“يسقط الاحتلال الإماراتي الماسوني” عبارات مكتوبة بشوارع عدن
المساء برس – تقرير خاص| انتشرت مؤخراً في أحياء محافظة عدن جنوب اليمن عبارات مكتوبة على الجدران تطالب برحيل “الاحتلال الإماراتي” وعبارات أخرى مكتوب عليها “يسقط الاحتلال الإماراتي الماسوني”.
وبات أبناء محافظة عدن يجاهرون ويتحدثون بدون خوف عن “الاحتلال الإماراتي” في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد تكشف نوايا أبوظبي في اتخاذ المحافظات الجنوبية وتحت عنوان “عاصفة الحزم” مطية لتحقيق مصالحها التوسعية في المنطقة، التي تعود في الأساس لمصالح بريطانية توسعية في منطقة بحر العرب والبحر الأحمر وباب المندب تحديداً.
وفي السابق كان الحديث عن التواجد الإماراتي جنوب اليمن من المحرّمات، ولم يكن يجرؤ أي مواطن في الجنوب الحديث بالسوء عن الإمارات ودورها في المحافظات الجنوبية، لكن ومع تزايد الضغوط الشعبية الرافضة للخضوع والانصياع للرغبات الإماراتية أياً كانت، بدأت هذه الحالة في نفسيات المجتمع في المحافظات الجنوبية تنعكس على شكل أفعال تتمثل في التعبير عن رفض الاحتلال الإماراتي حتى بالكتابة على جدران أحياء المدينة، عوضاً عمّا يتم التعبير به بشكل شخصي في وسائل التواصل الاجتماعي ولو بحذر شديد وربما بشكل غير مباشر، بحيث لا يتم إدانة الإمارات بشكل مباشر حتى لا يتعرض صاحب الرأي هذا أو ذاك للاعتقال من قبل القوات الإماراتية أو جماعاتها المسلحة التي أنشأتها وتعمل تحت إدارة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.
وعلى الرغم من أن المجلس الانتقالي وناشطيه يحاولون إقناع الشارع الجنوبي أن الإصلاح هو من يقف خلف هذه الشعارات، إلا أن هناك من لم يعد مقتنعاً بتبريرات الانتقالي وإعلامييه وناشطيه المتهمين بتلقي أموال من الإمارات لقاء دفاعهم عن أبوظبي وما تفعله في المحافظات الجنوبية.
وفي حديث خاص لـ”المساء برس” علّق أحد أبناء محافظة عدن على هذه الشعارات بالقول إنه من مؤيدي الحراك الجنوبي منذ أيامه الأولى ومعارض لحزب الإصلاح ورغم ذلك يطالب بخروج الإمارات من مدينته التي تربى فيها، مشيراً إلى أن غيره الكثير ممن لم يعودوا يحتملون الوضع في الجنوب على هذا الحال.
فيما تساءل آخر، مستغرباً: الغريب هو أن تجد من أبناء الجنوب من يقبل ببقاء الإمارات وليست لديه أي مشكلة، “وهذا باعتقادي أنه يمكن أن يبيع أي شيء وليس فقط الوطن، مقابل المال”، مضيفاً: “لماذا نقبل ببقاء الإمارات في أرضنا، لماذا نرتضي احتلال بلادنا، عدن منذ أن تم تحريرها قاربت على ثلاث سنوات ورغم ذلك لا تزال هناك مشاكل أكثر بكثير مما كانت عليه المدينة قبل دخول الإمارات، منذ 3 سنين والإماراتيين يغلقون الميناء لأسباب وهمية ويقيدون الحركة في المطار، ويعتقلون كل يوم أصحابنا رغم أنهم كانوا في مقدمة الصفوف في الحراك الجنوبي والآن موجودين في سجون الإمارات، ومن سيقول إنهم تنظيم قاعدة أو دواعش فهو يكذب على نفسه وعلى الشعب وعلى الله، وإذا كانوا فعلاً كذلك فلماذا لم يتم تقديمهم للمحاكمة العلنية، فهل الإمارات في بلادي لحمايتي أم لاعتقالي؟”.
حالة السخط في الشارع الجنوبي من التواجد الإماراتي المحتل للمحافظات التي يسيطر عليها بدت واضحة من خلال قياس حجم المشاركة الجنوبية من الجنوبيين القادمين من المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف في الجنوب ومشاركتهم في الفعالية التي أقامها أنصار الله وسلطات صنعاء في العاصمة بميدان السبعين بمناسبة “مرور 3 سنوات على ثبات وصمود اليمنيين في وجه التحالف”، فعلى سبيل المثال بلغ عدد السيارات التي وصلت صنعاء وقدمت من المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف في محافظة الضالع فقط، بلغت 360 سيارة، خلافاً للسيارات التي تم احتجازها من قبل نقاط التفتيش في اللحظات الأخيرة والتي لم تتمكن من المشاركة.
كما أن مصدراً مسؤولاً في محافظة شبوة أكد في تصريح صحفي أن الآلاف من أبناء محافظة شبوة لم يتمكنوا من السفر لحضور فعالية ميداني السبعين وأنهم كان بودهم الحضور والمشاركة لولا تخوفهم من المخاطر التي قد تتهددهم، ورغم ذلك يؤكد المصدر أن أكثر من 20 سيارة حملة بقيادات وشخصيات اجتماعية وسياسية في محافظة شبوة وصلت صنعاء وشاركت في الفعالية.
محافظة أبين هي الأخرى شاركت في الفعالية التي احتضنت، حسب تعبير القيادي في الحراك الجنوبي عبدالله الجفري، الآلاف من أبناء أبين وأن هذا العدد يشمل أبناء أبين المقيمين في العاصمة صنعاء والقادمين من محافظة أبين.