هذه الحقيقة الذي تنتظر ابناء الحديدة إذا سيطر التحالف على المحافظة
المساء برس:متابعات|نشر موقع الخبر اليمني تقريراً واسعاً عن ماينتظر أبناء الحديدة إذا ما سلموا مدينتهم للتحالف،يتكون من 3اجزاء،وقد أعاد المساء برس في وقت سابق نشر جزأين منها وينشر الثالث كما ورد:
“قوات التحالف أتت من أجلكم،قوات الشرعية تتجه لتحرير الحديدة،قفوا إلى جانب قوات التحالف لتنعموا بالأمن والأمن”.. هذه العبارات وغيرها أتت ضمن محتوى منشورات ألقى بها التحالف في محافظة الحديدة لاستقطاب المواطنين فيها إلى صف معركته التي أعلن عنها قبيل أيام للسيطرة على المحافظة الساحلية.
بعيدا عن الحسابات العسكرية ومدى القدرة الدفاعية ووسائل الردع التي تملكها قوات صنعاء والتي سبق أن أكدت باستعدادها التام لقلب الطاولة على التحالف، يبرز العامل السكاني في محافظة الحديدة ففي حين يقدم التحالف نفسه كمنقذ لهم، كما لو أن معركته في اليمن لا زالت في ساعاتها الأولى، تقدم الأوضاع في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف منذ 3 سنوات نموذجا لما ستكون عليه الحديدة إذا ما سلمت أمرها للقوات القادمة من الغرب بإشراف الإمارات.
أبناء الحديدة ليسوا مستعدين للوقوع في هذا المصير..
1- الجرائم الإرهابية
منذ وقوع مدينة عدن تحت سيطرة التحالف في شهر يوليو 2015م ووفقا لإحصائية خاصة أعدها الخبر اليمني شهدت ما يزيد على 353 جريمة إرهابية طالت مواطنين عاديين وأئمة جوامع وناشيطن،وامتدت لتشمل وجاهات اجتماعية ومسؤولين عسكريين ومدنيين ومقار حكومية.
ووفقا للإحصائية فإن 161 جريمة إرهابية على الأقل من نوع قتل وذبح ومحاولة اغتيال وإطلاق نار على مواكب وتفجير عبوات ناسفة طالت مسؤولين وأفرادا عسكريين.
فيما طال 36 جريمة مسؤولين سياسيين واجتماعيين أبرزهم محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد الذي قتل بسيارة مفخخة استهدفت موكبه في حي التواهي مطلع ديسمبر 2015م.
كذلك طالت 24 جريمة أئمة وخطباء جوامع، وطال 132 جريمة نشطاء فكريين، وسياسيين، ومواطنين عاديين..
ولعل ما شهدته مدينة عدن خلال اليوميين الماضيين من الجرائم لا يزال عالقا في أذهان أبناء الحديدة وجميع اليمنيين، حيث تعرضت الأكاديمية نجاة مقبل -عميدة كلية العلوم الصحية لعملية إعدام مروعة هي وابنيها، وقتل مواطنان آخران، وتعرضت إعلامية تعمل في إذاعة بندر عدن للتهديد بالتصفية من قبل متطرفين، كما تعرض قائد كتيبة حزم3 مانع المطري لمحاولة اغتيال.
2- الجماعات الإرهابية
على صلة بالجرائم الإرهابية انتشرت الجماعات الإرهابية المتطرفة في المحافظات الجنوبية ومدينة تعز منذ سيطرة التحالف، وبدأت تمارس أنشطتها بشكل علني.
قالت وكالة رويترز في تقرير لها بتاريخ28 أكتوبر 2015 إن مدينة عدن أصبحت إمارة للجماعات الإرهابية بعد السيطرة عليها من قبل جماعة القاعدة وداعش خلال الفترة الماضية .
وأشار تقرير رويترز إلى إن هذه الجماعات عمدت إلى ترسيخ المشهد الجديد للمدينة بظهور عناصرها المسلحة في الشوارع ونصب الحواجز الأمنية على الطرقات واقتحام المدارس والجامعات والانقضاض على المحلات والمؤسسات التجارية عبر اطلاق الرصاص في الهواء لإجبار البائعات على تغطية وجهوهن.
ويمكن القول أن انتشار هذه الجماعات في عدن والمحافظات الأخرى لا يزال سائدا إلى اليوم وإن كانت الضغوط الدولية على التحالف قد جعلته يتوارى إلى الخلف في بعض المناطق، ولعل استهداف تنظيم داعش لمعسكر مكافحة الإرهاب في شهر فبراير المنصرم وتبني التنظيم لعمليات إرهابية أخرى ما بين الحين والآخر دليل واضح على حرية النشاط الواسعة لهذه التنظيمات تحت ظل التحالف.
في سياق مواز ينتشر عدد من التنظيمات الإرهابية في مدينة تعز ويمارس كل تنظيم من هؤلاء أنشطته ويقيم محاكمه الخاصة وينفذ جرائمه على مرأى ومسمع من السلطات المحلية الموالية للتحالف,
ولعل أبرز الجماعات الإرهابية المتواجدة في مدينة تعز هي جماعة تنظيم القاعدة التي يقودها عبدالرحمن الشهري وجماعة داعش التي يقودها أحمد الآنسي، وكتائب أبو الصدوق، وجماعة أبو العباس، وجماعة الذئاب المنفردة، وفرقة الملثمين، وكتائب يزيد بن معاوية.
ومن المثير للمخاوف الصارخة قيام قوات الشرعية بضم هذه الجماعات إلى أجنحتها وترقية هادي لشخصيات بارزة إرهابيا على شاكلة عدنان رزيق الشبواني الإرهابي الذي قدم محافظة شبوة برفقة عدد من أعضاء تنيظم القاعدة إلى تعز، إلى رتبة عقيد.
وإذ تتميز محافظة الحديدة بالتسامح الديني وانتشار المذهب الصوفي بشكل واسع فإن تمكن التحالف من السيطرة عليها وانتشار الجماعات الإرهابية فيها بعد ذلك لن يعود بالضرر على المواطنين فحسب وإنما سيكون عامل خطورة على الموروث الثقافي الديني الذي تتسم به المدينة وما يزال يشكل عامل صد أمام الفكر المتطرف، وسيكون مصير هذا الموروث هو مصير ما تعرضت له قبة العلامة عبد الهادي السودي في تعز والمعالم التاريخية الإسلامية.