تفوق أمني واستخباري جديد لقوات حكومة الإنقاذ بصنعاء
المساء برس – تقرير خاص/ تمكنت الأجهزة الامنية التابعة لحكومة صنعاء في وقت متأخر من مساء الاثنين من إحباط عملية انتحارية في مدينة دمت بمحافظة الضالع.
المصادر الأمنية في المدينة أشارت في حديث خاص لـ”المساء برس” أن الأجهزة الأمنية “استطاعت إفشال عملية انتحارية كانت ستؤدي بمجزرة إرهابية في مدينة دمت وكان يتوقع أن يتم تنفيذ العملية في منطقة مكتظة بالمواطنين”.
وكانت وكالة سبأ الرسمية قد نشرت عن الإعلام الأمني بوزارة الداخلية التابعة لحكومة الإنقاذ تفاصيل عن الحادثة حيث قالت إن الانتحاري انفجر بالحزام الذي كان يرتديه دون وقوع أي إصابات في حين كان لا يزال هناك حزام آخر داخل السيارة التي كان يقودها الانتحاري.
وأشارت الوكالة إنه تم تفكيك الحزام الناسف الثاني، لافتة في الوقت ذاته أن إحباط العملية جاء بعد أن أبلغ مواطنون اشتبهوا بتحركات الإرهابي وأن الأجهزة الأمنية تحركت على الفور وقامت بترصده وتتبعه حتى تم إفشال العملية دون أن يسقط أي ضحايا.
ووفقاً لتقارير دولية عن اليمن فإن الأوضاع الأمنية في المناطق التي تبسط فيها قوات الجيش التابع لحكومة الإنقاذ بالتعاون مع أفراد من اللجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله وحلفائهم من المؤتمر الشعبي العام، أصبحت مستقرة واختفت منها الأعمال الإرهابية والفوضى الأمنية التي كانت تسود معظم مناطق اليمن الآهلة بالسكان.
وعلى العكس من ذلك تعيش المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة التي تقاتل في صفوف قوات التحالف وقوات الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، أوضاعاً أمنية منفلتة لم يسبق أن شهدتها مدن يمنية من قبل كما هو حاصل اليوم، وفقاً للتقارير الدولية ذاتها.
ولم تعد حكومة المنفى الموالية للرياض قادرة على التحكم في المناطق التي تقول إنها حررتها من “مليشيات الحوثي وصالح”، حسب وصفها، حيث تسيطر جماعات مسلحة غير نظامية أنشأتها دولة الإمارات وتشرف عليها وتقودها القوات الإماراتية المتواجدة جنوب اليمن وهي حالياً تشكل السلطة الفعلية في المدن الجنوبية التي انسحبت منها قوات صنعاء أو لم تصل إليها العام 2015م.
وكشفت تقارير دولية أخرى تناقلتها عدد من الوسائل الإعلامية اليمنية والعربية أن للتنظيمات الإرهابية التي تتواجد في المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة قوات التحالف، ارتباط مباشر بقيادات عسكرية موالية للتحالف، بالإضافة إلى ارتباط فصائل أخرى من هذه التنظيمات المتطرفة بالقوات الإماراتية التي أعلنت قبل نحو شهرين حملة أمنية وعسكرية على معاقل تنظيم القاعدة والمتطرفين.
ويرى مراقبون أن الهدف الحقيقي وراء الحملة الإماراتية ليس كما تم الإعلان “محاربة تنظيم القاعدة”، فوفقاً لتتبع التحركات العسكرية الإماراتية وتركز وجودها فإن أهدافاً أخرى تتعلق بالسيطرة على منابع النفط والغاز في المحافظات الجنوبية خاصة حضرموت وشبوة الغنيتين بالثروات، ويقول المراقبون إن المخطط الإماراتي بات واضحاً ولم يعد هناك مجالاً للشك في أن الإمارات انحرفت عن مسارها ودورها المطلوب في عمليات ما يعرف بـ”عاصفة الحزم” والتي تهدف لإعادة “الشرعية”.
ولم تعد حكومة هادي ولا قياداتها المدنية والعسكرية تحظى بشرعية في المناطق التي انسحبت قوات صنعاء منها كما أنها لم تحظَ باعتراف من قبل جماعة أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام في المناطق الشمالية ذات الكثافة السكانية والتي تقع حالياً تحت سلطة أنصار الله وحلفائهم من المؤتمر.
وقد استطاعت سلطة الأمر الواقع التي شكلها أنصار الله والمؤتمر والمتمثلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني، استطاعت بسط سيطرتها الأمنية وتصفية الجماعات المتطرفة والكشف عن عشرات الخلايا الإرهابية التي كانت متواجدة داخل المحافظات الواقعة تحت سيطرة “الإنقاذ الوطني”.