عبر الميسري وطارق.. التحالف يقود الجنوب نحو انقلاب ضد هادي
عدن – المساء برس| كشفت مصادر رفيعة في عدن عن تحركات إماراتية لتجييش غضب الشارع الجنوبي ضد التحالف والحكومة الموالية للرياض “الشرعية” على خلفية تدهور الوضع الاقتصادي وانهيار سعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، لتنفيذ انقلاب ناعم ضد حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي.
وقالت المصادر لـ”المساء برس” إن أبوظبي وعبر قيادة قواتها المتواجدة في عدن ضخت أموالاً هائلة لكل من طارق محمد عبدالله صالح وذياب محسن بن معيلي لشراء ولاءات القيادات المؤتمرية في الجنوب وتعز ومحافظتي الجوف ومأرب في وقت واحد للدفع بتحريك الشارع ضد حكومة هادي على وقع الاحتجاجات المتصاعدة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر العملة الوطنية والتدهور الأمني في مناطق سيطرة التحالف والشرعية.
كما أكدت المصادر إن السعودية تعمل جنباً إلى جنب مع الإمارات لتنفيذ هذا المخطط، عبر الدفع بتأزيم الوضع الاقتصادي في اليمن ككل حيث يتحكم البنك الأهلي السعودي بإيرادات اليمن كما تفرض السعودية حصاراً اقتصادياً قوياً على اليمن وتتعمد عرقلة وصول الحوالات المالية بالعملة الصعبة القادمة من خارج اليمن عبر المغتربين كما أنها تتحكم بإيرادات البترول المصدرة والتي تم استئناف تصديرها مؤخراً بشكل غير معلن عبر شركات أجنبية جزء منها تتبع الملكية الإماراتية.
وقالت المصادر إن زيادة الحصار الاقتصادي من قبل السعودية هدفه إيصال الشارع اليمني وخاصة في المحافظات الجنوبية إلى حالة سخط بالتزامن مع توجيه الإمارات لهذا السخط نحو حكومة المنفى “الشرعية” وتحميلها مسؤولية الوضع المنهار.
وأضافت المصادر إن التحالف يهدف إلى خلق وضع جديد في المحافظات الجنوبية يهدف إلى فرض حكومة جديدة لـ”الشرعية” تتوافق مع التوجهات الإماراتية والسعودية، مشيرة إلى أن التوافق بين السعودية والإمارات على من يتولى قيادة الأمور في الجنوب تحت قيادة الرياض وأبوظبي هي القيادات المؤتمرية المنشقة عن مؤتمر صنعاء عبر العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس السابق علي صالح وعبر الوزير السابق في حكومة الإنقاذ بصنعاء ذياب محسن بن معيلي والذي تم إقالته بعد هروبه إلى مأرب وتأييده للتحالف.
وأشارت المصادر إلى أن ذياب بن معيلي مهمته كسب ولاءات القبائل في الجوف ومأرب لصالح الرياض وأبوظبي والتخلي عن هادي وحزب الإصلاح، مؤكدة في الوقت ذاته أن أبوظبي قدمت مبالغ مالية كبيرة لتسهيل مهمة بن معيلي، وتجدر الإشارة إلى أن بن معيلي كان قد التقى في أغسطس الماضي طارق صالح في معسكره بالمخا جنوب غرب اليمن.
في سياق متصل كشف مصدر استخباري في صنعاء أن التحركات في المحافظات الجنوبية خطيرة وتهدف إلى خلق قيادة سياسية يمنية جديدة تمرر كل الأهداف التي يسعى من أجلها التحالف بقيادة السعودية والإمارات وأبرزها تمرير أنبوب النفط السعودي عبر المهرة والتحكم بكميات البترول والغاز المصدرة وعبر أي شركات يتم تصديرها بالإضافة إلى انتزاع القرار السيادي على جزيرتي ميون وسقطرى والتحكم بالممر الدولي عبر باب المندب وتحويل الموانئ والمطارات في الجنوب للعمل تحت إدارة موانئ دبي.
المصدر الاستخباري في صنعاء أكد أيضاً أن المعلومات الواردة بخصوص ما يحدث في المحافظات الجنوبية تؤكد أن وزير الداخلية في حكومة المنفى أحمد الميسري يعمل ضمن مخطط التحالف، مشيراً إلى أنه وحسب ما ورد فإن الرجل موعود بمنصب رئيس الحكومة نظراً لحالة التوافق التي تمت بينه وبين أبوظبي بعد زيارته إليها والتي أتت بعد تصريحاته لقناة أمريكية والتي كشف فيها عدم قدرته على الدخول والخروج من اليمن أو زيارة السجون في المحافظات الجنوبية إلا بتوجيهات وموافقة من الإماراتيين في اليمن.
كما أكد المصدر أن التحالف يسعى بعد تنفيذ الانقلاب على حكومة هادي ضخ مبالغ مالية بالعملة الصعبة لتهدئة الوضع الاقتصادي وامتصاص غضب الشارع “بعد أن تكون قد مررت مخططها وضمنت تنفيذ مشاريعها دون معارضة أي جهة”.