القاعدة تنتقل من أبين إلى المخا.. هل يُراد تصفية الجنوبيين المقاتلين هناك
المساء برس – تقرير خاص/ شهدت محافظة أبين انسحاباً مفاجئاً لعناصر تنظيم القاعدة من معسكراتها في المناطق الجبلية والمحفد والمديريات الوسطى في المحافظة وإحلالها بقوات ما يسمى “الحزام الامني” الذي أنشأتها القوات الاماراتية في المحافظات الجنوبية التي تسيطر عليها.
عمليات الانسحاب لعناصر تنظيم القاعدة جاءت بعد قيام قوات الحزام الامني بحملة أمنية استهدفت مواقع الإرهابيين في مديريات المنطقة الوسطة في منتصف سبتمبر المنصرم بقيادة قوات الاسناد وقوات الحزام الأمني في المحافظة واكتفت عناصر التنظيم بترك مواقعها دون أية مقاومة.
انسحاب سريع تلاه تصعيد عسكري لتنظيم القاعدة ارتفعت وتيرته لتبدأ معركته مع قوات “الحزام الامني” الموالي للإمارات في عدد من مديريات ابين، انسحاب وهروب كان هدفه الاستعداد لبدء معركة اتضحت في الساعات الاولى منها وهي حرب العبوات الناسفة والسيارات المفخخة كالمعتاد، حيث نفذ التنظيم عدة عمليات أبرزها سيارة مفخخة استهدفت موكب قائد قوات “الحزام الأمني”، عبد الرحمن الشنيني، في منطقة خنفر في مديرية الرملة في محافظة أبين أدت العملية إلى مصرع أربعة من مرافقيه وإصابته بإصابات خطيرة وجرح أخرون.
وفي مديرية مودية نفذ التنظيم الخميس الماضي عمليتين ضد قوات ” الحزام الامني” المدعومة إمارتيا، الأولى استهدفت بسيارة مفخخة طقم تابع للحزام الامني في منطقة آل مارم في مديرية مودية أدت إلى إصابات 5 من المجندين، وفي الوقت ذاته انفجرت عبوة ناسفة في نقطة لـ”الحزام الأمني” في منطقة آل مارم في المديرية ذاتها ولم يسقط إثر ذلك أي ضحايا.
وفي العودة إلى ذاكرة 2011 و2012 إبان حكم عبد ربه منصور هادي التي اختفت فيها عناصر تنظيم القاعدة في عمليات وصفت بالشكلية دون القضاء على هذه الجماعات الارهابية لتظهر في حضرموت وعدن وتعود إلى أبين من جديد بعد سيطرة القوات الاماراتية على هذه المحافظات.
وأكدت مصادر خاصة في أبين لــ”المساء برس” أن مجاميع من تنظيم القاعدة انتقلت إلى مديرية المخا في محافظة تعز للمشاركة في الجبهات إلى جانب التحالف ضد الحوثيين وصالح، مضيفة أن عناصر أخرى توجهت إلى محافظة مأرب التي يتواجد فيها عناصر القاعدة بشكل كبير ويشاركون القتال إلى جانب قوات هادي.
وعلقت المصادر على الحملة الامنية التي يقوم بها الحزام الامني المدعوم من الامارات “إن عملية الحزام الامني في أبين تشبه إلى حد كبير الحملة الامنية ضد هذه الجماعات في العامين 2011 و2012 لأنه لا يمكن أن ينسحب التنظيم وبهذا الشكل السريع دون أي مقاومة تذكر”.
وأكدت المصادر لــ”المساء برس” أن جبهات المخا باتت تحتضن العشرات من العناصر الارهابية والمتطرفة كانوا قد شاركوا في عمليات اقتحام للمؤسسات الامنية في أبين ولحج، وهذا ما أكده مدير أمن لحج “صالح السيد” في تصريحات أطلقها سابقا أكد فيها أن عناصر من تنظيم القاعدة عادت من جبهات تعز كانت تشارك إلى جانب قوات هادي في الحرب ضد الحوثيين وهي نفسها العناصر التي شاركت في عمليات هجوم طالت مقر إدارة الامن أدت إلى سقوط ضحايا.
وفي تغريدات لناشطين جنوبيين حول هروب عناصر القاعدة إلى تعز أستنكر الناشطون سماح “قوات الحزام الامني” خروج العناصر المتطرفة من أبين وتوجهها نحو جبهة المخا دون أن يتم اعتقالهم، حيث يتواجد المقاتلون من المقاومة الجنوبية التي تقاتل في صفوف التحالف ضد قوات صنعاء.
وعزا الناشطون في تغريدات لهم خطورة ذهاب عناصر القاعدة لمقاتلة “الحوثيين” إلى ان المقاتلين من المقاومة الجنوبية هم من أخرجوا هذه العناصر من أبين ولحج، مشيرين أن تواجدهم بين أفراد المقاومة الجنوبية سيمكن هذه العناصر من الغدر والانتقام من وقد سبق وأن اغتيل قيادات من المقاومة في أبين من قبل عناصر القاعدة.
وقال الناشطون في تغريداتهم أن الفوضى ستعم المدن التي ينتقل فيها عناصر القاعدة كما تمكنوا في أبين، مشيرين إلى ان تعز وعدن نموذج لما حدث ويحدث من فوضى وقتل تصفيات بين الفصائل الموالية للتحالف.