جنوبيون: على هادي قبول مبادرة الحوثي بدلاً من محارق الجنوب في الحديدة
المساء برس – تقرير خاص| انعكست زيارة المبعوث الأممي إلى عدن يوم أمس الأربعاء والتقائه بالرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي ومغادرته المدينة بعد ساعتين فقط من وصوله، انعكست سلباً على الرأي العام في الشارع الجنوبي بسبب ما وصفه البعض بتعنت “الشرعية” وتهربها من حلول ووساطات إيقاف الحرب في اليمن.
ورصد “المساء برس” آراء الشارع الجنوبي على التسريبات التي نشرتها وسائل إعلام “الشرعية” وأخرى موالية للإمارات والسعودية بشأن رد الرئيس هادي على ما أبلغه به المبعوث الأممي مارتن غريفيث والذي أبلغه بموافقة سلطات الأمر الواقع في صنعاء بإشراف الأمم المتحدة على ميناء الحديدة وتجنيب المدينة الحرب والدمار والكارثة الإنسانية التي ستحل بالشعب اليمني ككل بسبب ما سيتعرض له الميناء الهام والمغذي لـ80% من اليمنيين المعتمدين على الميناء في دخول المساعدات الغذائية والإنسانية والمشتقات النفطية.
وقال مجيب الخميسي، من عدن، في تصريح لـ”المساء برس” إنه “لا يستطيع أحد الجزم بمقدرة قوات التحالف وألوية العمالقة الجنوبية السيطرة على مدينة الحديدة وخصوصاً مينائها من دون التسبب بكارثة إنسانية خطيرة”، مؤكداً على أنه “من باب العقل والحكمة، على الشرعية تحمل مسؤوليتها الأخلاقية والتفكير ملياً بمصير الملايين ممن قد يتضرروا بسبب الأضرار ستترتب على إسقاط الحديدة”.
وأشار الخميسي إلى أن “الشرعية” تنجر إلى “شطحات التحالف الذي له بالمقام الأول أهداف جيوستراتيجية للسيطرة على ميناء الحديدة وهذه الأهداف معلومة للجميع ولا تزال موانئ الجنوب تحت سيطرة الإمارات وهيمنتها”، مضيفاً إنه بالإمكان “تجنب اسقاط مدينة كالحديدة مؤقتا وتوجيه القوات المسلحة لتحرير مناطق أخرى لاتزال تقع تحت السيطرة الحوثية او تحت ميليشيات تتبع أمراء حرب متكفلين بتهريب السلاح للحوثيين من كل السواحل الجنوبية والغربية” حسب تعبيره.
وقال الخميسي إن “الادعاء بأن المبعوث الأممي قد اتى لانقاذ الحوثيين انما كلام مهاترات”، مضيفاً: “ما يعرضه المبعوث الدولي على الشرعية انما صيغة محددة تشمل ميناء الحديدة وينبغي التعاطي مع هذا الامر من باب الحرص على تجنب كارثة انسانية لمن يعيشون بالمدينة واولئك المهمشين عند اطرافها وكل المواطنون الذين تصلهم المساعدات عبر ذلك الميناء، ولن يمهلهم الموت من الجوع ونقص الدواء حتى انتهاء الاشتباكات اذا ما طال امد المعارك”.
وكان الصحفي فتحي بن لزرق قد دعا أبناء المحافظات الجنوبية قبل يومين من زيارة غريفيث إلى عدن، إلى الخروج بتظاهرة حاشدة لاستقبال المبعوث الأممي إلى اليمن وأن “تشرح له وضع مدينة عدن عقب 3 أعوام من تحريرها فلا كهرباء ولا مياه ولا خدمات ولا أمن ولا أمان ولا استقرار ومليشيا في كل ركن وشارع وسلب ونهب ودمار وخراب”، في إشارة إلى أن سيطرة التحالف على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي ستتحول إلى نسخة أخرى من مدينة عدن التي بسط التحالف سيطرته عليها منذ 3 أعوام ولا يزال وضع أبنائها المعيشي على حاله ولم يتغير شيء.
