ماذا يفعل طاقم شبكة (CNN) الأمريكية في جبهة نهم؟

المساء برس – تقرير خاص| يقول مراسل شبكة (CNN) الأمريكية “نيك روبرتسون” وهو يقف على مرتفع جبلي في منطقة نهم بأنه يرى بوضوح خطوط قوات صنعاء التي وصفها بـ”خطوط معركة العدو” لكنه يضيف أيضاً أنه لا يوجد حل في الأفق لحرب اليمن.

مؤخراً أرسلت شبكة (CNN) الأمريكية طاقماً صحفياً للتصوير في جبهات المعارك في اليمن، وعمل سلسلة تقارير تلفزيونية باللغتين العربية والإنجليزية، وتمكن المراسل والمصور من الوصول إلى الخطوط الأمامية لجبهة نهم، طاقم الشبكة الأمريكية كان يرافقه وفد عسكري من التحالف على رأس هذا الوفد المتحدث باسم قوات التحالف بالإضافة إلى وفد من “حكومة هادي” أبرزهم وزير الإعلام معمر الإرياني، الذي كان يجيب على أسئلة واستفسارات المراسل الأمريكي.

ويقول المراسل وهو يقف على جبل المنارة في جبهة نهم، حد زعمه، أنه “من الممكن أن تعتقد أن القتال قد ينتهي قريباً ومن شأن القوات أن تتقدم بشكل سريع لإزالة المتمردين المدعومين من إيران”، ولم يكن المراسل محايداً في تقاريره حيث كان يصف قوات صنعاء بـ”المتمردين المدعومين من إيران” أو “المتمردين التابعين لإيران” في جميع التقارير التي صورها في اليمن، بالإضافة إلى استخدام مصطلح “الانفصاليين” حين يكون الحديث عن عدن وقوات المجلس الانتقالي.

أثناء التوجه إلى نهم يقول المراسل روبرتسون “على مدار ساعة خلال مسيرنا في الجبهة لم نجد عتاداً عسكرياً للمقاتلين إلا نادراً”، ويضيف: “في قمة الجبل تنتشر قاذفة صواريخ هنا وسيارة مدرعة هناك وجنود مخيمون في أماكن تحفها المخاطر ويتم استخدام الحمير لإيصال المؤن العسكرية”، مشيراً أن القوات الحكومية “قوات هادي” ليست قوة عسكرية كبيرة ولا قادرة على الوصول إلى قوات العدو.

ويقول روبرتسون إن الإمارات والسعودية هما من سهلا زيارة القناة إلى الجبهات، حيث كان معهم قائد القوات الإقليمية للتحالف “المتحدث باسم التحالف”.

واحد من هذه التقارير التي تم تسجيلها من داخل الجبهات، تنقل الـ(CNN) عن “كل الممثلين العسكريين والمدنيين والتحالف الذين التقينا بهم في اليمن الخاضع لسيطرة الحكومة يصرون على أنهم ليس لديهم نية لوقف معاركهم العسكرية على الأرض المرتفعة “نهم” والسيطرة على العاصمة صنعاء (…) بل سيكملون السيطرة حتى الوصول إلى كافة المناطق الأخرى حيث يسيطر الحوثيون على معظم شمال البلاد”.

وتضيف القناة نقلاً عن العسكريين أن ما يمنعهم من استكمال السيطرة هو “تجنب غضب المجتمع والإبقاء على الشعبية التي تحظى بها الحكومة في صنعاء”، وتصف القناة بأن الحكومة مقتنعة بأنها تحظى بشعبية لكنها تحذر من الحملات العسكرية العدوانية لأن ذلك سيعيق تقدمها.

وتحت عنوان اليمن والانفصاليين يرى تقرير منشور في موقع القناة على الإنترنت، أن الحكومة بالتأكيد لا يوجد لديها أي ضمان بأنه يمكنها الإبقاء على البلد متوحداً، ويضيف التقرير الموسع أن “اليوم تقاتل القوات الحكومية المتواجدة خارج العاصمة الحوثيين وبعض تنظيم القاعدة. وفي الجنوب فإن الوضع أكثر تعقيداً”، فحسب التقرير فإن الجنوبيين لا يرغبون بحكومة هادي ويقولون بأنهم هم من قاتلوا قوات صنعاء في 2015.

ويرى التقرير أن فكرة جمع القوات بالكامل بقيادة حكومة هادي واتخاذ الجنوب والشرق قواعد للضغط على الحوثيين في الشمال والوسط يمكن أن يكون جيداً، ويضيف “لكن الانفصاليين الجنوبيين الذين تحدثنا معهم بدا أنهم غير راغبين في القتال شمالا ضد الحوثيين وعلى أراض ليست تابعة لهم”.

