“صفارات الإنذار”.. السعودية تستعد فعلياً لضربة من إيران والفائدة لليمن
المساء برس – تقرير خاص| أعلنت وسائل إعلام سعودية رسمية عن تركيب منظومة صفارات للإنذار في المدن السعودية الكبرى لتنبيه المواطنين لأخذ الاحتياطات والاختباء للحفاظ على سلامتهم من أي مخاطر.
ورصد “المساء برس” ما تداولته مواقع إخبارية سعودية نقلاً عن الدفاع المدني السعودي أنه نبه المواطنين إلى أنه سيتم تجربة صافرات الإنذار التي تم تركيبها في مدينة الرياض ومحافظة الخرج ومحافظة الدرعية نهاية الأسبوع القادم في الساعة الواحدة ظهراً.
وعمد الدفاع المدني إلى تنبيه المواطنين مسبقاً بتجربة صفارات الإنذار، كي لا يصابوا بالذعر والهلع حال سماعهم لها، أول مرة.
ويرى مراقبون أن إقدام السعودية على مثل هذه الخطوة يشير إلى أن النظام السعودي يتوقع رداً قوياً من اليمن انتقاماً لمقتل الرئيس الراحل صالح الصماد الذي اغتيل الخميس قبل الماضي بطائرة بدون طيار أمريكية أطلقت على موكبه 3 صواريخ أدت لمقتله ومقتل مرافقيه الستة، وسط مدينة الحديدة الساحلية.
وليس من المستبعد أن تكون الخطوة التي أقدمت عليها السعودية تشير إلى أنها تستعد لحرب كبيرة مع إيران بشكل مباشر، بالنظر إلى التصاعد الكبير الذي تشهده المنطقة في الخطاب الإعلامي والسياسي بين إيران ولبنان وسوريا من جهة وإسرائيل وأمريكا والسعودية من جهة ثانية، كما تشير المعلومات التي نشرها الدفاع المدني السعودي عن المناطق التي تم فيها نصب صفارات الإنذار وهي العاصمة الرياض والمنطقة الشرقية بالكامل، تشير إلى أن اختيار هذه المناطق لوضع صفارات الإنذار فيها عن أن المناطق التي ستكون مهددة هي المناطق الشرقية، ما يعني المناطق السعودية الأقرب إلى إيران.
غير أن المؤشرات الملموسة على الأرض والتي تم استنتاجها من تصريحات السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله في لبنان مساء اليوم، والتي كشف فيها أن السعودية مستعدة لدفع مئات المليارات من الدولارات من أجل أن تشن إسرائيل وأمريكا حرباً ضد حلف المقاومة في المنطقة، تشير هذه المؤشرات إلى أن هناك توجه فعلي لحرب أمريكية إسرائيلية مباشرة ضد حزب الله في لبنان وضد سوريا وبتمويل سعودي، بالإضافة إلى مؤشر قوي آخر يؤكد هذه الفرضية وهو الاستفزازت الإسرائيلية ضد سوريا عبر تنفيذها ضربات مباشرة ضد أهداف سورية وأهداف إيرانية داخل الأراضي السورية بمقاتلات إسرائيلية، وهي محاولات استفزازية يراها مراقبون أن إسرائيل وحلفائها في المنطقة تحاول دفع سوريا إلى تنفيذ ضربات ضد إسرائيل رداً على هجومها وهو ما يفتح المجال أمام واشنطن للتدخل بشكل مباشر وضرب سوريا وحزب الله وربما إيران أيضاً في حال دخلت الأخيرة على الخط.
وفي حال كانت هذه هي الفرضية المنطقية المتوقعة، فإن خطوة السعودية بنصبها صفارات الإنذار في مناطقها الشرقية القريبة من إيران، تدل على أن النظام السعودي يتوقع أن تردّ إيران على ضرب حلفائها في شرق المتوسط (سوريا ولبنان)، بضرب السعودية مباشرة كونها من دفعت إسرائيل وأمريكا لضرب حزب الله وسوريا ومولت العملية.
وأياً كانت السيناريوهات المقبلة فإن اليمن سيكون المستفيد الأكبر من هذه الحرب الكبرى، نظراً لكون الانشغال السعودي بهذه الحرب سيبعدها كثيراً عن التركيز على اليمن وتخفيف الضغط على المواجهة الحدودية مع قوات حكومة الإنقاذ اليمنية، وهذا في حالة لم تتعرض السعودية لأي هجوم من إيران، أما لو هاجمت الأخيرة الرياض فيمكن القول إن ذلك سيدفع بإنهاء الحرب في اليمن بأسرع وقت ممكن لأن السعودية ستوقف الهجوم على اليمن وتتحول إلى التصدي للهجوم الإيراني، وبما أنها فشلت في حربها ضد اليمن رغم فارق الإمكانيات العسكرية منذ أكثر من 3 سنوات، فمن المستحيل أن تصمد السعودية أمام المواجهة مع إيران التي تتفوق على السعودية عسكرياً بعشرات المرات.