وادي المسيني بحضرموت.. لماذا يمنع الإماراتيون الاقتراب منه؟!
المساء برس – تقرير خاص| في محافظة حضرموت يقع بالقرب من مدينة المكلا وادي يسمى “وادي المسيني” تمنع الإمارات الاقتراب منه وأصدر الضباط الإماراتيون المقيمون في مقر القيادة التابع لهم بمطار الريان توجيهات قبل عام وجددوها قبل عدة أيام بوقف أي تحركات عسكرية نحو هذا الوادي.
تفيد معلومات حصل عليها “المساء برس” من مصادر خاصة في محافظة حضرموت، أن أحد الألوية العسكرية التابعة تعرض لهجوم بقذيفتي هاون على أحد المواقع العسكرية التابعة للواء، وأشارت أن الإماراتيين هم من يقفون خلف هذا الهجوم على من أن اللواء حالياً أصبح من الألوية العسكرية المحسوبة على قوات النخبة الحضرمية التي استحدثتها الإمارات في حضرموت بعد دخولها المحافظة عام 2016.
في تقرير نشره موقع “العربي” لفت إلى أن اللواء الذي تعرض للهجوم يدعى لواء “بارشيد” وهو لواء تم إنشاؤه في مايو 2011 بتوجيهات من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، يضيف التقرير: “كلّف الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، العميد الركن عمر بارشيد، بتشكيل لواء عسكري في محافظة حضرموت على وجه السرعة. وكان اللافت أن طلب صالح من بارشيد بتشكيل قوة اللواء من أبناء حضرموت فقط، وقد التزم في حينها، بتسليح اللواء بأحدث العتاد العسكري، لكن بارشيد لم يطمئن لتوجيهات صالح، وباشر بإجراء اتصالات مكثفة في صنعاء للاستفسار عن الموضوع، ثم تحرك بارشيد إلى صنعاء لمعرفة ما إذا كانت توجيهات صالح جدية من عدمه ومعرفة الهدف من وراء تشكيل قوة عسكرية مناطقية في ظل الظروف التي كانت تعيشها البلاد آنذاك” في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية ضد النظام، مشيراً إلى أن بارشيد قتل في المكلا بعبوة ناسفة تم تزرعها في سيارته وقُيدت الجريمة ضد مجهول وكان هذا في أغسطس 2012، أي بعد عام من تشكيل اللواء.
بعد اغتيال القائد العسكري تم تسمية اللواء الذي قام هو بتشكيله بـ”لواء بارشيد” ويقوده اليوم العميد عبدالدائم الشعيبي أحد أصدقاء عيدروس الزبيدي، وفقاً لما أورده تقرير “العربي” الذي أشار إلى زيارة قام بها الزبيدي لهذا اللواء أواخر أكتوبر الماضي، حيث أصبح هذا اللواء أحد التشكيلات العسكرية التابعة للنخبة الحضرمية التي تديرها الإمارات.
وبعد زيارة الزبيدي للعميد الشعيبي بأسبوع واحد تم تجهيز قوة عسكرية قادها الشعيبي الذي صرّح لوسائل الإعلام حينها بأنه سيتعقب كل العناصر الإرهابية أينما وجدت حيث قاد حملة استطلاعية كبيرة باتجاه وادي العريش ووادي العقيد ووادي المحمدي وضواحيها، علماً أن أكبر معاقل تنظيم القاعدة لا يبعد كثيراً عن مقر لواء بارشيد.
وتقول مؤشرات الهجوم على الموقع العسكري التابع للواء بارشيد أن ذلك رسالة غير مباشرة للشعيبي بعدم تجاوزه توجيهات صادرة من قيادة قوات النخبة الحضرمية التي صدرت في العام 2016 بعدم مهاجمة المواقع التي يتحصن فيها تنظيم القاعدة وتحديداً في وادي المسيني، هذه التوجيهات صدرت بعد انسحاب القاعدة من المكلا في نفس العام والتي روّج لها إعلام الإمارات بأنها عملية تطهير للمحافظة من العناصر الإرهابية، وهي مسرحية هزلية بالنظر إلى المدة الزمنية التي تمت فيها العملية حيث انسحبت القاعدة في يوم وليلة من كل المناطق التي كانت تسيطر عليها داخل مدينة المكلا، لينكشف الأمر بعد ذلك أن صفقات جرى الاتفاق عليها قضت بانسحاب القاعدة مقابل مبالغ مالية طائلة وعدم مصادرة الأموال التي تم نهبها من البنك المركزي والمقدرة بـ27 مليار ريال.
وفقاً لتقرير “العربي” فإن هذه الأموال بالإضافة إلى مخازن للأسلحة التي تم نهبها من المعسكرات التي سيطرت عليها القاعدة منذ 2015 حتى 2016م ومعظم العناصر التابعة للتنظيم موجودة في وادي المسيني الذي صدرت توجيهات من النخبة الحضرمية، وهي بالمناسبة منقولة عن قيادة القوات الإماراتية في حضرموت، بعدم مهاجمته بأي حال من الأحوال.
ويرى البعض أن الإمارات تحتفظ بتنظيم القاعدة في حضرموت لإبقائه كفزاعة، كي تشرعن لقواتها البقاء في المحافظة النفطية واستمرار سيطرتها على مطار الريان الذي أصبح كقاعدة عسكرية تحتوي على مقر قيادة قواتها التي تدير حضرموت وشبوة الاستراتيجيتين والغنيتين بالنفط والغاز، هذا بالإضافة إلى سيطرة الإمارات على ميناء الضبة النفطي وميناء المكلا وميناء بلحاف في شبوة.
ومع ربط توقيت استهداف اللواء بالأحداث الجارية في المحافظة نجد أنها أتت في الوقت الذي تتصاعد فيه المطالب المجتمعية المحلية للإماراتيين بضرورة فتح مطار الريان والخروج منه والانسحاب من ميناء الضبة النفطي وغيرها من المواقع التي تتواجد فيها القوات الإماراتية، إذ لا يزال مطار الريان مغلقاً حتى اليوم أمام المسافرين، مع وجود معلومات سبق أن نشرها “المساء برس” عن ترتيب صفقة بين أبوظبي والسلطات المحلية في حضرموت بتقسيم مطار الريان إلى ثلاثة أجزاء جزء يتم فتحه للمسافرين المدنيين، والجزأين الآخرين يبقيان تحت السيطرة الإماراتية كمقر لقوات التحالف وقوات المشاة البحرية الأمريكية المتواجدة في المحافظة وفي ميناء الضبة ومواقع أخرى لا تزال مجهولة حتى اليوم.