حلفاء الإمارات يتمددون في أبين والطائرة السعودية سقطت بفعل متعمّد
المساء برس – تقرير خاص/ قالت مصادر جنوبية إن قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً دخلت اليوم مديرية مودية وهي ثالث مديرية تسيطر عليها الإمارات في محافظة أبين جنوب البلاد.
وأشارت المصادر أن الموالين للقوات الإماراتية مدعومين بما يعرف بـ”لواء الإسناد” التابع أيضاً للتحالف ألقوا القبض على عدد من العناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم داعش حيث كانوا قد تدربوا في حضرموت وفقاً للوثائق التي تثبت ذلك والتي وجدت معهم والصادرة معظمها من ألوية عسكرية تابعة لحكومة هادي.
وقالت مصادر صحفية إن قوات الحزام الأمني تمركزت وسط مديرية مودية واستقرت في المجمع الحكومي، كما نصبت العديد من النقاط الأمنية وقامت بمداهمة العديد من منازل المواطنين، على اعتبار أنها لقيادات في تنظيم القاعدة في المديرية وأسفرت المداهمات عن إلقاء القبض على القيادي في التنظيم عبدالله العاطفي وعدد من عناصر القاعدة في المديرية.
ونقلت مصادر صحفية تصريحاً خاصاً لقائد الحزام الأمني الموالي للقوات الإماراتية محمد العوبا، حيث شارك في عمليات اقتحام مديرية مودية وقال العوبا إنه تم العثور في منزل أحد عناصر تنظيم القاعدة على متفجرات والأحزمة الناسفة، وأكد العوبا استمرار الحملة حتى تطهير مناطق مودية من عناصر الإرهاب.
“حملة اعتقالات تعسفية بحق أبناء أبين”
ورغم أن عناصر القاعدة انسحبت من المديرية خلال الأيام الماضية إلا أن عمليات الحزام الأمني لم تتوقف واستمرت في تفتيش المنازل ومداهمة بعض منازل القبائل في المنطقة.
وسبق أن ارتكبت قوات الحزام الأمني انتهاكات بحق المواطنين في محافظة أبين ففي صباح أمس الإثنين وعقب دخول الحزام الأمني منطقتي لودر والوضيع قامت تلك القوات بمداهمة المنازل المتواجدة في القرى المحيطة بلودر والوضيع، وأسفر ذلك عن تصفية محمد العوسجي وهو أحد أبناء قرية قريبة من لودر ووفقاً لمصادر محلية فإن العوسجي لم يكن له أي علاقة بعناصر القاعدة، مضيفين إنه كان يميل إلى التيار اليساري القومي متأثراً بوالده القيادي في الجبهة القومية صالح العوسجي، وفيما يبدو فإن ثمة حسابات أخرى للاعتقالات التي تطال أبناء القبائل في المناطق الوسطى من المناهضين للمشروع الإماراتي جنوب اليمن.
كما قامت قوات التدخل السريع الموالية للتحالف باعتقال عدد من المواطنين من غير المرتبطين بتنظيم القاعدة، وأفادت مصادر محلية في منطقة الوضيع، مسقط رأس عبدربه منصور هادي، أن القوات الموالية للإمارات قامت باعتقال المواطن عبدالله صالح مهدي والمواطن عماد عبدالله بن عبدالله، مستغربة قيام تلك القوات باعتقال المذكورين رغم أنهما ليس لهما أي علاقة بالجماعات الإرهابية.
“القضاء على القاعدة غطاء لأهداف خفيّة”
وتثار شكوك حول طبيعة أهداف الحملة الإماراتية في محافظات الجنوب، حيث لم تشهد الحملة العسكرية المعلنة من الإمارات ضد تنظيم القاعدة في المحافظات الجنوبية أي عمليات قتالية، بالإضافة إلى أن عناصر التنظيم كانت قد انسحبت من المناطق التي كانت متواجدة فيها دون الدخول في مواجهات مسلحة مع عناصر الحزام الأمني.
ويرى مراقبون أن الحملة الإماراتية تتخذ من القضاء على تنظيم القاعدة غطاءً لتحقيق أهداف غير معلنة أبرزها تأمين السواحل الممتدة من عدن مروراً بأبين وحتى منشأة بالحاف النفطية في شبوة، والتي سبق للقوات الإماراتية وقوات النخبة الشبوانية أن سيطرت عليها الشهر الماضي، حيث ركزت تواجدها في المديريات الرئيسية في شبوة ووضعت قوات إماراتية في مواقع الثروة النفطية والغازية، وهذا يتسق مع ما ركزت عليه الحملة الإماراتية في محافظة أبين والتي شهدت نصب حواجز تفتيش في منطقة الخبر الساحلية جنوب مدينة الوضيع.
يأتي ذلك وسط أنباء تأكد لـ”المساء برس” صحتها من أن “عملة تطهير الوضيع” من تنظيم القاعدة لم تسقط فيها قطرة دم واحدة من عناصر القاعدة، وقالت مصادر خاصة للموقع إن الحملة في الوضيع شبيهة بقصة تحرير المكلا التي قادتها القوات الإماراتية في أبريل من العام الماضي، حيث انسحب عناصر التنظيم من المدينة دون حدوث أي اشتباكات مسلحة بين القوات الإماراتية والموالين لها وبين عناصر التنظيم التي كانت مسيطرة على كافة المرافق والمنشئات في المكلا، ما يشير إلى أن ثمة علاقة مباشرة بين القوات التابعة للتحالف وبين عناصر التنظيم الإرهابي، ويعزز وجود تنسيق بين الطرفين يكشف عن أن اتخاذ عنوان تحرير المدن الجنوبية من تنظيم القاعدة يأتي غطاءً لتنفيذ مخططات أخرى على رأسها السيطرة وبسط النفوذ الإماراتي على المناطق والمنشئات النفطية والغازية.
“من أسقط الطائرة السعودية في أبين”
في سياق ذلك كشفت مصادر سياسية جنوب اليمن في حديث لـ”المساء برس” إن الإمارات تسعى لإلصاق تهمة الإرهاب بمحافظة أبين وعدد من رجال وقبائل محافظة أبين، مشيرة إلى وجود معلومات تشير إلى أن الطائرة السعودية التي سقطت في محافظة أبين الأسبوع الماضي تعرضت لحادث متعمّد من قبل من وصفتها المصادر بـ”مليشيا الحزام الارتزاقية” بعد دخولها مدينة الوضيع، وأضافت المصادر أن الهدف من استهداف الطائرة السعودية التي كان تحلق على علو منخفض فوق منطقة الوضيع، مسقط رأس هادي، كان الهدف منها رسالة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإثبات صحة ما تنقله القيادة الإماراتية عن الرئيس المنتهية ولايته “هادي” للأمراء السعوديين وقيادة التحالف وأنه على علاقة مباشرة بالتنظيمات الإرهابية.