أبرز تفاصيل تصعيد الكونجرس الأخير ضد الرياض وموقف الشارع اليمني

واشنطن – المساء برس| يبدو أنه ابتزاز جديد تمارسه الولايات المتحدة ضد السعودية مستغلة انتهاكات وارتكاب الرياض وتحالفها جرائم حرب في اليمن ضد المدنيين، حيث توقع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الجمهوري بوب كوركر أن يصوت الكونغرس يوم الأربعاء أو الخميس على مشروع قرار ينهي الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن.

    عن اليمن.. الكونجرس هذه المرة يبتز الرياض أم يصعّد فعلاً

وصحيح أن الديمقراطيين هم الذين اكتسحوا الانتخابات البرلمانية في الولايات المتحدة وهو ما يهدد تضاؤل المؤيدين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الجمهوريين في الكونغرس إلا أن النواب الجدد لن يتولوا مهامهم إلا في العام القادم وهو ما يعني أن التهديدات التي يطلقها الكونغرس ضد السعودية هذه الأيام هي مجرد عمليات ابتزاز ضد السعودية بهدف دفعها لتقديم المزيد من الأموال لضمان عدم تصعيد الكونغرس ضد السعودية على خلفية التصعيد الدولي ضدها بسبب انتهاكاتها الإنسانية في الحرب ضد اليمن وبسبب جريمة مقتل جمال خاشقجي.
وحسب وسائل إعلام أمريكية رصدها “المساء برس” فإن كوركر أكد أن أعضاء لجنة العلاقات الخارجية التي يرأسها تناقش مقترحات لتشريعات إضافية متعلقة بالسعودية مرجحاً أن يستهدف أحدها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وفي السياق ذاته أعرب السيناتور بيرني ساندرز عن ثقته بأن مشروع القرار الذي قدمه لإنهاء الدعم الأمريكي لحرب اليمن يستند على فرص حقيقية وكبيرة لتمريره في مجلس الشيوخ، وذلك بالنظر إلى الغضب المتصاعد في الكونجرس على خلفية قضية مقتل خاشقجي.

    ابتزازات سابقة من البيت الأبيض لبن سلمان

في مارس الماضي من هذا العام كان ساندرز قد تقدم مع السيناتور الديمقراطي كريس مورفي والجمهوري مايك لي بمشروع قرار لإنهاء الدعم الأمريكي للحرب السعودية على اليمن وهو مشروع يستند إلى بند في قانون صلاحيات الحرب الأمريكي والذي يتيح الحق لأي عضو في مجلس الشيوخ بطرح مشروع قرار والتصويت عليه لسحب أي قوات أمريكية مشاركة في حرب خارجية لم يتم إجازتها من الكونجرس.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأثناء طرح هذا المشروع كان يزور واشنطن حينها وبسبب ما قدمه من عشرات المليارات من الدولارات للبيت الأبيض على هيئة صفقات أسلحة فقد ضغط ترامب ووزير دفاعه ووزير الخارجية على أعضاء الكونجرس لعدم تمرير ذلك المشروع.
رغم ذلك يرى مراقبون أن المعطيات قد تغيرت اليوم وأن ما لم يحققه الكونجرس في السابق بات من المرجح جداً أن يتحقق اليوم بفعل تزايد الغضب المتصاعد على خلفية مقتل خاشقجي داخل الكونجرس من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

    الشارع اليمني.. لإلغاء التعويل على الخارج نهائياً وتبدل القناعات لصالح صنعاء

يمنياً لا يعوّل الشارع اليمني على أي تحركات من الكونجرس الأمريكي لوقف البيت الأبيض دعمه للسعودية في حربها “الإجرامية في اليمن” التي شارفت على إنهاء عامها الرابع، ويرى سياسيون يمنيون أن اكتضاض المعسكرات اليمنية في مناطق سيطرة سلطات صنعاء بالمقاتلين المتطوعين المنضمين للقتال في صفوف قوات حكومة الإنقاذ مؤخراً والتي تصاعدت وتيرتها بعد الحشود الهائلة التي استطاع “الحوثيون” جمعها في 7 محافظات كبرى وأثبتت سلطة المجلس السياسي جدارتها في تأمين هذه الحشود، يراه مراقبون أنه دليل على أن من كان لا يزال يؤمل على “الشرعية” في أن تثبت جدارتها هي الأخرى في المناطق التي “تدّعي” السيطرة عليها جنوب اليمن، قد تبدّلت قناعاتهم وتغيرت لصالح جماعة “أنصار الله” والقيادة السياسية الحاكمة في صنعاء.
ويشير المراقبون إلى أن هذه القناعات المتبدلة قد تمثلت في وقوفهم إلى جانب “أنصار الله” وقوات صنعاء وتوافد آلاف المقاتلين القبليين الذين لم ينخرطوا في القتال من قبل، إلى معسكرات التجنيد والتدريب استجابة لدعوات زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي التي أطلقها في احتفالات المولد النبوي والتي سبق وأن أكدها في كلمات سابقة ألقاها على جموع من النخب المجتمعية كالأكاديميين والعلماء والمثقفين من أن الشعب اليمني بإمكانه أن يحسم هذه الحرب بأقل تكلفة وفي أقصر وقت “لو أنه كان يداً واحدة واصطف إلى جانب الجيش واللجان الشعبية ولم يمكن العدو من الاعتقاد بأن هناك من يؤيده في المجتمع المحلي الذي يعيش في المحافظات التي يسيطر عليها الجيش واللجان”، وفقاً لما أفاد به قيادي على مستوى رفيع في “أنصار الله” في تصريح خاص لـ”المساء برس”.

    الجنوبيون يتابعون قناة “المسيرة” أكثر من غيرها

وعلى مستوى المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف أفادت مصادر صحفية لـ”المساء برس” إن المواقف من التحالف عوضاً عن كونها قد بدأت في التغيّر منذ وقت مبكر من دخول الإمارات للمحافظات الجنوبية وسيطرتها على الموانئ والجزر والمطارات، إلا أن هذه القناعات ضد التحالف وضد من يقف إلى جانبه قد زادت مؤخراً، مشيرة إلى أن هناك قطاع واسع من المجتمع الجنوبي أصبح يتابع يومياً وسائل إعلام “الحوثيين” من بينها قناة “المسيرة” وهو مؤشر يؤكد على أن القناعات جنوباً قد تغيرت تماماً لصالح “أنصار الله” وحلفائهم.
أكثر ما يؤكد تغيير هذه القناعات – حسب مصادر “المساء برس” – رفض الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية الانخراط في القتال مع الإمارات في الساحل الغربي والجبهات الحدودية السعودية، خاصة “بعد تزايد الخسائر البشرية التي فاقت التوقعات” وبعد “تناقل المواطنين جنوب اليمن لشهادات العائدين من جبهات الساحل من الجرحى أو الذين تمكنوا من الانسحاب بطريقة أو بأخرى من الجبهات وعادوا إلى مناطقهم ومحافظاتهم”، وهي شهاداتهم لما وجدوه في الساحل من واقع مغاير تماماً لما تم إقناعهم به قبل انخراطهم في القتال هناك تتعلق بالقوات الإماراتية والقيادات المحلية الموالية لها بشقيها الشمالي والجنوبي والتي “تعتبر أبناء المحافظات الجنوبية مقاتلين تابعين لها ورخيصي الثمن”.

قد يعجبك ايضا