حمام الدم في مأرب يبدأ بقتيلين “الإمارات والطريق لاجتثاث الإصلاح”
المساء برس – خاص/ قتل شخصان وأصيب أربعة أخرون في اشتباكات اندلعت صباح يوم في محيط مقر مبنى محافظة مأرب بين محتجين يطالبون بتغيير مدير أمن المحافظة الجديد وبين القوات الأمنية الموالية لحزب الاصلاح.
وبحسب مصادر أمنية في المحافظة فإن مسلحين شاركوا في الاحتجاجات وحاصروا مقر مبنى المحافظة قبل ان تندلع الاشتباكات، التي أدت إلى مقتل شخصين أحدهم من المحتجين والآخر من قوات الأمن وإصابة ستة أخرين من الطرفين.
وطالب المحتجون في الوقفة الاحتجاجية بتغيير مدير أمن مأرب عبدالملك المداني بحجة انتمائه الهاشمي وتعيين آخر من أبناء المحافظة.
وأكدت مصادر خاصة أن القوات الموالية للإصلاح نصبت حواجز ونقاط لمنع المواطنين من أبناء مأرب من دخول المدينة من بينهم أهالي القتلى في الاحتجاجات، مشيرة إلى أن أبناء القبائل تتوافد إلى محيط مدينة مأرب وأن الأوضاع متوترة للغاية وحالة استنفار لدى كل من القبائل وقوات الأمن التي قتل منها الحارس الشخصي لقائد الأمن المركزي، لافتة إلى أن المسؤولين في مأرب يحمل كل منهم الآخر مسؤولية ما حدث صباح اليوم.
وكانت مصادر خاصة لـ”المساء برس” قد أكدت في وقت سابق أن مطالبة المحتجين بإقالة المداني ليست سوى ذريعة للمطالبة برحيلة القيادات العسكرية والمدنية الفاسدة والمنتمية لحزب الإصلاح واستبدالها بشخصيات تنتمي لمحافظة مأرب.
وحصل المساء برس على معلومات تفيد بأن الإمارات تقود حملة لاستئصال حزب الإصلاح من مأرب وتشكيل قوات “النخبة المأربية” تخضع في ولائها للإمارات، وأشارت المعلومات إلى أن الضباط الإماراتيين المتواجدين في معسكر تداوين بمأرب يديرون حملة ضد الإصلاح في المحافظة عبر أبناء القبائل الموالية لهم من جهة وقيادات التنظيم الناصري المتنمين للمحافظة من جهة ثانية.
من جهته عقد محافظ مأرب القيادي في الإصلاح سلطان العرادة لقاءً طارئاً واستثنائياً باللجنة الأمنية موجهاً بتشكيل لجنة للتحقيق فيما وصفها بـ”حادثة الاعتداء على بوابة المحافظة”.
رئيس وزراء حكومة المنفى أحمد عبيد بن دغر أجرى اتصالاً بمحافظ مأرب سلطان العرادة وقالت مصادر صحفية إن بن دغر أدان “ما شهدته المحافظة من اعتداءات على الأجهزة الأمنية في بوابة المحافظة والذي أدى إلى مقتل جندي وجرح آخرين”، ولم يتطرق بن دغر إلى من قتل من المحتجين من أبناء القبائل.
وشدد بن دغر على “ضرورة احترام القرارات الدستورية والقانونية والقبول بالآخر وعدم انتهاج سياسات الإقصاء أوالتهميش”، مشيراً أن “الحكومة لن تسمح لأي شخص، تحت أي مسمى، بالعبث بأمن واستقرار الوطن والمواطن وارباك السكينة العامة”.
وتأتي هذه الاحتجاجات المنظمة بعد حملة قام بها ناشطون من أبناء مأرب والذين ينتمون إلى الحزب الناصري والموالين للإمارات وانتشار هاشتاج قبل أيام تحت عنوان (#مأرب_على_صفيح_ساخن) يدعوا للخروج في وقفات احتجاجية في الــ16 من اكتوبر للمطالبة برحيل مدير أمن عدن عبد الملك المداني بذريعة انتمائه الهاشمي.
وسبق للجنة الأمنية بمأرب في ساعة متأخرة من مساء أمس أن أصدرت تنبيهاً شديد اللهجة حذرت فيه عدم الخروج في أي مظاهرات أو تجمعات وعدم التجمهر في أي مكان في المحافظة.
وأضافت اللجنة التي تقودها قيادات عسكرية وأمنية تنتمي للحزب “أنها ستتعامل مع أي فوضى او تجمهر بكل حزم وقوة وأن أمن واستقرار المحافظة خط أحمر لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزه ومن له قضية يريد طرحها فان ابواب قيادة السلطة المحلية و المسئولين جميعاً مفتوحه على مصراعيها لإستقبالهم و سماع ما لديهم”.
وتتجه الأمور في مأرب نحو العنف والصراع المسلح الدامي نظراً لثقل حزب الإصلاح في محافظة مأرب الذي تعتبر خسارته لمأرب خسارة فادحة، فالمحافظة الغنية بالنفط والغاز تمثل بالنسبة له الوجود الفعلي للحزب واجتثاث الإصلاح من هذه المحافظة يعني اجتثاث وجود لحزب الإصلاح تماماً حيث تعتبر محافظة مأرب آخر معقل له ولقياداته التي اتخذت من المحافظة مقراً رئيسياً لها وبات ما يقارب الـ90% من حزب الإصلاح وكوادره وقياداته يمتلكون بيوت وأراضي وفلل تم بناؤها خلال العامين والنصف الماضيين منذ اندلاع الحرب وحتى اليوم.
اشترك بقناة التليجرام ليصلك كل جديد
للاطلاع على تفاصيل أوسع وخلفيات نشوء الصراع في مأرب بين حلفاء الإمارات ومليشيا الإصلاح إقرأ التقرير التالي
https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2017/10/16/%d9%85%d8%a3%d8%b1%d8%a8-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b5%d9%81%d9%8a%d8%ad-%d8%b3%d8%a7%d8%ae%d9%86-%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a8%d8%a7%d9%8b-%d8%aa%d8%b3%d9%82%d8%b7-%d8%a8%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5/