الإصلاح يوجه نداءً هاماً لكافة أعضائه قبل سقوط مأرب بيد الإمارات
المساء برس – تقرير خاص/ نشر رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي نداءً هاماً لكافة أعضاء الحزب، قال فيه إنه ليس أمام الحزب من خيار آخر، وأنه ليس مستعداً أن يفترش قارعة الطريق.
وقال اليدومي في خطابه الذي نشره على صفحته بالفيس بوك ورصده “المساء برس” إن الحزب على يقين تام بالمؤامرات التي تحاك ضده، ويعرف “مستوى الدنائة التي يحيكون بها خزعبلات ترهاتهم”، مضيفاً أن الواجب الذي يحمله الحزب “يلزمنا أن نستمر في مد أيادي العطاء والبذل لكل من يريد أن يشارك معنا قيم العدل والعزة ورفعة الوطن”.
وقال اليدومي “إن علينا أن نمضي بهمة نحو العلياء لنكون من صنَّاع التاريخ .. ولا خيار لنا غير ذلك.. لأننا لسنا على استعداد أن نفترش قارعة الطريق..!”.
“المساء برس” يعيد نشر خطاب اليدومي كما ورد:
“أيـها الإصلاحيون والإصلاحيات …
نحن على يقين تام أنه لن يهولنّكُم حجم الكيد لكم، ولا مستوى الدنائة التي يحيكون بها خزعبلات ترهاتهم ..!
إنهم مجرد مسوخ في خيانتهم لوطنهم .. مسوخ في طغيانهم وعنجهيتهم ..
مسوخ في عبوديتهم للذين يمرغون أنوفهم في وحل العمالة ومستنقع الهوان ..
صبركـم كافٍ لزوال غطرستهم التي سخرت منها عيون وأسماع كل حرٍّ شريف ..!
لقد أجمعوا عليكم بغثائيتهم، فما زادوا أنفسهم الاَّ خبالاً، ومازادوكم الاَّ ثقة بأنفسكم ليقينكم أن مصيركم لا يتحكم به الاَّ الواحد القهار ..!
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتقاطرون فيها عليكم بمكرهم وغدرهم وخسة وحشيتهم وعواء صراخهم ..!
لقد جمعوا خبال أمرهم _ أكثر من مرة _ حتى ظن الواهمون ظن السَّوء أنهم لن يروا الا تراب نعالكم، فإذا بهم يفاجئوا بصلابة مواقفكم، وعزَّة خطوكم، وشموخ أنوفكم، وإصراركم على المضي في طريق الحق مهما كانت تكاليف هذا الطريق ومهما كانت العوائق والمصدات ..!
لقد أثبتم _ دائما _ أنكم لن تَهنُوا أمام تغوّل إجرامهم، وبهلوانية سيركهم، ولن تركعوا الاَّ لمن بيده مقاليد السموات والأرض، ولن يكون لكم مطمعٌ الاَّ رضى الله سبحانه وتعالى ..!
أيها الإصلاحيون والإصلاحيات ..
إن علينا الإستمرار في تسوية الصف، وتمتين عُرى الأخوة في الله، وسـد الخلل إن ظهر شيء منه، وأن يسد كل منا ثغرته التي استؤمن عليها..!
إن واجب الحق الذي نحمله، والوطن الذي نحيا في ظلاله، والشعب الذي نحبه ونهيم به، يُلزمنا أن نستمر في مد أيادي العطاء والبذل لكل من يريد أن يتشارك معنا قيم العدل والعزة ورفعة الوطن ..!
إن معركتنا الحقيقية يجب أن تنصَبّ في بناء حاضرٍ مُشرِّف، ومستقبل نبني مداميك عظمة حضارته من الآن ..!
إن علينا أن نمضي بهمة نحو العلياء لنكون من صنَّاع التاريخ .. ولا خيار لنا غير ذلك ..
لأننا لسنا على استعداد أن نفترش قارعة الطريق ..!”
ويأتي هذا الخطاب بعد ساعات من الأحداث التي شهدتها محافظة مأرب من مظاهرات أدت لمقتل وجرح عدد من أبناء المحافظة من الموالين للإمارات.