من جانبه قال أحد الناشطين السياسيين في عدن ورفض كشف هويته بأنه “لو كانت الشرعية استطاعت تقديم نموذج للدولة والنظام والقانون والأمن والاستقرار في المناطق التي باتت تحت سيطرتها، لكان أبناء الحديدة أو أي مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين ستفتح ذراعيها وتستقبل قوات الشرعية بالورود”، مشيراً إلى أن المواطنين في المحافظات الجنوبية يدركون إن المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين أءمن لهم وأكثر سلامة لهم ولأبنائهم من دخول قوات الشرعية والتحالف فهم يرون ما آلت إليه الأوضاع في المناطق المحررة والتي باتت مناطق خاضعة للاحتلال الإماراتي والسعودي ولا تملك الشرعية اليمنية أي قرار فيها”.
وأشار الناشط السياسي إلى أن عدم قبول الرئيس هادي بمبادرة المبعوث الأممي حسبما يتحدث إعلام السعودية والإمارات، “دليل على أن هادي لا يملك قراره ولا يستطيع بالفعل اتخاذ قرار القبول بمبادرة المبعوث التي كانت الشرعية تطالب بها من قبل، وهي تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة للإشراف عليه، وإذا صح ما نسمعه في إعلام السعودية والإمارات من رفض الشرعية للمبادرة ومطالبتها بإخراج الحوثيين من الحديدة مقابل وقف التصعيد في الساحل الغربي، فإن ذلك دليل على أن ما يقوله الحوثيون عن هادي صحيح وهو أنه أصبح مجرد أداة تمرر عبرها الإمارات ما تريده”.
مصدر سياسي رفيع في محافظة حضرموت رفض الكشف عن هويته تحدث لـ”المساء برس” بالقول إن الأوضاع في المحافظات الجنوبية بعد سيطرة التحالف عليها يجعل أبناء الحديدة يفكرون ألف مرة قبل أن يفتحوا محافظتهم للتحالف، “فالعيش تحت سلطة الحوثيين أهون من البقاء تحت الوصاية الإماراتية”، وأضاف المصدر السياسي إنه تواصل مع أصدقاء وسياسيين داخل مدينة الحديدة وأنهم أبلغوه إن الشارع التهامي لن يستسلم للشرعية والتحالف بسهولة وأن الحوثيين لا يقاتلون في مديريات الحديدة الساحلية وحدهم وأن معظم القوة هم من أبناء تهامة وليسوا من الحوثيين وهذا مؤشر على أن المعركة لن تكون سهلة ولا صعبة بل في غاية الصعوبة”.
وأضار المصدر السياس إن رئيس المجلس الانتقالي الموالي للإمارات عيدروس الزبيدي ونائبه بن بريك يدفعون بأبناء المحافظات الجنوبية إلى جبهة الساحل الغربي “لتقديمهم قرابين لأسيادهم”، وأن “أرواح ودماء الجنوبيين تزهق في الساحل دون ثمن، بل والمصيبة أن التقدم ينسب لقوات طارق صالح”، مشيراً إلى أن حلفاء الإمارات في الجنوب مصممون على الدفع بأبناء المحافظات الجنوبية إلى محارق الساحل الغربي ويزجون بهم في جبهات قتال ليست في أرضهم ولا علاقة لهم فيها، مضيفاً: “اليوم أصبحت مستشفيات عدن مليئة بجثث الشهداء والجرحى المئات من هؤلاء الجرحى والشهداء قتلوا في معارك الساحل الغربي التي لا علاقة لهم فيها إذا كانوا فعلاً يقاتلون الحوثيين دفاعاً عن قضيتهم الجنوبية فقط، أما المجلس الانتقالي فتستخدمه الإمارات والسعودية فقط للضغط على الشرعية بهدف إضعاف سيطرتها مقابل النفوذ الإماراتي العسكري على السواحل والجزر اليمنية شمالاً وجنوباً”.