هل طبّق الحوثيون شعار الموت لأمريكا وإسرائيل “قولاً وعملاً”؟
المساء برس – وما يسطرون – يحيى محمد الشرفي| لم يكن الحوثيون منذ بداية تشكل حركتهم – التي كانت مجرد ثورة فردية بدأ بها عضو سابق في البرلمان اليمني هو حسين الحوثي – لم يكونوا يعلمون أن لدى الولايات المتحدة وإسرائيل هذا الكم الهائل من العملاء في المنطقة.
ولم يكن الحوثيون أول من رفع شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، إذ أن كل من تمرد على الهيمنة الأمريكية رفع نفس الشعار ولكن بغات وعبارات مختلفة وربما البعض لم يرفع شعاراً مطلباً بل باشر بالعمل على أرض الواقع للتخلص من النظام العالمي الذي تتحكم به أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
الحوثيون جماعة متمردة.. هذا التوصيف حقيقي ولكنها جماعة متمردة على الهيمنة الأمريكية في المنطقة العربية، وحتى تتمكن الجماعة من حشد مؤيدين لها اتخذت من الشعار وسيلة لإعادة الصورة الذهنية التي كانت قد بدأت في التلاشي لدى اليمنيين عن الأعداء الحقيقيين للأمة العربية والإسلامية ولكل شعب يعتز بنفسه وهويته وثقافته ويرفض أن يكون تابعاً لأي قوى خارجية.
وحين يقول الحوثيون الموت لأمريكا وإسرائيل فهم يعنون ويدركون ما يقولونه.. إنه يشهرون عداءهم لأكبر قوتين عالميتين على وجه الأرض، وحين رفع الحوثيون هذا الشعار لم يتوقفوا وبدأوا بنشر ثورتهم ضد الهيمنة الغربية على اليمن شيئاً فشيئاً.
وحين شعرت الولايات المتحدة وإسرائيل بخطورتهم أوعزت لعملائها في المنطقة بالتفاوض معهم لكسبهم إلى حلف العملاء.. وحين رفضوا هذه المساومة وتمسكوا بقضيتهم العادلة اعتبر العملاء أن هذا الرفض هو تمرد عليهم وخروج غير مسموح به وتجاوز للخطوط فأخذتهم العزة بالإثم وبدأوا بشن حربهم الأخيرة بهدف القضاء على الجماعة أو على الأقل كسرها حتى تعود إلى حضن العملاء المحليين.
نعم لقد استطاع الحوثيون الذين لم يعودوا اليوم بمفردهم، حيث اصطف إلى جانبهم بقية الشعب اليمني، استطاعوا أن يثبتوا لبقية العالم وخصوصاً دول المنطقة أن أمريكا ليست دولة خرافية لا يمكن لأحد أن يقف في وجهها.
استطاع الحوثيون أن يقولوا للجميع أن الإيمان بالحق في الحرية والاستقلالية والسيادة لكل بلد من بلدان العالم هو الخطوة الأولى لكسر الهيمنة الغربية أو حتى أي هيمنة عالمية أخرى على الشعوب.
استطاع الحوثيون أن يثبتوا للجميع أن العمل لتحقيق الأهداف السابقة ليس صعباً ولا مستحيلاً.
إن شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل قد تجسد في اليوم الـ(1000) لعدوان كوني على شعب أعزل لا يملك سوى البندقية وصواريخ استخدمت في الحرب العالمية الثانية.
فحين يتمكن الحوثيون من تطوير ما لديهم من أسلحة ليتفردوا بإنتاج أسلحة جديدة وحين يطلقون صاروخاً قاموا بتطويره بأنفسهم وبعد ألف يوم، ويصل هذا الصاروخ إلى العاصمة السعودية الرياض ويتمكن من قطع مسافة أكثر من 1000 كيلومتر، وحين تفشل منظومة الدفاعات الجوية الأمريكية الصنع والمنتشرة على الحدود اليمنية السعودية من إسقاط الصاروخ بمجرد دخوله المجال الجوي السعودي ولا تتمكن من إسقاطه إلا وهو فوق سماء الرياض، وفق رواية السعودية الرسمية، فهذا يعني أنهم – أي الحوثيون – رجال قول وفعل.. قالوا الموت لأمريكا وفعلاً قتلوا أمريكا حين تفوقوا على السلاح الأمريكي وحين قتلوا (الباتريوت) وحين أثبتوا للعالم “أن السلاح الأمريكي لا يجدي نفعاً بدليل قدرتنا على تجاوزه ولهذا عليكم ألا تشتروا هذا السلاح لأنه غير صالح للاستخدام”.
استطاع الحوثيون أن يجسّدوا شعار الموت لإسرائيل حين كشفوا دورها وفضحوها في تورطها المباشر في العدوان على اليمن ومحاولاتها العدوان على العراق ولبنان بالإضافة إلى عدوانها على سوريا.
إن أنصار الله حين رفعوا شعارهم (الموت لأمريكا وإسرائيل) لم يكن من باب المزايدة أو الاستعراض أو لكسب تأييد من هنا أو هناك..
نعم خلال 1000 يوم استطاع الحوثيون قتل أمريكا حين أفشلوا منظومة الباتريوت التي فشلت في اعتراض صواريخهم إلا بعد أن قطع مسافة 1000 كيلو وبعد أن أطلقت الرياض سبعة صواريخ باتريوت كمحاولة أخيرة لتدمير الصاروخ، ورغم ذلك فشلت المنظومة في اصطياده وسقط على هدفه “قصر اليمامة”، حسب اعترافات وزارة الخارجية الأمريكية نفسها.
وخلال 1000 يوم استطاع الحوثيون قتل إسرائيل حين كانوا سبباً في إسقاط أقنعة (عملاء إسرائيل) وعلى رأسهم الإمارات والسعودية وحلفائهما.. شكراً أنصار الله فلقد رفعتم رؤوسنا مرة أخرى بين دول وشعوب العالم.