متطرفون يقاتلون مع الإمارات بالحديدة يفجرون مسجداً عمره 1200 سنة
العربي – المساء برس| دمرت قوات تابعة لـ”التحالف العربي” أحد أهم المساجد الأثرية في الساحل الغربي واليمن، وسوّته بالأرض.
وأظهرت صور المسجد الذي يقع في مديرية التحيتا جنوب الحديدة، وقد سوي بالأرض وأصبح مجرد أطلال، ما أثار سخطاً كبيراً لدى المثقفين اليمنيين والمهتمين بالتراث.
وأوضح الكاتب والمفكر علوان مهدي الجيلاني في حديث خص به “العربي”، أن “هذا الجامع بني في القرن الثاني الهجري واشتهر كمكان مبارك أعاد بناؤه النجاحيون ثم الأيوبيون، أما الرسوليون والطاهريون فكانوا يقيمون فيه احتفالاتهم الدينية ثم رممه العثمانيون. واحترمته الدول كلها. بوصفه مكان خلوة الصالحين والعلماء حتى جاء الذين حسبناهم الملاذ”.
وأكد الجيلان أنه “بتدمير مسجد الفازة وتسويته بالأرض، تفقد تهامة وزبيد واليمن كلها واحداً من أهم شواهدها الروحانية على مدار 1200 سنة”، ويذكر أنه “هنا كان سلاطين الدولة الرسولية يحتفلون بختم القرآن وليلة البهجة وليلة المحيا وهنا كان يختلي العلماء والصالحون”، ويستطرد “ومن هنا مرت عشرات الدول وجحافل كثيرة من الجيوش عبر التاريخ، لم تفكر في إيذاء المسجد ولا تربصت للنيل منه”.
وشدد على أنه “ليس من الممكن أن تطلق أيدي المتطرفين لتدمر التراث الديني والإنساني بهذا الشكل”، مؤكداً أن “هذه جريمة نكراء يجب الوقوف في وجهها”، وناشد “اليونسكو ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني وكل هيئات حقوق الإنسان في العالم من أجل إيقاف هذا العبث”.
يذكر أن تراث اليمن ومقابرها ومساجدها تعرضت منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي لتدمير ممنهج من التيارات السلفية ما أفقد اليمن أهم معالمها الروحية التاريخية الدالة على حضارة الانسان اليمني ومدى تعايشه وتعايش فرقه وتياراته الدينية، كما أن الحرب قضت على معظم ما تبقى من تلك الموروثات والمعالم التاريخية.