انشقاقات كبيرة في صفوف المجندين الموالين للإمارات بالساحل الغربي
المساء برس – خاص| كشف مصدر عسكري رفيع في دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع التابعة لحكومة صنعاء عن انشقاقات كبيرة في صفوف المقاتلين الموالين للإمارات في الساحل الغربي خصوصاً من المنضمين للتحالف مؤخراً بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وقال المصدر في اتصال هاتفي مع “المساء برس” اليوم الثلاثاء إن أعداداً كبيرة ممن سبق وأن انضموا للتحالف والتحقوا بالمعسكر الذي أنشأته الإمارات لنجل شقيق الرئيس السابق العميد طارق صالح في المخا، بدأوا بالانسحاب من المعسكر ومن الجبهات التي تتواجد فيها عناصر مسلحة موالية للإمارات على امتداد الشريط الساحلي غرب اليمن، لافتاً أن معظم من انسحبوا وغادروا مواقعهم أصبحوا في مناطق سيطرة حكومة الإنقاذ وعادوا إلى منازلهم بعد ترتيبات جرت مع قوات “الإنقاذ” لتأمين عودتهم.
ويأتي التصريح الذي أدلى به المصدر العسكري بعد يوم واحد من إعلان قوات الإنقاذ عن انشقاق قيادي بارز في “حراس الجمهورية” وهي التسمية التي أطلقت على المنضمين من الحرس الجمهوري لصفوف التحالف ويقودهم العميد طارق صالح، وأنشأت لهم الإمارات معسكراً في المخا جنوب غرب تعز.
وكان القيادي المنشق من معسكرات التحالف ويدعى “أحمد محمد عبده زيد” قد كشف عن جانب من خسائر قوات التحالف في جبهة الساحل الغربي منذ بدء التحالف محاولة السيطرة على الحديدة، موضحاً في اعتراف مصور بثه الإعلام الأمني التابع لسلطات صنعاء أن “كتائب عسكرية تابعة للتحالف تلاشت في معارك الساحل وتم إبادتها ولم يبق منها إلا القليل، والانتصارات التي يعلنها التحالف في التلفزيون ليست سوى أوهام بعد أن فقد قدرته على إحراز أي تقدم في الميدان”.
كما ذكر القيادي المنشق مثالاً على الخسائر التي تكبدتها قوات التحالف قائلاً إن “كتيبة المطرعي التي تقاتل مع التحالف في الساحل الغربي لم يبق منها إلا 50 فرداً مع أنها كانت مجهزة بكامل عدتها العسكرية، وكتيبة سمير المسقري والمكونة من 500 جندي لم يبقَ منها سوى 250 فقط وأن بقية القوة فمنهم من هرب ومنهم من قُتل”.
وكشف القيادي المنشق بقوله: ”أنهم تلقوا تدريبات في أرتيريا قبل أن يتم إرسالهم إلى المخا”، لافتا إلى “الممارسات اللاإنسانية وغير الاخلاقية التي تمارسها تلك المليشيات التي تم تجميعها من خليط من السودانيين والمرتزقة من نهب وقتل وتعذيب وغيرها”.
من جهة ثانية رصد “المساء برس” تغريدة للقيادي في جماعة أنصار الله ورئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، على حسابه في موقع تويتر ألمح فيها إلى هذه الانشقاقات التي كشفها المصدر العسكري.
واعتبر الحوثي أن “عودة الكثير من أبناء الوطن الذين عرفوا أن الممارسات الهمجية لدول العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه ضد الجيش واللجان والشعب ليست من القيم ولا من القانون وأن هذه الممارسات ضد أبناء بلدهم إجرامية”، اعتبرها الحوثي أنها “عودة حميدة ووطنية”، كاشفاً – بشكل غير مباشر – عن اتصالات تتم بين جهات معنية في صنعاء والمنضمين في صفوف التحالف للتنسيق لعودتهم، حيث دعا في نهاية التغريدة قائلاً: “استمرار التواصل هام بين أبناء البلد الواحد”.
وحسب مصدر عسكري في صنعاء فإن الإمارات فقدت معظم قوتها البشرية المتواجدة في الساحل الغربي بعد العمليات الأخيرة التي نفذتها قوات حكومة الإنقاذ عبر وحدات عسكرية متخصصة ونوعية وهجمات جوية باستخدام الطائرات المسيرة المحملة برؤوس صاروخية متفجرة كانت تستهدف أرتالاً وتجمعات عسكرية لحلفاء الإمارات أثناء استعدادها لتنفيذ هجمات بهدف التقدم نحو مدينة الحديدة.
وإلى جانب ما خسرته الإمارات من مقاتلين في الساحل الغربي أثناء المعارك الماضية جنوب الحديدة، فإن انسحابات المقاتلين المنضمين مؤخراً لصفوف التحالف زادت من تقلص القوات الموالية للإمارات في الساحل الغربي، وهو ما يُفسر أسباب دفع الإمارات بقوات جديدة قادمة من الجنوب نحو الساحل الغربي، حسب ما تحدثت به وسائل إعلام موالية.
وفيما يبدو فإن الإمارات تسعى إلى استغلال التصعيد العسكري في الساحل الغربي وتعويض ما خسرته من قوات خلال الأيام الماضية، عبر الدفع بقوات موالية للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي والإصلاح في محافظة عدن بهدف المشاركة في معارك الساحل الغربي، وهو هدف سعت إليه الإمارات منذ عدة أشهر بغرض التخلص من القوات الوحيدة التي لا زالت تدين بالولاء لهادي ومحسوبة على حزب الإصلاح في ألوية الحماية الرئاسية بعدن.