كشف مخطط سري للتحالف يتم تنفيذه في مأرب و”حقيقة الطفل الأسير”

المساء برس – تقرير خاص| تداولت صفحات عدد من الناشطين الموالين للتحالف وصفحات بأسماء وهمية مقطع فيديو لمقابلة يجريها ضابط عسكري مع طفل قال الناشطون إنه من المقاتلين الذين تم أسرهم في جبهة نهم.

مصدر ميداني في صنعاء نفى صحة ما تداوله الناشطون الموالون للتحالف من أن الطفل الذي تم تصويره قد تم تجنيده للقتال في نهم، وقال المصدر في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن “قوات الجيش واللجان الشعبية لا تستخدم الأطفال للقتال في صفوفها كما يدعي المرتزقة في وسائل إعلامهم ويحاولون تضليل الرأي العام بهذه الأكاذيب لتغطية هزائمهم في مختلف الجبهات” حسب وصفه.

وأكد المصدر إن ما نشرته المواقع الإخبارية يوم أمس من صور لأحد الجنود المقاتلين في صفوف القوات التابعة لحكومة الإنقاذ بصنعاء وقالت المواقع الإخبارية إنه القيادي في جماعة أنصار الله “اللواء/ يوسف المداني” أكبر دليل على “استخدام التحالف ومن معه لأساليب التزييف الإعلامي وتضليل الرأي العام وحرب الشائعات بعد خسارة آخر الأوراق العسكرية التي تساقطت واحدة تلو الأخرى في جبهة الساحل الغربي أو في جبهة شبوة أو جبهة نهم”.

وكانت مواقع إخبارية تابعة لحزب الإصلاح وموالية للتحالف وقنوات فضائية من بينها قناة “بي بي سي” البريطانية وقناة “بلقيس” اليمنية التي تبث من تركيا قد أكدت يوم أمس مقتل اللواء يوسف المداني قائد المنطقة العسكرية الخامسة في جبهة الساحل الغربي، ليتضح فيما بعد أن ما نشرته القنوات والمواقع لم يكن صحيحاً وأن من قتل هو أحد المقاتلين في صفوف قوات صنعاء ويدعى “علي الشهاري”.

وبالعودة إلى مقطع الفيديو للطفل الذي تم تصويره وقالت مواقع إخبارية وناشطون موالون للتحالف “أنه مقاتل حوثي وقد تم أسره في جبهة نهم”، كان “المساء برس” قد كشف في أكتوبر الماضي عن مخطط سري للتحالف يسعى لتنفيذه في محافظة مأرب وتقديمه للأمم المتحدة لتعزيز ادعاءات التحالف بقيام “الحوثيين” بتجنيد الأطفال للقتال في صفوفهم.

إذ كشفت معلومات حصل عليها “المساء برس” بشكل حصري وتم نشرها في تقرير تحت عنوان “الكشف عن مخطط سري للتحالف يتم تنفيذه في مأرب قبل 31 أكتوبر” عن نشاط سرّي لفريق قناة العربية والعربية الحدث التابعتين للسعودية، في محافظة مأرب يهدف إلى إنتاج مواد إعلامية “مفبركة” عن الأطفال في اليمن، وإخراجه في شكل تقرير يتم تقديمه في وسائل الإعلام التابعة للتحالف ووسائل إعلام أجنبية ومنظمات دولية تابعة للأمم المتحدة كتقرير مضاد لتقرير الأمم المتحدة الذي أدرج التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال في اليمن.

وكانت مصادر “المساء برس” قد كشفت حينها “إن إعلام التحالف ممثلاً بقناة “العربية” يعمل جاهداً لإعداد تقرير حول الأطفال في اليمن وما يعانوه من مشاكل “بسبب المليشيات الانقلابية” حسب وصف المصادر، مضيفة أن هذا العمل قد يستغرق عدة أيام لتجهيزه وإعداده بشكل تقرير تلفزيون، مؤكدة في الوقت ذاته تخصيص مبالغ كبيرة جداً لإنجاز هذا العمل الإعلامي”.

وأشارت المصادر الخاصة أنه تم الاتفاق على تقديم كافة الخدمات اللوجستية والعسكرية من قبل القوات السعودية والإماراتية التابعة للتحالف والمتواجدة في مأرب لإنجاز هذا التقرير، بما يضمن إمكانية وصوله إلى مستوى يمكن من خلاله مواجهة تقرير الأمم المتحدة وتكذيبه بهدف المساهمة في عدم اعتماد التقرير الأممي الذي أدرج التحالف ضمن القائمة السوداء.

كما لفتت المصادر حينها أنه طُلب من الفريق الإعلامي بقيادة مراسل قناة “العربية الحدث” محمد العرب، سرعة إنجاز التصوير قبل تاريخ 31 أكتوبر الماضي – أي قبل موعد تسليم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لتقريره -، مشيرة إلى أن التقرير في حال إنجازه فسيتم توزيعه على المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة ونشره في وسائل الإعلام العربية والأجنبية الموالية للتحالف ومن ثم الضغط على الأمم المتحدة باستبعاد اسم التحالف من القائمة السوداء استناداً إلى ما ورد في تقرير إعلام التحالف عن أطفال اليمن والذي من خلاله سيتم اعتبار ما ورد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنه تقرير لا يستند إلى معلومات حقيقية.

