باعوم لـ”المساء برس”: السعودية والإمارات تحتلان اليمن وعليهما الخروج
المساء برس – خاص| طالب المؤتمر العام الثاني “للمجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال جنوب اليمن” السعودية والإمارات بسحب قواتهما من أراضي جنوب اليمن، محملا “دول الاحتلال” تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في جنوب اليمن.
ووصف بيان صادر عن المؤتمر الذي انعقد في مدينة عدن جنوب اليمن دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات بأنها دول تحتل جنوب اليمن وعليها الخروج وسحب قواتها كافة من كل الأراضي اليمنية.
ودعا المجلس الذي يتزعمه القيادي الجنوبي حسن باعوم وحضره مندوبون من كافة المحافظات الجنوبية – إلى “احترام حق الشعب وسيادته ووقف الحرب”، مؤكدا حقه في التعامل مع “الاحتلال بكافة الطرق والوسائل المشروعة، في الزمان والمكان المناسبين وفقا لمصالحنا الوطنية”.
وقد ألقى باعوم خلال المؤتمر كلمة نقلت عبر الأقمار الصناعية، لكونه مقيم خارج اليمن، وباعوم هو أحد أبرز القيادات السياسية الجنوبية وهو من المؤسسين الأوائل للحراك الجنوبي وقد سجن في صنعاء بسبب معارضته لنظام الرئيس السابق صالح وحالياً يقيم خارج اليمن.
وأكد البيان للجنوبيين التعامل مع التحالف كمحتل للأراضي اليمنية، مضيفاً أن قوات الرياض وأبوظبي تحتلان البلاد وأن على هذه القوات الرحيل.
وفي تصريح خاص قال القيادي في الحراك الجنوبي فادي باعوم إن السياسة الفعلية للإمارات أسهمت في استنزاف المجتمع اليمني في حروب داخلية.
وقال فادي باعوم وهو رئيس الحركة الشبابية والطلابية في الحراك اليمني الجنوبي في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن المؤتمر الذي عقد السبت هو استحقاق جنوبي، وأن “هذا المؤتمر هو عبارة عن ترجمة لما يقوله الشارع”، مضيفاً أن الجنوبيين يرون “أن الجنوب يرزح تحت الاحتلال”.
وأكد القيادي الجنوبي باعوم أن عقد المؤتمر في هذا التوقيت هو إعادة تصحيح “لمسار الثورة الجنوبية بعد أن حاول البعض حرفها”، مؤكداً أيضاً أن الحراك الجنوبي “ليس مرتزقاً مع أحد” وأنه مع القضية الجنوبية، مشيراً إلى أن “عداوتنا مع من ينتقص حقنا وعداوتنا مع من يحاول تجيير الحراك الثوري الجنوبي لمصالح معينة بعيدة عن هدف الشعب الجنوبي” في إشارة إلى الدور الإماراتي اليوم جنوب اليمن.
وقال باعوم إن محاولة تفكيك اليمن ليس في مصلحة الإمارات ولا السعودية، وأن على الإمارات ألا تنسى أنها بمعية السعودية يتحدثان في كل مناسبة ويؤكدان على واحدية الأراضي اليمنية، لافتاً أن الإمارات هدفها في الجنوب “السيطرة على النفط والموانئ والسواحل والجزر اليمنية، فهي تريد مصالحها فقط ولا تبحث عن مصلحة الجنوب اليمني ولا تلقي بالاً لقضيته”.
وأضاف القيادي الجنوبي باعوم إن الإمارات والسعودية لا يريدون أن يكونوا حلفاء فقط، بل يريدون أن يكون اليمنيون أدواتاً وتابعين لهم فقط، مضيفاً: “يريدوننا أدوات وتابعين لهم، هناك امتهان لكرامة الشخص الذي يتعامل مع هذه الدول، وأنا لا أظن أن أي شخص سيتعامل مع هذه الدول يمكنه الحفاظ على كرامة الشعب الجنوبي، ليس هناك قرار لأي شخص في الجنوب من الموالين للسعودية والإمارات هم مجرد تابعين” في إشارة منه إلى القيادات الجنوبية الحليفة للإمارات على رأسها عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك.
وعاد باعوم إلى التأكيد على طبيعة التعامل الإماراتي مع أبناء المحافظات الجنوبية قائلاً: “هناك عدم احترام من قبل الإماراتيين للشعب الجنوبي، عدم احترام لتضحياتهم وعدم احترام لقياداته زعدم احترام لكل الشعب الجنوبي، وينظرون إلينا بنظرة دونية وكأننا تابعين لهم، هناك احتلال إماراتي علني للجنوب، ما يحدث في الجنوب اليمني هو انعكاس للحرب الضالمة التي تشن على اليمن جنودنا ومواطنونا الجنوبيون يقتلون في البقع والحدود السعودية دفاعاً عن أراضي السعودية”، متسائلاً: “بأي ذنب يقتل هؤلاء وبأي ذنب يتم الزج بهم في معارك ليس لهم أي علاقة بها؟”.
وبالنظر إلى المكونات الجنوبية الكبيرة المناهضة للإمارات والمؤثرة على الساحة الجنوبية والمؤسسة للحراك الجنوبي منذ عهد نظام الرئيس السابق صالح، يرى مراقبون جنوبيون أن دعم الإمارات للمجلس الانتقالي تجاهل تنوع مكونات وقوى المنطقة.
كما يعتبرون توصيف البيان الصادر عن المؤتمر لدول التحالف بالاحتلال هو “أمر واقع فعلاً”، مبررين ذلك بأن “ما يشاهده اليوم أي شخص فيما يحدث في الجنوب هو أن هناك احتلال علني للجنوب من قبل الإمارات والسعودية”.
من جهتهم علّق ناشطون سياسيون جنوبيون على التطورات في المشهد الجنوبي أنه نتاج لدور الإمارات التي “تعمل بشكل واضح على فك ارتباط المناطق الجنوبية وإيجاد حكومة مستقلة موالية لها وأنها بدأت بتحقيق وتهيئة الأوضاع لذلك من خلال إنشاء المجلس الانتقالي والسيطرة على الفضاء العقائدي وإنشاء تشكيلات الأحزمة الأمنية والنخبة الشبوانية والحضرمية خدمة لها ولمشروعها، وأنها تريد السيطرة على الموانئ ومنابع النفط وجزيرة سقطرى” وفقاً لما رصده “المساء برس” من صفحات الناشطين السياسيين الجنوبيين.
وفي السياق ذهب البعض إلى قراءة التطورات الأخيرة في الجنوب أنها “دليل على وجود تحولات خليجية فيما يخص اليمن”، مرجحين وجود “توجهات لاحتواء مبادرة وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري والذهاب نحو تطبيقها وهذا ما يشير إليه لقاء محمد بن سلمان مع قيادة الإصلاح”.