وتعتبر محافظة مأرب حالياً معقل الإصلاح الرئيسي حيث تأوي قرابة 90% من كوادره وقياداته البارزين، وباتت المحافظة التي يستقر فيه الحزب وقياداته بعد مغادرتهم المناطق التي تسيطر عليها حكومة الإنقاذ التابعة لجماعة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، وتحالف الحزب مع دول التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن.
وسبق أن كشفت مصادر خاصة في محافظة مأرب لـ”المساء برس” أن الإمارات تسعى حالياً للانقضاض على محافظة مأرب بأكملها والسيطرة عليها وفرض قوات محلية يتم تسليحها وتوزيعها على مختلف مديريات المحافظة على غرار ما حدث في حضرموت وشبوة وبقية المحافظات الجنوبية.
ونشر الموقع يوم أمس تقريراً كشفت فيه مصادر مقربة من قيادات في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري تنتمي لمحافظة مأرب أن الضباط الإماراتيين المتواجدين في معسكر تداوين بالمحافظة على اتصال مباشر بهذه القيادات وبمشائخ قبلية أخرى بهدف التهيئة لإنشاء قوات “النخبة المأربية” على غرار القوات التي تم إنشاؤها في الجنوب كـ”النخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية” وقوات الحزام الأمني في عدن وأبين والتي تخضع لقيادة القوات الإماراتية في عدن وتتتحرك بموجب توجيهاتها، كما أنها تتلقى الدعم المالي من الإمارات مباشرة.
وأشارت المصادر أن الإمارات اتفقت مع قيادات في التنظيم الناصري في محافظة مأرب وتعز لشن حملة إعلامية على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي تنادي بالقضاء على الفساد الحاصل في المعسكرات التي تديرها رئاسة الأركان اليمنية الموالية للتحالف والفساد في شركة النفط بالمحافظة وإقالة الفاسدين في حكومة هادي من المناصب المدنية والعسكرية.
مصادر موثوقة تحدثت لـ”المساء برس” عن أن العديد من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي من أبناء مأرب وممن ينتمون للتنظيم الناصري والقبليين الموالين للإمارات بدأوا بحملة منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بثورة ضد الفساد في مأرب واقتلاع الفاسدين.
وأكدت المصادر أن معظم من يديرون الحملة في مواقع التواصل الاجتماعي ورغم انتمائهم لمحافظة مأرب إلا أنهم لا يتواجدون فيها ويديرون الحملة من خارجها، مضيفة أن عدداً من القيادات في التنظيم الناصري من أبناء مأرب ومحافظات أخرى يعملون ليل نهار على هذه الحملة من داخل العاصمة السعودية الرياض بعد أن انتقلوا إليها قبل أسابيع.
ورصد “المساء برس” عدداً من هذه المنشورات التي احتوى بعضها على المطالبة علناً بضرورة تشكيل قوات “النخبة المأربية” للحفاظ على الأمن والاستقرار، فيما احتوت منشورات أخرى على المظالم التي يتعرض لها أبناء محافظة مأرب وإقصائهم من المناصب القيادية في القطاعين المدني والعسكري، وتطرقت بعض المنشورات إلى الحديث عن أن ثروات مأرب يتم نهبها من “الزيود الشماليين” ويتم تقاسمها فيما بينهم مع المتنفذين من حزب الإصلاح في المحافظة وأن ثروات المحافظة تذهب لغير أبنائها، بالإضافة إلى أنه يتم الحديث أيضاً عن ضرورة تصحيح الأوضاع وتعديل المسار واستعادة الحق لأهله.
ويرى مراقبون أن الأمور في مأرب تتجه نحو العنف والصراع المسلح الدامي نظراً لثقل حزب الإصلاح في محافظة مأرب الذي تعتبر خسارته لمأرب خسارة فادحة، فالمحافظة الغنية بالنفط والغاز تمثل بالنسبة له الوجود الفعلي للحزب واجتثاث الإصلاح من هذه المحافظة يعني اجتثاث وجود لحزب الإصلاح تماماً حيث تعتبر محافظة مأرب آخر معقل له ولقياداته التي اتخذت من المحافظة مقراً رئيسياً لها وبات ما يقارب الـ90% من حزب الإصلاح وكوادره وقياداته يمتلكون بيوت وأراضي وفلل تم بناؤها خلال العامين والنصف الماضيين منذ اندلاع الحرب وحتى اليوم.