“الإصلاح” الحزب الذليل سراً والمُهان علناً من الخليج.. صفعات 3 سنوات
المساء برس – تقرير خاص| “إننا ومعنا كل القوى الخيرة نعبر عن شكرنا وتقديرنا وتأييدنا لأشقائنا في دول التحالف وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية الذين استجابوا لطلب الرئيس عبدربه منصور هادي بالدعم من الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي فاستجاب الأشقاء بقيادة خادم الحرمين الشريفين للطلب وأطلقوا عملية عاصفة الحزم”.. من البيان الرسمي لحزب الإصلاح الذي أعلن فيه تأييده لعاصفة الحزم مارس 2015.
منذ انطلاق الحرب السعودية الإماراتية “الأمريكية سراً” على اليمن والمسماة بـ”عاصفة الحزم”، ظل حزب الإصلاح طوال ثلاث سنوات وهو يتغنى بـ”بطولات القوات الإماراتية في اليمن” وتقديم التنازلات تلو التنازلات سراً وعلانية للإمارات لعل وعسى أن ترضى عنه وتعتبره أداة من أدواتها في اليمن ولكن دون فائدة، رغم الصفعات التي تلقاها الإصلاح وقياداته من الإمارات مباشرة وفي العلن وعلى مرأى ومسمع من الجميع بما فيهم قواعد الإصلاح وناشطيه، الذين انشق بعضهم عن سياسة الحزب رافضين الرضوخ المُهين بشكل أكثر للإمارات دون فائدة، ومن هذه الصفعات ما كان واضحاً وجلياً وكُشف في وسائل إعلام عربية وغربية، بالإضافة إلى محاولات التنازل الذليل الذي قدمه الإصلاح للإمارات دون فائدة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان من ضمن التنازلات التي قدمها الحزب للإمارات، الخروج بمظاهرات في أكثر من مدينة يمنية من تلك التي يسيطر عليها التحالف، ورفع الإصلاحيون في هذه المظاهرات شعارات “شكراً سلمان” و”شكراً إمارات الخير” وخصصوا مساحات واسعة في سائل إعلامهم لامتداح الإمارات و”مشاركتها الفاعلة” على الأرض في اليمن، ولكن دون فائدة.
وتقدم الإصلاح بطلب رسمي لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد للسماح لوفد رسمي من الحزب باللقاء بالإماراتيين وموافقتهم على استقبال الوفد الرفيع الذي كان يرغب في تقديم تنازلات أكثر للإمارات تحت عنوان: السعي للتقارب مع الأشقاء في أبوظبي وفتح قنوات للتواصل، فلم تكلف نفسها أبوظبي حتى بالرد على طلبهم.
أعلن محمد اليدومي – رئيس الهيئة العليا للحزب، أن الإصلاح لا يمت بصلة لحركة الإخوان المسلمين التي تعتبرها الإمارات العدو اللدود، وأنكر اليدومي أي علاقة للحزب بهذا التنظيم رغم أنه من قيادات الإخوان المسلمين عالمياً، لكنه هذه المرة عمل بمبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”، ورغم ذلك رد الإماراتيون عليه بأنه حزب بلا مبادئ ولا يحفظ العهود والمواثيق لأنه يتنكر من أصله الإخواني، لإرضاء الآخرين “الإمارات”، وأنه لا مأمن له ولحزبه.
وصل الأمر بالإصلاح إلى التهديد بشكل غير مباشر بالتحالف مع جماعة أنصار الله، ورغم أنهم لا يجرؤون على اتخاذ قرار كهذا خوفاً من الرياض وواشنطن، إلا أن ذلك كان مجرد تهديد فقط للإماراتيين الذين كثفوا من ضرباتهم على الإصلاح في أكثر من محافظة، ورغم ذلك لم تأبه أبوظبي لتهديداتهم بالتحالف مع الحوثيين، وكأنها تقول لهم “ليس لكم قيمة وثقل على الأرض حتى يؤثر تحالفكم مع الحوثيين على موازين القوى في الأرض”.
ويرى مراقبون أن الإمارات بالنسبة للإصلاح هي الزوج الذي يفضّل النوم مع زوجته الجديدة، ويترك القديمة، وأن الضجيج الإصلاحي ضد الإمارات ليس حفاظاً وخوفاً على سيادة اليمن، وإنما خوفاً من الركون لعميل آخر يجعل من الإصلاح لا قيمة له ولا أهمية له بالنسبة للخليجيين ويسحب منهم الدور الذي كان يلعبه ويمارسه قبل وبعد 2011، هو ونظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، وهذا ما يكشفه الإصلاح بنفسه من خلال صراخه فقط على استلاب السيادة في سقطرى، متناسياً أن السيادة تم استلابها منذ أن شن التحالف حربه العسكرية ضد اليمن بدون أن يتم إشعار “الرئيس الشرعي” الذي اعترف بنفسه وعلى قنوات التحالف أنه تفاجأ بالهجوم السعودي الجوي، كما تناسى الإصلاح أيضاً أن السيادة مسلوبة في جزيرة ميون التي تقيم عليها الإمارات وبتوجيهات أمريكية وبريطانية قاعدة عسكرية، وتناسى أيضاً أن الإمارات اليوم تسيطر على منطقة بلحاف ومينائها الاستراتيجي لنقل الغاز المسال، والسيطرة على ميناء الريان الجوي بالمكلا، والسيطرة على مطار عدن ومينائها الرئيسي وميناء المخا والتواجد العسكري لكل من الإمارات والسعودية في المهرة شرق اليمن رغماً عن أنف “الشرعية” ومن معها.
وبدأت الأصوات تتصاعد في اليمن بأن التنازلات المهينة التي قدمها الإصلاح للإمارات، لو كان قدم فقط نصفها لجماعة أنصار الله لكانت الحرب قد انتهت ولكان التحالف قد تم طرده من اليمن، ولكان الإصلاح يشارك بأكبر حصة في الحكومة اليمنية وهو رافع الرأس وقراره بيده.
أخيراً لفت انتباه “المساء برس” ما كتبه الصحفي سمير رشاد اليوسفي واصفاً الصورة التي ظهر فيها زعيما الإصلاح محمد اليدومي وعبدالوهاب الآنسي حين تم استدعاءهما للقاء محمد بن زايد ومحمد بن سلمان قبل أشهر قليلة والذي قال: “في لقائه قبل أشهر هو وأمين عام الحزب (اللذين يحكمانه منذ ربع قرن) مع ولي عهد الإمارات.. ظهرا كطالبين لم يذاكرا درسهما جيداً، وينتظران بكل أدب وخشوع مُدرسهما ريثما ينتهي مما لديه من تقريع وتوبيخ”، فما الذي حمل الإصلاح على الدنو بنفسه والقبول بهذه الإهانة التي تُزعج وتُغضب خصومهم في صنعاء؟.