وفد دبلوماسي للتحالف لإقناع الأوروبيين بشأن الحديدة والضغط لحل سياسي
المساء برس – ترجمة خاصة| كشفت صحيفة “ذا بارلمنت ماجازين” البلجيكية عن تواجد “وفد دبلوماسي من التحالف السعودي والأمريكي” في بروكسل للقاء بكبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي وطمأنتهم بشأن ما يحدث من تصعيد عسكري في الساحل الغربي.
وقالت الصحيفة إن الهدف من يعمل من أجله الوفد هو إبعاد المخاوف لدى الاتحاد الأوروبي بشأن التصعيد في الحديدة الساحلية غرب اليمن، بالإضافة إلى “الضغط على الاتحاد الأوروبي للمساعدة في التوصل إلى حل سلمي للصراع الذي يدور الآن منذ عام 2015”.
وكشفت الصحيفة البلجيكية أن الوفد الدبلوماسي مكون من ممثلين عن وزارات الخارجية في كل من اليمن – حكومة هادي، والسعودية والإمارات، مشيرة إلى أن الوفد قد اجتمع بكبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وأعضاء البرلمان الأوروبي.
ونقلت الصحيفة عن المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية كريستوس ستيليانيدس إنه قال للوفد “إن الاتحاد الأوروبي ملتزم بمساعدة المتضررين من النزاع في اليمن. لإنقاذ الأرواح على الأرض ، يجب على جميع أطراف النزاع ضمان وصول المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق ومستمرة إلى جميع المجتمعات المحلية المتضررة في اليمن. وتسهيل الواردات التجارية عبر جميع موانئ اليمن أمر ضروري”.
وأضافت أن السفير الإماراتي لدى الاتحاد الأوروبي محمد عيسى أبو شهاب برر الهجوم على الحديدة أنه يأتي بسبب “إساءة الحوثيين استخدام المساعدات المقدمة من الاتحاد الأوروبي وجهات أخرى وتحويلها لأغراض خاصة”، مشيراً في حديثه للصحفيين بعد اللقاء مع الأوروبيين أن “الهدف من المساعدات هو تحسين الوضع الإنساني، لكن يتم استغلالها من قبل المتمردين الذين يعيقون وصولها إلى المستفيدين”، إلا أن المسؤولين الأوروبيين أكدوا للوفد بأن “التحالف السعودي هو من يعيق دخول المساعدات إلى الموانئ اليمنية ويعرقلها وأن التقارير الدولية تؤكد ذلك”.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن العقيد تركي المالكي “المتحدث باسم التحالف السعودي والأمريكي”، إن “المساعدات المقدمة من الاتحاد الأوروبي وبقية المجتمع الدولي لا تصل إلى اليمنيين كما ينبغي بسبب الحوثيين الذين يرفضون الانخراط في العملية السياسية والقدوم إلى طاولة المفاوضات”، وهو ما يشير إلى أن التحالف يمنع بالفعل دخول وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية رداً على عدم قبول سلطات صنعاء بشروط السعودية والإمارات التفاوضية والتسوية السياسية حسب الرغبات الخليجية المدعومة من كل من واشنطن وباريس ولندن.
ويبدو أن تحرك التحالف نحو الاتحاد الأوروبي لإقناعه بشأن العمليات العسكرية في الحديدة رغم التحذيرات المتكررة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بشأن الكارثة التي ستحل بملايين اليمنيين فيما لو نفذ التحالف عملية عسكرية للسيطرة على الحديدة ومينائها الاستراتيجي، يبدو أن هذا التحرك يشير إلى خسارة الإمارات والسعودية عسكرياً في الساحل الغربي، إذ لم تكن العمليات للسيطرة على الحديدة كما حاول التحالف إيهام الغرب والدول الأوروبية بأنها ستكون عملية خاطفة، حيث تجاوزت العملية الأسبوع ولم تتمكن القوات الإماراتية المدعومة والمشاركة معها وحدات رمزية أمريكية وبريطانية تشارك في غرف عمليات القيادة، ورغم ما تمتلكه من مقاتلين وعتاد عسكري وتغطية جوية مكثفة، لم تتمكن من السيطرة بشكل كلي على مطار الحديدة الواقع خارج المدينة الآهلة بالسكان، رغم أن الطبيعة الجغرافية للمطار تشير إلى أن الغلبة العسكرية هي لقوات التحالف بحكمها منطقة مفتوحة.
ويرى مراقبون أن الفشل في عملية الساحل الغربي أدى إلى تزايد السخط الغربي تجاه التحالف السعودي الإماراتي الذي يتسبب بفشله في إلقاء اللوم دولياً على الدول الكبرى الداعمة وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، هذا بالإضافة إلى ما تكبدته القوات الإماراتية من خسائر في العتاد العسكري والبشري بدءاً بالضربة الصاروخية البحرية على البارجة الإماراتية التي تحدثت وسائل إعلام غربية أنها كانت تحمل على متنها ضباطاً وجنوداً أمريكيين وبريطانيين وإسرائيليين وإماراتيين وسعوديين وأن أبوظبي تكتمت على ما حدث للبارجة ومن قتل فيها.