مساعي حثيثة للتحالف “يريدون دفع اللجنة الأممية لمغادرة الحديدة”
الرياض – المساء برس| يبدو أن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات ضد اليمن يسعى لإفشال اتفاق السويد وعرقلة تنفيذ بنوده في الحديدة بأي ثمن حتى وإن اضطر الأمر إلى التهديد باستهداف مقر إقامة الفريق الأممي المراقب لوقف إطلاق النار في الحديدة.
هذا ما أشارت إليه تغريدة لوزير الإعلام في حكومة المنفى “الشرعية” معمر الإرياني والذي زعم نقلاً عن ما وصفها بـ”مصادر خاصة” إن “المليشيا الحوثية الإيرانية الإرهابية” حسب وصفه، “تجهز طائرات مسيرة لضرب مقر ممثلي الأمم المتحدة في الحديدة وإلصاق التهمة بتحالف دعم الشرعية”، وهو ما اعتبره مراقبون إنه تمهيد مسبق لاستهداف التحالف مقر إقامة ممثلي الأمم المتحدة أو على الأقل استهداف محيط المقر إما بغارة جوية أو باستخدام المدفعية وقذائف الهاون والصواريخ الأرضية كما حدث في سبتمبر الماضي والذي شهد تعرض مخازن الغذاء العالمي واليونسيف في الحديدة للقصف بقذائف الهاون تم إطلاقها من بعد أن نشر الإرياني قبلها بأيام قليلة إن “الحوثيين” يخبئون أسلحة ودبابات وعتاد عسكري كبير داخل المخازن الخاصة ببرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
لكن تصريحات مسؤولي برنامج الغذاء العالمي كشفت حقيقة مزاعم الإرياني وفضحته، حيث حذر البرنامج في بيان رسمي منتصف سبتمبر من استهداف المخازن الخاصة بالغذاء في الحديدة نافياً وجود أي استخدام عسكري للمخازن من قبل قوات صنعاء.
بالمثل أيضاً نفت السلطة المحلية بالحديدة حينها وجود أي عتاد عسكري تابع لقوات صنعاء داخل مخازن الغذاء العالمي وحذرت من استهدافها، معتبرة تغريدات الإرياني بأنها مؤشر على نوايا سيئة وتشير إلى توجه لقصف المخازن بذريعة أنها تحتوي مقاتلين وعتاد عسكري.
وتشير تغريدة الإرياني اليوم والتي زعم فيها إن قوات صنعاء ستستهدف مقر ممثلي الأمم المتحدة بالحديدة، إلى أن التحالف يسعى لإفشال اتفاق السويد بشأن الحديدة بأي ثمن، وحسب خبير عسكري رفيع في وزارة الدفاع بحكومة الإنقاذ بصنعاء فإن “تهديد التحالف لممثلي الأمم المتحدة في الحديدة، ولو على المستوى الإعلامي فقط، قد يعرقل تنفيذ الاتفاق وربما يفشله تماماً”.
وقال الخبير العسكري – يتحفظ “المساء برس” على كشف هويته بناءً على طلبه – إن المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة ماضون في تحقيق تهدئة عسكرية في الحديدة بأي ثمن حتى وإن كان التحالف لا يرغب في تنفيذ هذه التهدئة والالتزام بها، وأضاف “تغريدة الإرياني الأخيرة ليست مستغربة ومن المتوقع أن يقدم التحالف بقصف مقر ممثلي الأمم المتحدة وإلصاق التهمة بقوات صنعاء، وحتى وإن لم يتم قصف المقر فمن الممكن أن يتعرض محيط المقر لقذائف أو صواريخ كاتيوشا يطلقها مسلحو التحالف المتواجدين بمحيط مدينة الحديدة الشرقي والجنوبي والهدف من ذلك هو إفشال اتفاق التهدئة وإنهاء عمل ممثلي الأمم المتحدة بالحديدة والذي إن حدث سيكون إعلاناً بفشل الاتفاق نهائياً وإتاحة الفرصة للتحالف لإعادة تصعيده على الحديدة من جديد خاصة وأن التحشيد وتوافد قوات تابعة للتحالف لا يزال مستمراً وتتواصل وصول التعزيزات بالعتاد العسكري والمقاتلين إلى المخا ومنها إلى بعض الجبهات الممتدة بطول الشريط الساحلي للحديدة جنوباً”.
وأكد الخبير العسكري لـ”المساء برس” إن تعاطي وسائل إعلام التحالف بما فيها وسائل الإعلام اليمنية الموالية للرياض التابعة للإصلاح مع تغريدة الإرياني “يشير إلى أن التغريدة هدفها الواضح حتى الآن هو إحداث فقاعة إعلامية وتهديد الفريق الأممي بشكل غير مباشر فبمجرد ترويج إعلام التحالف لتغريدة الإرياني هو بحد ذاته تهديد للفريق الأممي تستهدف زعزعته ووضعه في حالة من القلق والتشكيك من تعرضه لأي هجوم ونتيجة لذلك فمن المحتمل أن يطلب الفريق مغادرة المدينة وتعليق مهمته حفاظاً على سلامته وهو ما ترغب الرياض وأبوظبي تحقيقه لإفشال الاتفاق واستئناف القتال”.
وتجدر الإشارة إلى أن “المساء برس” علم من مسؤول عسكري بارز في صنعاء اليومين الماضيين، إن “معلومات استخبارية عسكرية حصلت عليها وزارة الدفاع بصنعاء تؤكد وجود رغبة قوية من قبل التحالف للدفع بالفريق الأممي التابع للجنرال الهولندي باتريك كاميرت إلى مغادرة الحديدة وترك مهمته بأي طريقة”.