في واحد من التقارير يعترف رئيس حكومة هادي “أحمد عبيد بن دغر” أن المناطق التي تسيطر عليها حكومته ليست آمنة وأن مدينة عدن لا يتواجد فيها كل المسؤولين من الوزراء وأنه بالكاد يستطيع جمع 21 وزيراً من أصل 36، ثم يضيف على ذلك بالقول إن حكومته تقاتل تنظيم القاعدة وأنها أوشكت على القضاء عليه.

ويلمّع بن دغر حكومته أمام القناة التي ستبث تصريحه على ملايين المشاهدين الأمريكيين بالقول إن الحكومة تمكنت من تحقيق الاستقرار في العملة اليمنية الضعيفة بمساعدة السعودية وأن “الحوثيين هم من يقوضون الريال عبر طباعة أموال بشكل غير قانوني ويهربوها إلى البلاد بمساعدة إيران”، يرى مراقبون تصريحات بن دغر أنها مستفزة وتستخف بعقول المواطنين، حيث أضاف بالقول إن الحوثيين يسيطرون على 50% إلى 60% من موارد البلاد.

وعن مقتل الرئيس السابق صالح نقلت القناة الأمريكية تصريحات لمسؤولين في التحالف قالوا أن “قتل صالح عملية مدبرة من قبل إيران” وأن “مقتله قد يسهم في تصاعد التوترات الانفصالية الحالية”، ورغم هذا التصريح إلا أن مراسل القناة قال إن العديد من الانفصاليين الجنوبيين فرحوا بمقتل صالح، لأنهم تعرضوا للمجاعة والمشقة في عهده.

وفي التقرير ذاته وردت هذه الفقرة “ورغم أن صالح كان يدعم الحوثيين، إلا أن السعوديين رأوا أنه سيتحول في نهاية المطاف إلى الولاء لحلفائه السعوديين السابقين. وقال مسؤول سعودي إنهم امتنعوا عن محاولة قتل الرئيس السابق، ورأوا فيه شخصية مفيدة ستساعدهم على تعزيز القوات الحكومية الموالية لها”.

يعتبر التقرير الموسع الذي نشرته القناة في 30 يناير الماضي أن الضربة القوية التي تلقاها التحالف بمقتل صالح كانت من نصيب الإمارات التي تحتضن نجله وبقية عائلته، ويضيف التقرير “إن توتر العلاقات بين الانفصاليين والحكومة يمثل انقساماً آخر يعيق طريق اليمن نحو السلام. وهو ما يفسر سبب غضب بعض اليمنيين من شركاء الحكومة (التحالف ممثلاً بالسعودية والإمارات) التي يرون أنها تعيق اليمنيين من التوصل إلى حل توافقي بشكل متعمّد”.

ويؤكد التقرير أن السعودية والإمارات تجد صعوبة في قبول حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) بأن يكون لهم دور قوي في مستقبل اليمن، ويضيف “وترى السعودية والإمارات العربية المتحدة أن الإخوان نقطة انطلاق لتنظيم القاعدة. وباختصار، كان سائقنا يخبرنا أنه في حين أن شركاء التحالف في الحكومة هم ضروريون تماما لهزيمة الحوثيين، فإنهم يشكلون أيضا عقبة أمام السلام. ومع ذلك، فإن قائد جماعة الإخوان المسلمين اللواء علي محسن، يقضي الكثير من الوقت في الرياض مؤخرا، ويتحدث مع المسؤولين السعوديين”، في إشارة إلى تناقض دول التحالف فيما يتعلق بموقفها من تنظيم القاعدة.

بعض التقارير خصصها مراسل (CNN) للحديث عن تجنيد الأطفال، حيث أظهرت صور لبعض الأطفال وهم يدرسون في مناطق سيطرة التحالف، ويظهر المراسل وهو يتحدث عنهم بأنهم كانوا يقاتلون مع “المتمردين” حسب وصفه وأنه تم اعتقالهم ويجري الآن إعادة تأهيلهم، وفي التقرير ذاته تظهر امرأة إلى جانبها طفل تقول بأنه ابنها وأنه كان يقاتل مع “الحوثيين” وأنه لا يستطيع النوم عندما يتذكر الأصوات في الجبهة، في حين يجري مراسل القناة مقابلة مع الطفل ذاته وهو يتحدث بشكل طبيعي وكأن شخصاً ما يقوم بتلقينه ما يقول.

قد يعجبك ايضا