النفوذ في تعز.. آخر التطورات في الصراع الإصلاحي الإماراتي هناك

المساء برس – تقرير خاص/ قبل أيام واستباقاً لأي دور للإمارات ومرتزقتها من كتائب أبي العباس في تعز قام الإصلاح بجمع مليشياته المسلحة التي كانت تحمل مسميات وفصائل عدة وتتوزع على مختلف شوارع وأحياء مدينة تعز وتم تجنيدهم في قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً).

وفي حفل التخرج الذي حضره نائب رئيس الوزراء في حكومة المنفى الموالية للسعودية “عبدالعزيز جباري”، صرح هو ومسؤولو هادي يوم تخرج هذه الدفعات أنه سيتم توزيعها على مختلف مديريات محافظة تعز كي تتولى مهامها الأمنية، وقد حاول عبدالعزيز جباري أن يتعمد التأكيد على أن هذه القوات هي قوات حكومية رسمية، وكان ذلك بمثابة رسالة ضمنية لـ”أبي العباس” وكتائبه بعدم التصادم المسلح مع هذه القوات.

يضاف إلى ذلك تصريح العميد جميل القدسي قائد القوات الخاصة بتعز في كلمة ألقاها أثناء الحفل ذاته حيث قال: “إن هذه الوحدات أنشأت لأول مره من أبناء تعز، بعد حدوث الانقلاب، فأتت هذه الوحدات بتوجيه من الرئيس هادي، وهي عبارة عن وحدات نوعية قتالية جاهزة لتنفيذ مهامها على أكمل وجه”.

وكان رئيس عمليات القوات الخاصة في تعز العقيد هشام الأصبحي قال أثناء الاحتفال “إن هذه الوحدات ستقوم بالانتشار كمرحلة أولى في المديريات المحررة، وفق خطة أمنية مدروسة، لاستتباب الأمن في مدينة تعز”، مضيفاً: “إن القوات الخاصة سوف تتسلم عدد من المباني والمنشئات لمؤسسات الدولة لحمايتها وفقاً لتوجيهات نائب رئيس الوزراء عبدالعزيز جباري، وبالاتفاق مع القيادات العسكرية”.

وفي نفس اليوم الذي تم فيه تخريج هذه الدفعة تم اغتيال أحد أبرز القيادات التابعة لأبي العباس “معاذ نعمان” الذي يتمركز نفوذه في قلعة القاهرة ومحيطها، وكانت توقعات “المساء برس” أن تعز ستكون بانتظار حمام دم في المدينة حيث كان مقتل “معاذ نعمان” بمثابة شرارة الإعلان لأن يبدأ الإصلاح بالانتقام من كتائب أبي العباس التي تقف خلف عمليات اغتيال عشرات المنتمين للحزب من المقاتلين في مختلف جبهات تعز.

وقد تزامن كل ذلك مع عودة حزب الإصلاح للعمل السياسي في عدن.. ويبدو أن الإصلاح غير مسموح له التواجد في أي مكان لا في عدن ولا في تعز.. في عدن تم اقتحام مقره وإغلاقه ومن ثم إحراقه بالتزامن مع اعتقال عدد من قياداته واليوم تم قتل ثلاثة من أعضاء الحزب، ولا يزال الحزب ملاحق حتى ساعة كتابة هذا التقرير في مختلف أحياء عدن.

وبالعودة إلى صراع الإصلاح والإمارات في تعز، فإن تدشين مرحلة الإنتشار الأمني الأولى في “المديريات المحررة في تعز” والتي تم إعلانها يوم حفل تخرج القوات الخاصة، قوبل ذلك بردة فعل من الإمارات التي اعتبرت ذلك بمثابة عودة الإصلاح ومسلحيه وبسط سيطرته على مناطق نفوذ حلفاءها “ميليشيات أبو العباس” واستبدالها بعناصر إصلاحية في لباس حكومي “قوات الأمن الخاصة”.

وكرد فعل لهذه الخطوة أرسل قائد القوات الإماراتية في عدن رسالة إلى قائد محور تعز (خالد فاضل) المحسوب على الإصلاح، بعدم اتخاذ أي خطوات عسكرية أو أمنية بدون الرجوع إلى قيادة التحالف، بمعنى عدم توزيع القوات الأمنية التي تخرجت وإبقاء الوضع كما هو “أي تحت سيطرة كتائب أبي العباس”.

وكشفت قناة الجزيرة القطرية عن رسالة وجهها قائد القوات الإماراتية المشاركة في التحالف أو ما يعرف بـ”قائد قوات الواجب المشتركة” أحمد علي البلوشي رسالة إلى خالد فاضل يطلب فيها “الالتزام بتعليمات التحالف العربي وعدم القيام بأي إجراءات أمنية في المحافظة إلا بالتنسيق مع قيادة التحالف”، وطلب البلوشي أيضاً وقف التحركات الميدانية والعسكرية التي أشرف عليها الوفد الحكومي الموالي للتحالف أثناء زيارته لمدينة تعز برئاسة عبدالعزيز جباري.

كما منعت توجيهات القائد الاماراتي “البلوشي” تغيير أو سحب أي نقاط أمنية من قبل أي قوة “إلا بعد أخذ الإذن من قوات التحالف العربي في عدن”.

واستمراراً للصراع الذي لا يزال “بارداً” حتى اللحظة بين الإمارات والإصلاح في تعز، فقد أفادت مصادر صحفية أن الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي استدعى وكيل محافظة تعز عارف جامل إلى الرياض، والذي يعمل لحساب الامارات حسب ما يقول مراقبون، وحسب المصادر فإن الاستدعاء أتى بناء على رفض “جامل” تسليم المواقع التي يسيطر عليها لقوات الشرطة العسكرية، المحسوب معظم قادتها على الإصلاح.

ويرى مراقبون أن السعودية تخلت عن حلفائها التقليديين “حزب الإصلاح” وتركتهم يواجهون الإمارات في تعز منفردين، مضيفين أن السعودية لا تعلن عن هذا التخلي صراحة خوفاً من أي تصعيد قد يتخذه المئات من الإصلاحيين المتواجدين في السعودية والذين باتوا مقيدي الحركة فيما بعضهم بات يخضع للإقامة الجبرية داخل الرياض.

لكن مراقبين آخرين يعتبرون أن الصراع بين الإصلاح والإمارات هو أساساً صراع بين السعودية والإمارات في إطار سباق النفوذ في تعز بين الطرفين، وأن وضع بعض الإصلاحيين تحت الإقامة الجبرية من جهة وعدم دعم الإصلاح في تعز لمواجهة تمدد مليشيا الإمارات من جهة ثانية يعتبر تخبطاً في الموقف السعودي الذي ينشغل حالياً بالمعارك التي يخوضها على حدوده الجنوبية التي عجز عن استعادتها من القوات اليمنية الموالية لحكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء، والتي تكبده كل يوم مئات الآلاف من الدولارات جراء الخسائر التي يتعرض لها في العتاد العسكري الثقيل، خلافاً للخسائر البشرية التي يعلن عنها كل يوم.

قد يعجبك ايضا