الحراك ساهم في التصدي للحوثيين وانخرط في تحدٍ لم يحرز فيه أي تقدم

المساء برس – ترجمة| نشرت صحيفة “الموندو” الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن حلم جنوب اليمن في الاستقلال، الذي ظل خلال العقدين الأخيرين طي النسيان؛ في انتظار الوقت الملائم ليطفو على السطح مرة أخرى.
وقالت الصحيفة، في تقرير أخير، إن حالة الفوضى التي اجتاحت أفقر بلدان الخليج العربي، ليتحول إلى مسرح معركة بين طهران والرياض، أحيت من جديد رغبات المؤيدين لانفصال جنوب اليمن. وبفضل الدعم الإماراتي، تمكنت هذه الجهات من إظهار قوتها، ما حول عدن خلال شهر كانون الثاني/ يناير إلى مسرح للاشتباكات.
وأوردت الصحيفة أن الحراك الجنوبي منظمة سياسية وشبه عسكرية، تأسست في اليمن سنة 2007. وتطالب هذه المنظمة باستعادة استقلال محافظات جنوب البلاد. وخلال الفترة الفاصلة بين سنتي 1967 و1990، كان جنوب اليمن دولة مستقلة، تحت اسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، الموالية للاتحاد السوفيتي.
وبينت الصحيفة أن هذه “الدولة” ذات غالبية سنية، على عكس الشمال الشيعي. ويبدو أن عملية توحيد الجنوب والشمال اليمني، خطوة لم تمنع المطالبات بإعادة الاستقلال لجمهورية جنوب اليمن. وفي نفس الوقت، سرّع الفساد، والانتخابات غير النزيهة، وهيمنة الشمال، في اندلاع الحرب الأهلية سنة 1994، التي انتهت بسقوط الجنود وقيادة عملية تطهير واسعة النطاق.
ونقلت الصحيفة عن فاطمة أبو الأسرار، المحللة اليمنية والباحثة في منظمة سعودية مقرها واشنطن، أنه “منذ هذا التاريخ، أكد سكان جنوب اليمن في رواياتهم تهميش السلطات لهم، والاحتلال الذي طالهم. وخلال هذه السنوات، لم يتوقف سكان هذه المناطق عن البحث عن فرص من أجل إيصال أصواتهم والحديث عن مطالبهم، وتنظيم حراكهم”.
وبينت الصحيفة أن الحراك الجنوبي، الذي انطلق خلال شهر آذار/ مارس سنة 2015، لعب دورا أساسيا في وضع حد لتقدم الحوثيين في اليمن، خاصة بعد أن عززوا نفوذهم خلال سنة 2014 على صنعاء، وتقدموا نحو عدن، العاصمة السابقة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
وأوردت الصحيفة أن قوات الحراك انضمت إلى قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، المنفي في الرياض. وبدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تمكنت هذه القوات من صد الهجمات الموجهة ضدها، والانخراط في تحد لم يحرزوا فيه أي تقدم يذكر.
ونوهت الصحيفة بأن العلاقة بين حكومة هادي المعترف بها دوليا ومؤيدي انفصال جنوب اليمن تدهورت، وتفاقم التوتر منذ أن عزل الرئيس اليمني، في نيسان/ أبريل الماضي، محافظ عدن عيدروس الزبيدي، الذي ترأس المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تشكله سنة 2017. كما سجلت خلال نفس الشهر أول مناوشات بين القوات الموالية لهادي وداعمي انفصال جنوب اليمن.
وأوضحت الصحيفة أن الدعم الحاسم لحراك الجنوب، يتمثل في المساعدة التي تقدمها الإمارات العربية المتحدة؛ والتي تتجسد في قوات الحزام الأمني. وتعتبر هذه المجموعة بمثابة قوات أمنية، تم إنشاؤها سنة 2016. وعمليا، يتم تمويل وتدريب وقيادة قوات الحزام الأمني من قبل الإمارات العربية المتحدة. ويتمثل هدف هذا الكيان العسكري في الحفاظ على النظام والاستقرار في عدن.
وذكرت الصحيفة أن قوات الحزام الأمني تتألف أساسا من مجموعة من السلفيين، وعناصر سابقة من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المنحلة، وعناصر من القبائل المحلية. وتعتبر القوات المدعومة من إيران الجناح المسلح للمجلس الانتقالي الجنوبي. وعبر هذه القوات الخاصة التي استقرت في عدن، تقترح أبوظبي مد قوات مشابهة للحراك الجنوبي في محافظات جنوبية أخرى، على غرار حضرموت.
ونقلت الصحيفة عن المحللة اليمنية أن “فرضية اتحاد اليمن في المستقبل غير واردة”، وهو ما يعد سيناريو غير ممكن التحقق في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب في شمال اليمن ضد الحوثيين. وأضافت الأكاديمية أنه “مع نهاية الحرب ضد الحوثيين ستطفو رغبات الانفصال على السطح من جديد”. ولازال يحدق باليمن العديد من التهديدات، خاصة تنظيم القاعدة، المتمركز بقوة في جنوب البلاد.
المصدر: صحيفة “إلموند” الإسبانية – ترجمة “عربي21”

قد يعجبك ايضا