التحالف يحكم بالإعدام على الشعب اليمني

المساء برس – تقرير خاص| باتت اليمن قاب قوسين أو أدنى من المجاعة إذا ما استمر اغلاق المنافذ اليمنية والحصار المفروض من قبل التحالف بقيادة السعودية على اليمنيين، هكذا حذرت منظمات إنسانية دولية جراء اغلاق التحالف السعودي المنافذ اليمنية أمام الشعب اليمني.

“اليونسيف: مخزونات الدواء ستنفذ خلال نهاية الشهر إذا لم يفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء”

ودقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف” ناقوس الخطر حول الوضع الإنساني في اليمن بعد تشديد الحصار عليه من قبل التحالف وإغلاق كافة منافذ البلد البرية والبحرية والجوية.

وأكدت مندوبة اليونيسيف في اليمن “ميريتسيل ريلانو ” إن مخزونات اللقاح ستنفد خلال شهر إذا لم يسمح التحالف العسكري بقيادة السعودية بدخول مساعدات عبر ميناء الحديدة ومطار صنعاء.

ولفتت “ريلانو” أن مخزون الوقود سيكفي حتى نهاية هذا الشهر فقط منوهة إلى أن أسعار الوقود زادت 60% بسبب نقصها، وإن هناك قلقا بالغا من تفشي الدفتريا ومن نقص الغذاء بسبب إغلاق الميناء.

“مستشار المجلس النرويجي للاجئين: السعودية حكمت بالإعدام على الشعب اليمني”

وفي السياق ذاته صرح مستشار المجلس النرويجي للاجئين لشؤون الشرق الاوسط “كارل شمبري” أن “السعودية تحكم بالإعدام على الشعب اليمني من خلال إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية ومنع وصول المساعدات الانسانية.

وقال “شمبري” في مقابلة له على قناة الجزيرة ورصدها “المساء برس” أن إغلاق المنافذ من قبل التحالف السعودي له تأثيرات كارثية على المدنيين اليمنيين، “كما يؤثر أيضاً على مساعداتنا وخدماتنا التي نقدمها لهم ولدينا أشخاص خارج اليمن من الذين يدخلون اليمن لإدخال المساعدات وتجهيزاتنا وموادنا بدأت تنفذ بما في ذلك الوقود المتوفر لدينا بدأ ينفذ”.

ولفت “كارل شمبري” إلى أن “الأهم من ذلك في الوقت الحالي هو التجهزيات الطبية وسمعنا من منظمة الصحة العالمية بأن الحزم الضرورية لحالات الجراحة أوشكت على الانتهاء ولم تبقى سوى ما يكفي لإجراء 2000 عملية جراحية لكل اليمنيين وبالتالي هناك حاجة ضرورية لهذه المواد الجراحية”، مشيراً أنه في الوقت الحالي وإضافة إلى ما سبق “ارتفعت أسعار الوقود ووصلت في بعض المناطق نسبة الزيادة إلى 120% بسبب إغلاق المنافذ وعدم السماح بدخول المستوردات التجارية”.

وعن دور المنظمات تجاه الوضع الانساني الذي تفرضه السعودية على اليمنيين قال “كارل شمبري” إنه من الصعب جداً “أن نقوم بدورنا في ظل هذه الظروف وعلينا أن نقوم بمناشدة جميع الأطراف لكي نستطيع أن نحصل على إمكانية وصول عمالنا الإنسانييين لكل أنحاء اليمن وأن يفتحوا لنا الموانئ”، مجدداً التأكيد على أنه “لا بد من رفع هذا الحصار نحن لا نستطيع أن نجبر أنفسنا على العمل في مناطق يتم منعنا من الوصول إليها”.

وأضاف “كارل شمبري”: “حتى التجهيزات التجاية لا يمكن إنقاذ اليمن فقط عن طريق المواد الإنسانية فاليمن يعتمد على 80% من الاستيراد التجاري وبالتالي فإن اغلاق المنافذ هو بمثابة حكم بالإعدام على اليمنيين كلهم في ظل هذه الحرب التي يفرضها التحالف السعودي”.

