عسيلان ورقة المساومة التي يستخدمها الإصلاح ضد خصومه
المساء برس – تقرير خاص/ أصدرت هيئة رئاسة ما يعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتياً بياناً بشأن التطورات العسكرية في محافظة شبوة وما نتج عنها من سيطرة قوات صنعاء على بعض المواقع العسكرية في جبهة عسيلان، واصفت رئاسة المجلس بأن ما حدث مؤامرة دنيئة.
وقال البيان الذي حصل “المساء برس” على نسخة منه إن “ما جرى يوم امس في جبهة “عسيلان” بمحافظة شبوة من مؤامرة مفضوحة ادت إلى تقدم مليشيات الحوثي الغازية بمعية قوات حليفهم المخلوع، نتيجة لامعان جهات في المنطقة العسكرية الثالثة في محاصرة أبطال المقاومة الجنوبية وقوات اللواء 19 مشاه المرابطة هناك”.
وأدان البيان ما وصفها بـ”المؤامرة الدنيئة” محملاً مسؤولية “العبث بملف بيحان” لقيادة المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب و”لحكومة أحمد بن دغر”، مضيفاً “هذا العبث هو الذي ما زال يستنزف أرواح شباب المقاومة وسكينة المجتمع، دون أي انتصار يُذكر في ظل الفساد المالي والإداري الكبير الذي يشوب المنطقة الثالثة”.
وأيد البيان ما وصفها بـ”مطالب أبناء محافظة شبوة بضم القوات في المحافظة وكافة المعسكرات والمحاور إلى المنطقة العسكرية الثانية بحضرموت او المنطقة العسكرية الرابعة بالعاصمة عدن”.
وكانت قوات صنعاء الموالية لجماعة أنصار الله قد سيطرت، فجر الإثنين، على موقعين للقوات الموالية لهادي في محافظة شبوة، في غضون ساعات قليلة بالتزامن مع حراك شهدته محافظة مأرب بين الموالين للإمارات وحزب الإصلاح المسيطر على المحافظة والمستحوذة على نسبة كبيرة من المناصب في حكومة هادي المدنية والعسكرية.
ورغم عدم إعلان “أنصار الله” سيطرتهم على مواقع هامة في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة والتي تدور فيها معارك عنيفة منذ قرابة شهرين، إلا أن مسؤولين فيما يعرف بـ”المقاومة الشعبية” الموالية للمجلس الانتقالي أعلنوا سقوط موقعي العكدة جنوب شرق المدينة وموقع المحكمة، وهي منطقة يوجد فيها مبنى محكمة عسيلان، مضيفين أن السيطرة جاءت بعد أن إخلاء قوات هادي لمواقعها لأسباب “غير معروفة”.
وتسيطر قوات صنعاء على مديريات بيحان وعسيلان وعين غرب محافظة شبوة وتدور المعارك حالياً بعض المناطق في مديرية عسيلان وتحديداً في محيط اللواء 19 مشاه الذي شكله أحد القادة العسكريين الجنوبيين الذين تم تسريحهم من الخدمة العسكرية عقب حرب صيف 94م وهو العميد مسفر الحارثي، وهذا الأخير هو أحد أبناء قبيلة بلحارث إحدى القبائل الكبيرة في محافظة شبوة.
وقالت مصادر لـ”المساء برس” أن قوات اللواء 19 مشاه تم تشكيلها من أبناء القبائل الموالية للحارثي ولا تخضع لقيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب ولا لأي منطقة عسكرية كون تشكيلها لم يتم وفق توجيهات عسكرية من رئاسة الأركان التابعة لحكومة هادي.
وأضافت المصادر أن نافذين عسكريين في حزب الإصلاح كانوا يريدون تشكيل القيادة العسكرية للواء 19 مشاه من شخصيات موالية أو تابعة لحزب الإصلاح وهو ما رفضه مسفر الحارثي الذي قاد المعارك ضد قوات صنعاء بشكل فردي وبعتاد عسكري بسيط مستفيداً من رجال القبائل الموالية له والتي تنتمي لنفس المنطقة.
وسبق أن أرسل الإصلاح قوات عسكرية إلى عسيلان بهدف القتال إلى جانب قوات الحارثي، وتلى ذلك أن قدم الإصلاح عرضاً للحارثي بضم لوائه إلى المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب غير أن الأخير رفض ذلك كون الهدف الحقيقي من ضم اللواء هو إفراغه من قواته والسيطرة عليه من قبل الإصلاح، الأمر الذي دفع به إلى المطالبة بضمه إلى المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت أو المنطقة العسكرية الرابعة في عدن.
وتعتبر جبهة عسيلان حالياً ورقة مساومة يضغط بها الإصلاح على الإمارات وحلفائها في الجنوب في حال تم استهدافه في مأرب أو تعز، أو مواصلة تمدد المليشيات التابعة للقوات الإماراتية على حساب القوات التابعة لهادي.
إلى ذلك اتهم الباحث الإماراتي المعروف خالد القاسمي، حزب الإصلاح بتسليم مواقع في بيحان ضمنها اللواء 19 بهدف الانتقام من الجنوبيين، وقال القاسمي في تغريدة رصدها “المساء برس” على حسابه في موقع تويتر “حزب الإصلاح في جبهة بيحان ينتقم من الجنوبيين ويسلم مواقعه للحوثيين، وأنباء عن سقوط اللواء 19 بالكامل، وهذا دليل واضح على التحالف الحوثي الإخواني”.
اشترك بقناة التليجرام ليصلك كل جديد