تعز على خطى عدن.. حالة توتر بين حلفاء الإمارات السلفيين و”الإصلاح”
المساء برس – تقرير خاص| قالت مصادر محلية “أن حالة من التوتر سادت مدينة تعز بين الإصلاح والسلفيين الموالين للتحالف.
واضافت المصادر “أن الإصلاح والسلفيين بدأوا بتحشيد عناصرهم إلى محيط عدد من المواقع الواقعة على خطوط التماس لسيطرة الطرفين، وبحسب المصادر فإن الإصلاح نقل أسلحة إلى التباب المطلة على منبى البحث الجنائي بحي صينة وأعطى أوامر لأنصاره بالتحرك في حي عصيفرة إلى المناخ غرب المدينة.
يقاتل الطرفان ببندقيتين الأولى ضد صنعاء والثانية ضد الحلفاء
اما السلفيين الموالين للإمارات فقد نقلوا العشرات من عناصرهم إلى منطقة قريبة من جولة الاخوة ومحيط حي الضبوعة، بالتزامن مع تعزيز مواقعهم في حي الجحملية وقرب شارع الكنب، القريب من رئاسة جامعة تعز باتجاه القصر الجمهوري.
وأوضحت المصادر أن الاصلاح يحشد عناصر مسلحة إلى مواقعه قرب شركة التبغ والكبريت ومدرسة نعمة رسام، المواجهين لمقر الأمن السياسي الذي يسيطر عليه الفصيل السلفي، وكذا المواقع التي يسيطر عليها غرب قلعة القاهرة، في حين بدأ الفصيل السلفي بتعزيز مواقعه في وسط المدينة وعلى تخوم حي المسبح.
التحالف يدعم أصدقاءه فقط في تعز
وتحدثت معلومات إن أسلحة متوسطة وقذائف هاون والمئات من صناديق الذخائر تسلمها الفصيل السلفي خلال الأسبوعين الماضيين من عدن، كدعم من قيادة القوات الإماراتية.
ورصد “المساء برس” حالة من السخط في صفوف الناشطين الموالين للإصلاح في تعز بسبب الدفع بأبناء المدينة للقتال ضد من يصفونهم “المتمردين” دون أن يقدم التحالف أي دعم من ناحية التسليح والخدمات الطبية، وفي الوقت ذاته يتهمون التحالف بالتحيز للمقاتلين الموالين للإمارات حيث يجري دعمهم بسخاء من سلاح وذخائر فيما يتجاهلون قوات اللواء 22 ميكا وبقية الوحدات العسكرية التابعة لحكومة هادي المشاركة في القتال.
وبحسب المعلومات فقد أثار تحشيد الموالين للإمارات لمسلحيهم بالتزامن مع دعمهم بكميات كبيرة من السلاح، توجس الاصلاح الذي حاول ترتيب مواقعه العسكرية هو الآخر، حسب ما أسلفنا أعلاه نقلاً عن مصادر ميدانية خاصة، في وقت أفادت فيه المعلومات عن تخوفات من الإصلاح من “مخطط اماراتي يستهدف الحزب، على غرار ما جرى في عدن”.
وتحدثت مصادر صحفية إن الفصيل الإصلاحي بتعز يعاني حالة من التوجس الشديد منذ أحداث عدن الأخيرة، وبدأت بعض قياداته باستدعاء عناصر مسلحة، سبق أن حضروا دورات عسكرية في العند بلحج والعبر بحضرموت و معسكر بدر بـ”عدن” إلى مواقع في جبل جرة وعصيفرة وكلابة.
هذا وقد شهدت المدينة اشتباكات عنيفة أكثر من مرة بين فصيل الإصلاح والسلفيين، سقط على اثرها العشرات من المدنيين، كون الإشتباكات كانت تحدث في شوارع المدينة، ولأسباب مختلفة محورها جميعاً “حول السيطرة وبسط النفوذ الميداني” ضمن مسلسل الصراع الاصلاحي الإماراتي.