وفي وقت سابق كان مدير منظمة أوكسفام في اليمن” شين ستيفنسون” قد قال إن اليمن يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، لافتاً إلى وجود “أكثر من 21 مليون مواطن يمني في حاجة ماسة للمساعدة”.

وأكد “ستيفنسون” أن من “الحتمي” ألا تتأخر المعونة أو “تُعرقل ساعة واحدة أخرى”، وذلك لـ”منع المزيد من ضياع ومعاناة الملايين من الأرواح”.

وأضاف أنه يتعين على التحالف بقيادة السعودية “الإيضاح بصورة عاجلة” للتدابير التي اتخذها لرفع الحصار، وضمان ألا تتأثر عمليات إيصال المعونة والعمليات الإنسانية بأي شكل من الأشكال لأن “اليمن قاب قوسين أو أدنى من مجاعة”.

على صعيد متصل، قالت دينا المأمون – مديرة السياسات والمناصرة لدى “أوكسفام” في اليمن، إن الوضع هناك حالياً “كارثي جداً”، وازداد سوءاً عمّا كان عليه قبل إغلاق التحالف للمنافذ الاثنين الماضي “رداً على إطلاق الحوثيين صاروخاً بالستياً على الرياض”.

وتحدثت المسؤولة في أوكسفام في تصريحات تلفزيونية عن مظاهر المعاناة التي يعانيها اليمنيون والارتباك في صفوفهم، مشيرة إلى أنهم يصطفون في طوابير طويلة جدا للحصول على الوقود الذي ارتفع سعره أضعافاً، داعية إلى تسهيل حركة عمال الإغاثة لتخفيف المعاناة.


من جهته طرح مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية على مجلس الأمن طلباً بإعادة فتح المنافذ فوراً واتخاذ خمس خطوات يجب على التحالف الالتزام بها.

وقال لوكوك في مؤتمر صحفي بعد إجراء اجتماع مغلق لمندوبي مجلس الأمن بعد إعلان التحالف إغلاق المنافذ بيوم واحد، قال “إن عدم رفع إغلاق المعابر اليمنية والمفروض من التحالف بقيادة السعودية سيؤدي إلى حدوث مجاعة في اليمن”، واضعاً 5 نقاط ضرورية طالب مجلس الأمن بتنفيذها فوراً، وسردها كالتالي:

أولا: الاستئناف الفوري للخدمات الجوية للأمم المتحدة وشركائها في مجال العمل الإنساني في صنعاء وعدن.

ثانيا: التأكيد الواضح والفوري على عدم تعطيل هذه الخدمات الجوية.

ثالثا: الاتفاق الفوري على وجود سفينة برنامج الأغذية العالمي قبالة عدن، وتأكيد عدم عرقلة المهمة التي تقوم بها.

رابعا: الاستئناف الفوري للوصول الإنساني والتجاري لجميع الموانئ البحرية وخاصة للغذاء والوقود والدواء وغير ذلك من الإمدادات الأساسية.

خامسا: تراجع التدخل بتأخير أو منع السفن التي خضعت للتفتيش من قبل آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش، والسماح لتلك السفن بمواصلة طريقها إلى الميناء في اليمن بأسرع شكل ممكن.

الولايات المتحدة ورغم دعمها القوي للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات ضد اليمن إلا أنها وقفت أمام المستجدات الأخيرة برفضها بشكل غير مباشر، إذ حثت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية “هيذر نويرت” التحالف السعودي على فتح الموانئ اليمنية لإدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات.

وأضافت نويرت: “اليمن مصدر قلق، فالوضع هناك قد يتطور إلى مجاعة. نحن قريبون من ذلك، والأمن الغذائي منعدم بشكل كبير الآن. بعض الناس يصف الوضع هناك بأنه أكبر أزمة إنسانية”.

قد يعجبك ايضا