قبل وصول خبر مقتل صالح هذا ما اتفق عليه هادي وولد الشيخ
المساء برس – خاص| كشفت مصادر مقربة من مكتب عبدربه منصور هادي في الرياض عن تفاصيل جرى الحديث عنها بين كل من هادي والمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أثناء لقائه بالرجل صباح الإثنين قبل أن تصل إليهم أنباء مقتل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.
وقال المصدر في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن اللقاء بين هادي وولد الشيخ حدث على وقع التطورات الأخيرة في صنعاء وقبل أن يتم إعلان مقتل صالح، كاشفاً عن أن السبب الرئيس لهذا اللقاء كانت مشاورات مستعجلة وتوزيع الأدوار للخطة القادمة التي كانت تهدف إلى عزل أنصار الله.
وقال المصدر إن الأنباء الواردة من صنعاء قبيل الاجتماع هي ما حدد محاور نقاش ولد الشيخ وهادي، حيث كانت آخر المعلومات الواردة إلى هادي من مأرب قبيل لقائه بالمبعوث الأممي بدقائق أن السيطرة الحقيقية في صنعاء هي لأنصار الله وقوات الأمن وأن العناصر التي تقاتل مع صالح تنهار بشكل متسارع وأن صالح في طريقه إلى مأرب بمصاحبة تغطية جوية إماراتية سترافق موكبه حيث سيصل مأرب ومنها يتم نقله إلى الإمارات أو السعودية، مضيفاً أنه “وبناءً على هذه المعطيات التي لدى هادي حُددت محاور النقاش مع المبعوث الأممي التي تضمنت ترتيب دعوة الأطراف اليمنية كافة لعزل الحوثيين تماماً على اعتبار أن المؤتمر قد خرج وأصبح واحداً من هذه الأطراف في صف التحالف” وقد كان نقاش ولد الشيخ مع هادي إيجابياً حول هذا الموضوع “إذ أنه لم يعترض على ذلك وناقش مع هادي آلية عزل الحوثيين بالفعل بعد أن يصبح صالح خارج صنعاء ويصبح الحوثي وحيداً” حسب المصدر.
وقال المصدر إن الطرفان لم يكونا قد علما آنذاك أن صالح قد قتل وانتهى أمره وانتهت فكرة أن يصبح المؤتمر في صف التحالف ويصبح الحوثي وحيداً في صنعاء.
وعلق المصدر على كلمة المبعوث الأممي في جلسة مجلس الأمن المغلقة التي عقدت الثلاثاء بالقول إن حديث المبعوث تغيّر عمّا تم نقاشه مع هادي خلال اللقاء به في الرياض مشيراً إلى أن ولد الشيخ يدرك أن المجتمع الدولي يعي أن المعادلة قد تغيرت في اليمن ولم يعد بالإمكان الحديث عن عزل أنصار الله ولهذا كان ما طرحه ولد الشيخ وتبناه مجلس الأمن في نهاية جلسته المغلقة هو “ضرورة وقف تصعيد العنف والعودة إلى طاولة المشاورات السياسية وأن الحل في اليمن لن يكون إلا سياسياً”.
وفي السياق ذاته ومما يشير بالفعل إلى أن المخطط بعد فشل صالح في السيطرة على صنعاء هو الهروب واعتبار أن المؤتمر انقلب على الحوثيين في صنعاء وأصبح يعتبرها جماعة متمردة ويجب محاربتها، ما يؤكد فعلاً هو الاتجاه نحو هذا الخيار هو دعوة رئيس حكومة المنفى احمد عبيد بن دغر والتي قال فيها إن هادي سيعلن عفواً عاماً وشاملاً عن كل تعاون سابق مع الحوثيين و”فتح صفحة جديدة من العلاقات الأخوية” في جبهة وطنية ضد الحوثيين، وهي دعوة مبطنة للقيادات في حزب المؤتمر إلى الخروج من صنعاء والانضمام للشرعية وإعلان موقف من أنصار الله ولولا الحس الأمني واليقظة لدى الأمن واللجان الشعبية في صنعاء ومحيطها وتمكنهم من اللحاق بموكب صالح والقضاء عليه قبل هربه لكان ذلك حدث بالفعل ولكانت جلسة مجلس الأمن الثلاثاء قد خرجت بموقف مغاير تماماً لما تم إعلانه فبعد سقوط مؤامرة السعودية والإمارات ونجاح أنصار الله والأجهزة الأمنية والجيش في إفشالها وإسقاط ورقة صالح تغيرت المعادلة تماماً.
غير أن ما يدركه المجتمع الدولي اليوم لا تريد حكومة المنفى أو بالأحرى أبوظبي والرياض تقبّله بسهولة إذ لا زالت تحرض حتى هذه اللحظة على اعتبار ما قامت به الأجهزة الأمنية والتي استهدفت موكب صالح حتى قُتل أثناء هروبه إلى مأرب، تعتبرها عملية اغتيال وأنها دليل على أن جماعة أنصار الله لا يمكن أن تتعايش مع أحد وهو ما يحاولون اليوم تكريسه في وسائلهم الإعلامية وبثه في المجتمع عبر الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم ذلك فإن أنصار الله لا يعيرون ما يحاول إعلام التحالف نشره أي اهتمام فهم يدركون ويقدرون حجم الصفعة التي وجهوها لكل من محمد بن سلمان ومحمد بن زايد والولايات المتحدة وإسرائيل وهذا ما سيجعل هذه الدول تخضع رغم عن عنها لوقف الحرب ورفع الحصار وإلا فالصاروخ الثاني إلى أبوظبي جاهز للإطلاق.