مصدر يكشف مادار باجتماع الرباعية ولماذا خفضت الرياض حربها ضد العملة
صنعاء – المساء برس| كشف مصدر اقتصادي رفيع في العاصمة صنعاء إن تخفيض سعر صرف الدولار مقابل الريال اليمني تم بقرار من السعودية جرى اتخاضه بعد الاجتماع الذي عقدته اللجنة الرباعية “أمريكا، بريطانيا، السعودية، الإمارات” الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية الرياض بشأن اليمن.
وقال الصحفي المتخصص بالشؤون الاقتصادية والمقرب من اللجنة الاقتصادية العليا في صنعاء رشيد الحداد لـ”المساء برس”، إن الأزمة التي تمر بها السعودية والتحالف عموماً بسبب قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي وبسبب التفات المجتمع الدولي لما يحدث في اليمن ودور التحالف، أدى إلى تزايد الضغوط بقوة ضد السعودية والإمارات واتهامهما بالوقوف وراء أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مشيراً إلى أن السعودية سعت لإبعاد التهمة عنها من أنها السبب بهذه الأزمة في اليمن، عبر اتخاذ قرار خفض الحرب الاقتصادية والإجراءات العقابية ضد العملة اليمنية مؤخراً، والتي كانت تهدف من خلالها إلى تأزيم الوضع الاقتصادي في اليمن بهدف الضغط على جماعة أنصار الله، خاصة وأن مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا لمجلس الأمن بشأن اليمن يتعارض مع أهداف التحالف العسكرية والاقتصادية والذي اتهم التحالف بالتسبب بالأزمة الإنسانية في اليمن، والتي كان انهيار العملة المفتعل أحد عناصرها الرئيسية.
الحداد كشف لـ”المساء برس” إن اجتماع الرباعية الذي كان برئاسة سفير الرياض لدى اليمن محمد آل جابر ومشاركة سفراء أمريكا وبريطانيا والإمارات، أقر عدة إجراءات اقتصادية أبرزها “منح البنك المركزي في عدن تسهيلات كبيرة للسحب من الوديعة السعودية عبر البنك الأهلي السعودي في الرياض وجدة، وتغطية الاعتمادات المستندية للتجار في ظرف ثلاثة أيام، بعد ما كانت فترة تقديم الطلبات والموافقة عليها من الجانب السعودي تتجاوز 20 يوماً”.
وأضاف: “وكذلك رفع سقف السحب من 200 الف دولار للطلب سابقاً إلى أكثر من مليون دولار”، مشيراً إلى أن إقرار هذه الإجراءات جاءت “بعد أسبوع من اعلان حكومة هادي في عدن عدولها عن قرار منع التجار من الاستيراد عبر قنوات أخرى، وربط الاستيراد بالبنك المركزي منذ العاشر من أكتوبر الماضي على أن يقوم بتغطية كافة الواردات بالدولار من الوديعة السعودية، ولكن المالية السعودية أعاقت العمل بتلك الآلية التي تسببت بإعاقة الاستيراد لعدم تمكن البنك من الوفاء بتعهداته، يضاف إلى إعلان السعودية والإمارات تقديم 500 مليون دولار كمساعدة إضافية لليمن عبر الأمم المتحدة”، لافتاً إلى أنه وبسبب ذلك “تراجع الطلب نسبياً على الدولار في السوق ما أدى إلى تحسن بسيط في أسعار صرف الدولار نهاية الأسبوع الماضي خاصة بعد تمكن بنك من سحب 170 مليون دولار دفعة واحدة من الوديعة السعودية”.
الأهم في حديث الصحفي والمسؤول في اللجنة الاقتصادية العليا بصنعاء جاء حول ما وصفها بـ”الأهداف الخفية للسعودية من هذا الخفض” حيث يستخدم التحالف آلية تخفيض الدولار كأداة حرب اقتصادية من جانب ومحاولة تبديد المخاوف الدولية من تدهور الأوضاع في اليمن وامتصاص تصعيد مجلس الأمن واتجاهه نحو الموافقة على قرار دولي ملزم للتحالف لا يستند إلى “المرجعيات الثلاث” التي ظلت تتمسك بها “الشرعية” منذ بدء الحرب وحتى الآن والتي تؤكد الأمم المتحدة إنها أصبحت مرجعيات غير ممكنة التنفيذ واستمرار التمسك بها يعتبر استمراراً للتمسك بالحرب.