جمال عامر: ضربة مكتب الرئاسة لها علاقة بالتطورات في سقطرى
المساء برس – خاص| اعتبر رئيس تحرير أسبوعية “الوسط”، أن جريمة التحالف التي ارتكبها يوم أمس باستهدافه عشرات المدنيين بذريعة استهداف قيادات لأنصار الله في مكتب رئاسة الجمهورية، كان هدفه إيقاع أكبر قدر من الضحايا المدنيين لصرف الأنظار عن احتلال جزيرة سقطرى.
وقال الكاتب الصحفي المعروف جمال عامر، إنه لم يعد في العاصمة صنعاء ما يمكن اعتبارها أهدافاً عسكرية “لتحالف العدوان”، مضيفاً في منشور رصده “المساء برس” على صفحته بالفيس بوك “اذ ان الغارات في العادة صارت تقصف المقصوف او تستهدف منشئات مدنية تخلف قتلى وجرحى من المدنيين الأبرياء”.
ولفت الكاتب المقيم حالياً في العاصمة المصرية القاهرة، إلى أن “جريمة قصف مكتب الرئاسة اليوم – يقصد الإثنين – الذي خلف عشرات الجرحى وستة قتلى لم يكن له من هدف سوى حرف الانظار عن الاحتلال الإماراتي الوقح لجزيرة سقطرى الذي ربما وحد اليمنيون لأول مرة منذ ثلاثة أعوام الحرب ليقفوا ضد غطرسة بن زايد الفارغة بجعل الاحتلال أمرا واقعاً ويواجهونه بكل السبل باستثناء قلة من لم يعد بمقدرتهم مداراة سوأتهم”.
وتنبه عامر إلى أن نظام أبوظبي “حاول تغطية فضيحته في سقطرى باجتراح بطولة في صنعاء بعد ان عجز الإعلام الممول منه على مواجهة طوفان الغضب الشعبي وحتى الرسمي الذي يقاتل ويحتل بشرعيته، الا انه فشل بعد ان لم يجد ضحايا من القيادات الكبيرة لأنصار الله بعد ان كان رفع سقفه بإعلان استهداف مهدي المشاط ومحمد الحوثي كانتصار تعويضي اعتقد انه سيخفف وإن قليلا من حدة الاهتمام بالفضيحة ـ الاحتلال ـ ونقله الى دائرة اخرى”.
وقال رئيس تحرير “الوسط” إن هذا الفشل – ويقصد فشل الإمارات والسعودية – “هو من أفقد ذات النظام السيطرة على اعصابه ليوجه بوارجه بضرب كل شيء في مدينة الحديدة وعلى الساحل الغربي في فورة هيجان لاتساويها غير محاولته الحمقاء اثبات ملكيته لجزيرة يمنية تسبق وجود دولته بآلاف السنين”.
وحذّر الكاتب من أن أبو ظبي قد تتمكن من استغلال ظرف اليمن وتشظيه “وضعف سلطة معترف بها دولياً على مواجهة اطماعها”، على فرض امر واقع، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هذا الاستغلال “لن يستمر إلى ابد الدهر باعتبار ان مقاومة أي احتلال ودحره هي وظيفة اجادها اليمنيون بامتياز”.
وقد أدت جريمة التحالف بقصف مكتب الرئاسة وسط العاصمة صنعاء يوم أمس الساعة العاشرة النصف صباحاً إلى إسقاط عدد كبير من الجرحى وحسب آخر الإحصاءات الرسمية فقد ارتفع عدد القتلى إلى 9 مدنيين بينهم الطفل أمين فيصل وازع الذي كان يعمل بميزان يدوي على الرصيف المقابل لمكتب الرئاسة لإعالة أسرته النازحة من محافظة تعز هرباً من الغارات الجوية التي تضرب منطقتهم جنوب غرب المحافظة.
وأثارت جريمة استهداف مكتب الرئاسة الواقع وسط العاصمة صنعاء وفي حي مكتظ بالسكان والأسواق التجارية سخط الشارع اليمني كافة، كما أطلق ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ (#طفل_الميزان) الذي انتشر على نطاق واسع في الصفحات الاجتماعية، فيما تبين أن ما زعمه الناطق باسم التحالف السعودي ضد اليمن تركي المالكي من أن الغارات استهدفت قيادات في الصف الأول والثاني للحوثيين لم يكن صحيحاً، حيث لم يكن في مكتب الرئاسة أي شخص ممن زعم المالكي مقتلهم في الغارة.