أحمد الزرقة يعتذر للحذاء التي صُفِع بها عبدالسلام جابر

الرياض – المساء برس| عقد صباح اليوم الوزير السابق في حكومة الإنقاذ التابعة لسلطة صنعاء عبدالسلام جابر، في العاصمة السعودية الرياض مؤتمراً صحفياً أعلن فيه انشقاقه عن حكومة صنعاء وانضمامه لـ”الشرعية” المتواجدة خارج اليمن والمدعومة من السعودية والإمارات.
وكان جابر قد غادر العاصمة صنعاء بشكل غير معلن قبل عدة أيام بنية الالتحاق بالمسؤولين اليمنيين الموالين للرياض الذين غادروا اليمن بعد اندلاع الحرب السعودية ضد اليمن في مارس 2015م ولم يتمكنوا من العودة إليها مجدداً بما في ذلك العودة إلى المناطق التي تقول حكومة المنفى “الشرعية” إنها حررتها وسيطرت عليها من الحوثيين وقواتهم.
وكان جابر يشغل منصب وزير الإعلام في حكومة صنعاء، وقد تم تعيينه خلفاً للوزير السابق أحمد حامد الذي تم تعيينه أميناً عاماً لرئاسة الجمهورية بصنعاء.
وأثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده جابر في الرياض صباح اليوم قام أحد الحاضرين للمؤتمر برمية بحذاء أصابت كتفه وجزءاً من وجهه أمام عدسة الكاميرات، ثم أطلق عليه ألفاضاً بذيئة، وحاول جابر الرد عليه إلا أن من حوله حاولوا تهدئته وطلبوا منه تجاهل ما حدث ومواصلة المؤتمر.
ويبدو أن ما حدث لجابر كان مخططاً له مسبقاً، إذ بثت قناة “الحدث” التابعة للسعودية المشهد بالكامل وما تلاه من ألفاظ أطلقها من رمى الحذاء على عبدالسلام جابر ضده، كما أن انضمام جابر لـ”الشرعية” يبدو أنه أزعج بعض الموالين لها والمتواجدين في الرياض منذ 2015، والذين يستفيدون من المناصب التي يشغلونها في حكومة المنفى، ويرون بأن انضمام أي شخص للشرعية سيؤثر على مناصبهم، فمن المحتمل أن يشغل جابر منصباً في الشرعية بعد استبعاد من كان في هذا المنصب من قبل.
ويستحوذ حزب الإصلاح على حصة الأسد من المناصب القيادية والعادية في حكومة المنفى على الرغم من أن معظم هذه المناصب لا تقوم بأي عمل نظراً لوضعها غير المستقر إذ لم تتمكن من العودة إلى عدن لممارسة مهامها من هناك في ظل السيطرة الإماراتية على المدن الجنوبية.
ويرى مراقبون أن رمي جابر بالحذاء أمام الكاميرات كان بمثابة رسالة واضحة الدلالة لإيقافه عند حده من اليوم الأول وإبلاغه بأنه لا مكان له في حكومة “الشرعية” وعليه ألا يفكر بالاستفادة من انضمامه وتأييده لها.
وسبق أن مارس حزب الإصلاح نفس الأسلوب مع المنضمين لـ”الشرعية” من قيادات عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد مقتله، على رأسهم اللواء فضل القوسي الذي غادر صنعاء متجهاً إلى مأرب بعد أحداث ديسمبر 2017 وأعلن تأييده لـ”الشرعية”، إلا أنه لم يلبث أن تعرض لضغوطات ومضايقات انتهت بمداهمة قوة أمنية تابعة لمحافظ مأرب سلطان العرادة المحسوب على حزب الإصلاح، للفندق الذي كان يقيم فيه القوسي ومرافقيه وقامت القوة بسحب سلاحه الشخصي وسلاح مرافقيه، وحسب مصادر خاصة فإن القوسي تعرض في نفس الليلة للضرب هو ومرافقيه وهو ما فُهم على أنه رسالة من الإصلاح بأنه شخص غير مرغوب فيه في مأرب، وهو ما دفعه بالفعل للمغادرة متجهاً إلى الرياض ولا يزال منذ ذلك الحين في الرياض ولا يمارس أي نشاط عسكري أو سياسي.
عبدالسلام جابر هو الآخر يبدو أنه سيواجه نفس المصير الذي واجهه القوسي، المؤشر على ذلك هو ما كتبه ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي من الموالين للشرعية والإصلاح تعليقاً على انضمام جابر للشرعية وما حدث له اليوم في المؤتمر الصحفي، ومن ذلك ما كتبه، مدير قناة “بلقيس” التي تبث من اسطنبول بتركيا وتملكها الناشطة الحقوقية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام والقيادية في حزب الإصلاح، حيث كتب أحمد الزرقة في صفحته على تويتر اعتذاراً للحذاء التي رمي بها جابر في المؤتمر الصحفي، وقال الزرقة “مع خالص الاعتذار للجزمة..” في إشارة منه إلى أن قيمة الحذاء ومكانتها أكبر من قيمة ومكانة عبدالسلام جابر بعد انضمامه للشرعية.

قد يعجبك ايضا