هل يكون اليمن طرفاً في صراع أمريكي إيراني مباشر؟!
المساء برس – يحيى الشرفي| الشماعة التي ظل التحالف السعودي الأمريكي وأذرعه في الداخل والخارج يتغنى بها على مدى أكثر من 3 سنوات من الحرب والحصار، هذه الشمّاعة سقطت اليوم بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، وسنثبت صحة ذلك:
يتذرعون دائماً بأن أنصار الله يمثلون امتداداً للنفوذ الإيراني، حسب ما يزعمون، الآن وبعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي ستشهد المنطقة تصعيداً بين إيران وحلفائها وأمريكا وإسرائيل وحلفائها.
ومن المعروف أن القوى الوطنية في اليمن، على رأسها حركة “أنصار الله”، ليست امتداداً للنفوذ الإيراني ولو كانت كذلك لدخلت في صراع مباشر مع أعداء إيران، على عكس حزب الله وسوريا اللذين يمكن فعلاً احتسابهما كقوى فاعلة في الميدان مع إيران سلماً وحرباً في حال اشتعل صراع بين أمريكا وإيران..
اليمن لن يدخل في أي صراع مباشر بين واشنطن وطهران على الإطلاق، لأن اليمن ليس امتداداً للنفوذ الإيراني المزعوم، فالقوى الوطنية في اليمن وعلى رأسها “أنصار الله” لا يعنيهم الاتفاق النووي الإيراني، ولهذا فهم ليسوا مهتمين بقرار الرئيس الأمريكي الانسحاب منه من عدمه، ذلك لأن اليمن بلد مستقل وذات سيادة وقضيته الأولى هي فلسطين وتركيزه فقط على الصراع العربي الإسلامي الإسرائيلي، اليمن ورجاله سيقفون مع أي بلد عربي يواجه إسرائيل مباشرة ومستعد لإرسال المقاتلين في أي معركة مباشرة مع العدو الأول للأمتين العربية والإسلامية.
من يمثلون فعلاً امتداداً الخارجي في اليمن هم من سارعوا إلى إعلان مباركة وتأييد قرار واشنطن بإلغاء الاتفاق النووي والانسحاب منه، فسرعان ما أعلنت حكومة المنفى المقيمة في فنادق الرياض وعلى رأسها الرئيس الخاضع للإقامة الجبرية عبدربه منصور هادي، عن تأييدها ومباركتها لقرار الانسحاب معتبرة تلك الخطوة أنها إيجابية، علماً أن تأييد “شرعية حكومة فنادق الرياض” لقرار ترامب جاء بعد أن أعلنت السعودية عن موقفها المبارك والمؤيد.
بينما نجد أن حكومة الإنقاذ في العاصمة صنعاء لم تعلق حتى اللحظة على هذا القرار، لأن هذا الشأن باختصار لا يعني اليمن بشكل كبير، فهو أمر يعني المنطقة بشكل عام، وإذا حدث وعلّقت حكومة صنعاء على قرار الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني فإن هذا التعليق سيكون من باب ومن واقع المنطلقات والتبعات المتعلقة بالأمن الإقليمي لليمن فقط لا أكثر، فأيهما يمثل امتداداً للنفوذ الخارجي في اليمن؟ حكومة الإنقاذ الوطني والمجلس السياسي، أم حكومة “شرعية فنادق الرياض”؟.