الإمارات رتبت أمورها مع “العرادة” بعد الانتهاء من ضرب الإصلاح بتعز
المساء برس – تقرير خاص| كشف مصدر قبلي مطلع في محافظة مأرب أن الإمارات العربية المتحدة اتفقت مع الشيخ سلطان العرادة محافظ المحافظة على ترتيب الوضع في المحافظة مستقبلاً بعيداً عن حزب الإصلاح وقياداته، خلال الزيارة الأخيرة للعرادة في مارس الماضي إلى أبوظبي.
وكشف المصدر الذي فضّل عدم كشف هويته، في حديث خاص لـ”المساء برس” أن أبوظبي قد اتفقت مع الشيخ العرادة “الذي أصبح من أبرز رجال الإمارات في اليمن”، على إنهاء أي دور سياسي أو عسكري أو قبلي لحزب الإصلاح في مأرب وأن العرادة وبعض القبائل الموالين للإمارات في مأرب باتوا من أبرز الداعمين للإمارات، مضيفاً أن الزيارة الأخيرة التي قام بها العرادة إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي منتصف مارس الماضي واستمرت عدة أيام جرت خلالها لقاءات عديدة بقيادات إماراتية عسكرية واستخبارية ولقاءات مع قيادات الدولة من بينهم ولي العهد محمد بن زايد.
وأضاف المصدر أن “رجل الإمارات في مأرب أصبح الشيخ سلطان العرادة بعد أن رتبت أمورها معه بشأن مصير نفوذ حزب الإصلاح في المحافظة”.
كما أكد المصدر أن هناك توافق كلي بين السعودية والإمارات لإنهاء دور حزب الإصلاح في كافة المناطق والمحافظات التي تسيطر عليها قوات التحالف، وأضاف: “الاتفاق الذي تم بين السعودية والإمارات بشأن الإصلاح، بات الشيخ العرادة على علم به بالكامل وبتفاصيله، وتم الاتفاق بين الإماراتيين والعرادة بناءً على ما تم الاتفاق عليه بين الإماراتيين والسعوديين، وقد قبل العرادة بالانخراط في هذا الاتفاق إما كمُنفذ أو كطرف يتبع النفوذ الإماراتي”.
وكشف المصدر خلال حديثه أن الخطوط العريضة لهذا الاتفاق تقضي بضرب الإصلاح في محافظة تعز بالكامل عبر سحب المعسكرات التي يسيطر عليها باسم “قوات الشرعية”، وتغيير القيادات الإدارية في السلطة المحلية المحسوبة على الحزب، وكذا تصفية بعض قياداته وناشطيه بما يسمح بدفع بقية كوادره وقيادات الصفوف الأولى للخروج من اليمن كلاجئين أو دفعهم لتخليهم عن الحزب نهائياً.
وكشف المصدر أن الزيارة التي قام بها وفد من قيادة التحالف العسكرية “سعوديين وإماراتيين” لمحافظة تعز في الثامن من أبريل الجاري والتقائهم بقائد اللواء 35 مدرع عدنان الحمادي وزيارة بعض المناطق المواقع العسكرية أبرزها جبهة الاحكوم والكدحة والصلو والاقروض، كانت الإشارة التي أعطت الضوء الأخضر لبدء تنفيذ مخطط الإمارات في تعز والذي يهدف لضرب الإصلاح وإنهاء نفوذه في المحافظة كما حدث في محافظة عدن مطلع العام الحالي، لافتاً إلى أن “إنشاء معسكر كبير للتحالف في إحدى المناطق الريفية بالمحافظة بعيداً عن مشاركة الإصلاح ومسلحيه في هذا المعسكر، وكذا قيام التحالف بتجنيد المئات من الشباب من ريف تعز والمدينة ونقلهم إلى محافظة عدن لتدريبهم، كلها خطوات أولى للسيطرة على تعز بعيداً عن الإصلاح ومسلحيه وإنهاء أي نفوذ له في المحافظة”، مشيراً إلى أن التحالف اليوم “لم يعد مشغولاً سوى لإنهاء نفوذ الإصلاح في تعز بشكل نهائي”.
وأكد المصدر أيضاً أن التحالف وبعد أن ينتهي من تنفيذ خطته “المتفق عليها سعودياً وإماراتياً” سيباشر على الفور تنفيذ ضرب الإصلاح في محافظة مأرب بعد أن تم التنسيق مع المحافظ العرادة بشأن ذلك، وأن الإمارات أنهت كافة الترتيبات لإنهاء نفوذ الإصلاح في مأرب سياسياً وعسكرياً.
وكشف المصدر أن أكثر العمليات التي ستحدث في مأرب ضد الإصلاح ستتمثل بالاغتيالات والتفجيرات الانتحارية التي تستهدف قياداته العسكرية والمدنية وناشطيه المقيمين حالياً في المحافظة، بالتزامن مع إجراءات عسكرية وإدارية تهدف لسحب المقار والمنشئات الحكومية والعسكرية من سلطته على فترات متقاربة.
ويرى مراقبون أن خسارة حزب الإصلاح لمأرب لن تقل عن خسارته التي سيتكبدها في تعز والتي يصارع حالياً للحفاظ عليها وعلى مكانته فيها، لما لهذه المحافظة، أي تعز، من مدلول رمزي للحزب الإخواني منذ أكثر من 40 عاماً، فيما ستمثل خسارة الإصلاح لمأرب خسارة فادحة وكاسرة لظهره لكونها المحافظة التي تأوي قرابة 85% من قيادات الصفوف الأولى في الحزب وآلاف الكوادر التي انتقلت للعيش في هذه المحافظة منذ العام 2015 وحتى الآن، وباتوا يمتلكون عقارات ومنشئات وأموال واستثمارات بمئات المليارات من الريالات.