وعملت الإمارات على إنشاء جماعات مسلحة من الجماعات السلفية، ودعمتها بالمال والسلاح لتكون موالية لها، ومن ضمن هذا الجماعات “جماعة أبو العباس” في تعز، والتي أنشأتها ودعمتها أبو ظبي لتكون بموازاة القوة العسكرية التي يملكها الإصلاح من ضمنها الوحدات العسكرية الرسمية التابعة لحكومة هادي، وبرغم ان الإصلاح، بحسب مراقبين، أعلن مبايعته أكثر من مرة للإمارات، إلا أن نوايا أبوظبي لضرب الإصلاح في تعز ثم مأرب بعد الجنوب لا زالت قائمة ومؤكدة، وهناك العديد من المؤشرات التي تثبت ذلك.
معسكرات جديدة أنشأتها الإمارات في تعز
يجري التمهدي لرفع يد الإصلاح من المحافظة عبر مساعي التحالف لإنشاء قوات حزام أمني التي أصبحت جاهزة تقريباً وتنتظر ساعة الصفر بعد أن تنتهي المعارك العسكرية ضد قوات صنعاء، والتي استعرت مؤخراً في الجبهتين الشرقية والغربية للمدينة.
وعبر التنسيق مع أحزاب سياسية موالية للإمارات سعت الأخيرة إلى تجنيد الآلاف من أبناء الأرياف معظمهم تم نقلهم إلى أرتيريا عبر سفن إماراتية ثم إعادتهم إلى تعز وإبقائهم في معسكرات تدريب داخلية، علماً أن أحد هذه المعسكرات يتواجد فيه قرابة 5 آلاف مقاتل يجري تدريبهم يومياً على قتال الشوارع وحرب العصابات والاقتحامات ولا تزال هذه القوات خارج سيطرة “الشرعية” كما أنها حتى اليوم لا تنتمي لأي مكون عسكري ولم يتم إطلاق أي تسمية عليها، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه القوات لا تشارك في المعارك العسكرية الدائرة حالياً ضد قوات صنعاء.
وبات من الواضح أن لدى الإمارات استراتيجية واضحة تجاه تعز بعد إخراج قوات حكومة الإنقاذ الموالية لصنعاء منها، حيث تضمن الإمارات، فيما يبدو، وقوف المحافظ الجديد إلى جانبها بالنظر إلى ظهوره أكثر من مرة على وسائل الإعلام الإماراتية وإعلانه عن بدء معركة تعز من على قناة إماراتية وليس عبر إصدار بيان رسمي أو الظهور على القناة الرسمية الموالية لحكومة هادي، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن القوات الجديدة التي جندتها ودربتها وأنشأت لها الإمارات معسكرات جديدة في تعز باتت جاهزة ومستعدة لأي اقتحامات وحرب شوارع، قد يُطلق صافرتها في أي وقت.
الإخوة “الحلفاء الأعداء”
وحالياً يقاتل حلفاء الإمارات وحلفاء الإصلاح في صف واحد ضد قوات صنعاء، ولكنهم يقاتلون بحذر شديد، إذ يتوقع كل طرف أن يتعرض للغدر في أي لحظة، خصوصاً الإصلاح.
ويرى مراقبون أنه فيما لو سيطرت الإمارات على تعز على غرار المحافظات الجنوبية فإن أبناء محافظة تعز سيكونون أول من يوجه البندقية نحو حلفاء الإمارات بما فيهم من يؤيدون الإمارات اليوم، فتاريخ تعز العسكري منذ عشرات القرون يحكي ذلك، فتعز لن تقبل أن يُطبق المشروع الإماراتي على أرضها وإذا كان أبناء محافظة عدن بدأوا يستشعرون الخطر الإماراتي وأهدافه المريبة فكيف سيكون الوضع بالنسبة لأبناء تعز ذو الطبيعة الجبلية القاسية والرافضة لأي هيمنة خارجية عليهم.