ووفقاً للمعلومات الواردة لـ”المساء برس” حينها فقد كان من المزمع “اعتماد التقرير التلفزيوني على تصوير مقاطع باللغتين العربية والإنجليزية وأنه سيكون خاصاً بالتحالف والمركز الإعلامي لقناة “العربية” بشكل عام”.

كما كشفت المصادر في الوقت ذاته إن التقرير “من المتوقع أن يتم عرضه خلال الأسبوعين القادمين” أي في الفترة ما بين 11 و24 أكتوبر الماضي، غير أن كشف “المساء برس” لتفاصيل خطة التحالف في تقرير خاص تم نشره في 11 أكتوبر، يبدو أنه دفع بالتحالف إلى عدم إكمال المخطط أو ربما إلغائه حتى لا يتم تأكيد ما كشفه تقرير الموقع.

وكان من ضمن ما كشفه الموقع في التقرير ما أوردته “مصادر موثوقة في محافظة مأرب” من أن “مراسل قناة العربية والعربية الحدث “محمد العرب” شكا إلى إدارة القناة بأن المصورين الذين يعملون معه لا يستجيبون لأوامره ويرفضون الدخول إلى الجبهات للتصوير”.

وأيضاً “كشفت المصادر إن مراسل العربية وصف المصورين العاملين معه في شكواه لإدارة القناة بـ”الجبناء” كونهم يخافون الدخول إلى جبهات القتال، مطالباً إدارة القناة التدخل لحل هذه المشكلة، نظراً لضيق الوقت المطلوب فيه إنجاز التقرير المضاد لتقرير الأمم المتحدة”.

ووفقاً لتقرير الموقع حينها فقد كان من المتوقع أيضاً “أن يلجأ إعلام التحالف إلى تصوير مشاهد “تمثيلية” غير حقيقية وفي مناطق آمنة ليست مسرحاً للقتال بين قوات صنعاء وقوات التحالف، لاستخدامها ضمن التقرير المزمع نشره والذي يهدف إلى تصوير جماعة أنصار الله على أنها جماعة تستخدم الأطفال للقتال في الجبهات، الأمر الذي يشير إلى أن إعلام التحالف قد يلجأ إلى استخدام الأطفال لتصويرهم في مشاهد تمثيلية وهم يستخدمون السلاح وعلى اعتبار أنهم يقاتلون في صفوف قوات صنعاء”.

وجاء في التقرير أيضاً أنه “سبق لمراسل قناة العربية “محمد العرب” أن استخدم قوات عسكرية موالية لهادي أكثر من مرة لتنفيذ مشاهد تمثيلية أمام كاميرا قناته على أنها مشاهد مواجهات حقيقية في جبهات القتال”.

وسبق أن شن الصحفي المقرب من حزب الإصلاح ونائب رئيس تحرير صحيفة المصدر “علي الفقيه” هجوماً حاداً على قيادة القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي وعلى مراسل قناة العربية “محمد العرب” بسبب استخدام الأخير للقوات التابعة لهادي كفرقة “تهريج” خلف مراسل القناة.

وكتب الفقيه في منشور على صفحته بالفيس بوك قائلاً: “إلى قيادة الجيش الوطني في مارب.. لا تحولوا وحدات الجيش إلى فرقة تهريج وراء مراسل قناة الحدث محمد العرب، وإن كان ولا بد فخصصوا له فرقة موسيقية تابعة للتوجيه المعنوي تشاركه العزف”، في إشارة ضمنية إلى أن ما يبثه “العرب” من مشاهد بمعية قوات هادي مجرد مشاهد تمثيلية فقط ولا أساس لها بما يحدث فعلياً على الأرض.

كما قال الفقيه بأسلوب ساخر عن “تهريج” محمد العرب في آخر مشهد ظهر فيه وبثته قناة “العربية الحدث” والتي كان يصيح أمام العدسة “نحن هنا أين أنتم”: علق الصحفي “الفقيه” عليه وعلى قوات هادي بالقول: “عيب.. جا يقول لي “نحن هنا أين أنتم”، وكأنه جندي يمني يخبط بيده على السور الداخلي لدار الرئاسة”.

إلى ذلك يرى مراقبون أن يكون مقطع الفيديو “للطفل الذي قيل بأنه أسير حوثي” والذي تم نشره على نطاق واسع اليوم في صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية الموالية للتحالف والإصلاح، يراه مراقبون أنه قد يكون أحد المشاهد التمثيلية الإرشيفية التي كان التحالف قد بدأ بتصويرها في محافظة مأرب ثم توقف العمل بشأنها بسبب كشف الخطة وتسريبها للإعلام، وحين تطلب الأمر استخدام بعض المشاهد التي كان قد تم تصويرها تم تسريب هذا الفيديو ونشره في سياق الحرب الإعلامية للتحالف.

للاطلاع على التقرير السابق لـ”المساء برس” في 11 أكتوبر.

https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2017/10/11/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D8%B7-%D8%B3%D8%B1%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D9%8A%D8%AA%D9%85-%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B0%D9%87-%D9%81%D9%8A/

قد يعجبك ايضا