفض وقرر إبقاء الجيش الباكستاني على الحياد “تجنباً للانجرار إلى صراع إقليمي أو طائفي.
وكان الجيش الباكستاني قد كشف في بيان رسمي، حقيقة نشر عدد من القوات داخل حدود السعودية، وتحديداً على الحدود اليمنية، في ظل استمرار الاشتباكات مع جماعة “أنصار الله” وقوات الجيش اليمني التابعة لسلطة صنعاء.
وحسب محللين فإن الرياض تسعى وباستمرار للاستعانة بقدرات باكستان العسكرية بعد فشل قواتها وقوات حلفائها في الحرب مع اليمن والتي قاربت دخول عامها الخامس دون تحقيق الأهداف التي أعلنتها الرياض حينها.
ويضيف المحللون إنه وبحسب المعطيات الحالية وما تفرضه إسلام أباد من إجراءات مشددة لتأمين زيارة بن سلمان من المتوقع أن تكون باكستان لا تزال ملتزمة بموقفها تجاه المشاركة في الحرب على اليمن، وأن الإجراءات الأمنية المشددة هي لإغراء السعودية ودفعها لدفع عشرات المليارات من الدولارات للاستثمار في باكستان دون أن يكون ذلك بمقابل المشاركة العسكرية في الحرب على اليمن.
وقال المراقبون إنه على الأرجح فإن باكستان من الممكن أن تقدم دوراً إشرافياً أو لوجستياً عسكرياً للقوات السعودية خاصة تلك المنتشرة على الحدود مع اليمن جنوب المملكة، مشيرين إلى أنه من المتوقع أن تكون الرياض تفكر في استبدال الضباط الأمريكيين الذين يكلفونها مراتبات باهضة شهرياً بضباط وخبرات عسكرية باكستانية للتخفيف من التكاليف المالية التي أثقلت كاهل المملكة طوال مدة الحرب.