الحوثي يتمدد عسكرياً بهدوء.. والتحالف مشغول بإسقاط صنعاء من الداخل
المساء برس – خاص/ بذكاء وهدوء.. هكذا تعاملت سلطات صنعاء مع مستجدات الأوضاع على مختلف الأصعدة، السياسية والعسكرية كانت أبرز ما ركز عليه أنصار الله الحوثيون وحلفائهم في حزب المؤتمر، وفيما كان منتظراً أن تعصف الأحداث الأخيرة في العاصمة صنعاء بحليفي السلطة، وبالتالي انعكاسها سلباً على أداء قواتهم في الجبهات، أتت الرياح بما لا تشتهي السفن.
ونظراً لاهتمام الجميع بتطورات الأحداث المتسارعة في صنعاء وتزامن ذلك مع موجة من الشائعات التي استخدمها التحالف وحلفاؤه في الداخل كنوع من الحرب النفسية المساندة، فقد أدى ذلك إلى تشتيت الانتباه عمّا يحدث في مختلف الجبهات، وفي السابق كانت الأخبار التي تتحدث عن مقتل قيادي بارز في قوات الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي تتصدر قائمة الأخبار الأكثر قراءة والأكثر انتشاراً وتداولاً، أتت أخبار حلفاء صنعاء وتطورات مسار الشراكة بينهما لتغطي وتحجب على الأخبار التي كانت تأتي من مواقع القتال على الأرض سواء في الجبهات الداخلية أو الجبهات الحدودية.
وخلال الفترة الماضية سعت قوات التحالف إلى التركيز على التحريض والعمل على توظيف الخلافات بين حليفي السلطة في صنعاء واستغلال تصريحات ناشطي وسياسيي كل طرف لإثارة الفتنة وإشعال الصراع بينهما، بالتزامن مع بث سيل من الشائعات الكاذبة عبر المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وكل ذلك تم بإشراف وتمويل مباشر من قبل التحالف الذي ترك القتال في الجبهات بشقيها “الداخلية والخارجية” وصبّ جل اهتمامه وتركيزه على الأمل الوحيد لإسقاط العاصمة صنعاء، وهو تفجير الوضع بين حلفاء الحكم من الداخل حتى تتسهل مهمة اقتحامها عسكرياً.
فيما يلي نسرد أبرز التطورات العسكرية في جبهات القتال، كيف تمكن الحوثيون من التمدد بهدوء في الجبهات بينما ظل التحالف مشغولاً بإسقاط العاصمة من الداخل:
“جيزان”
آخر عملية عسكرية لقوات صنعاء في منطقة جيزان كانت يوم أمس حيث قتل عدد من جنود الجيش السعودي وأصيب آخرون إثر وقوعهم في كمين مسلح لقوات الجيش واللجان التابعة لأنصار الله.
“نجران”
الأحد الماضي لقي ما لا يقل عن 10 جنود من القوات السعودية مصرعهم في 3 عمليات عسكرية نفذتها قوات الجيش اليمني، استهدفت الأولى طاقم آلية عسكرية وقنص جنديين آخرين، فيما الثانية كانت بعبوة ناسفة زرعت في طريق سيارة دفع رباعي نوع “جيب” وأدت العملية لمقتل من كانوا على متنها، فيما الثالثة كانت باستهداف جنديين سعوديين عن طريق القنص في موقعي شجع والفواز العسكريين.
والجمعة الماضية قتل وأصيب عدد من المسلحين اليمنيين الذين يقاتلون نيابة عن الجيش السعودي خلف موقع سلاطح العسكري جراء تعرضهم لهجوم من قبل قوات الجيش اليمني الموالي لحكومة صنعاء.
“البقع”
بالتزامن مع ما شهدته العاصمة صنعاء في أغسطس الماضي شنت القوات الموالية للتحالف هجوماً واسعاً أكثر من مرة على جبهتي البقع وميدي، واحدة من هذه الهجمات انتهت بسيطرة قوات هادي على إحدى التباب في ميدي، لكن سرعان ما استعادتها قوات صنعاء في نفس اليوم، وقد أتبع ذلك تقدماً لهم واستطاعوا السيطرة على عدد من المواقع العسكرية قبل عيد الأضحى.
وقد استمرت المعارك في جبهتي البقع وميدي حتى اللحظة، ويوم أمس قتل القيادي في قوات هادي ياسين المحضار شقيق القيادي السلفي بسام المحضار الذي يقود مجاميع من المقاتلين اليمنيين الذين يقاتلون نيابة عن القوات السعودية داخل أراضي عسير ونجران وجيزان.
“الجوف”
آخر عملية في الجوف استهدفت قائد اللواء 147 العميد/ تركي عبدالله المهمشي الذي تعرض لإصابة بالغة إثر استهداف قوات صنعاء للطقم العسكري الذي كان يستقله، وفيما استطاع سائق الطقم تفادي القصف، لم يحالفه الحظ في استمرار السيطرة عليه حيث انقلب على الفور، أدى ذلك إلى مقتل مرافقي قائد اللواء، وإصابة الأخير إصابة خطيرة.
“تعز”
الأربعاء الماضي وقع هجوم مباغت لقوات صنعاء على مواقع عسكرية تابعة لقوات هادي غربي مديرية موزع بالإضافة لتدمير طقم عسكري وإعطاب آلية. وفي نفس اليوم بمديرية المخا قتل القيادي الموالي للتحالف “فايل احمد محمد عبدالله قرعاب” جراء استهداف آلية كان على متنها وأصيب ثلاثة كانوا برفقته وقبل ذلك بيوم كانت قوات صنعاء قد حققت تقدماً كبيراً على الأرض، حيث تمكنت من السيطرة الكاملة على مزارع غانم في مديرية موزع الساحلية.
وفي المخا أيضاً قرب موزع، وتحديداً في منطقة الهاملي قتل العقيد يسلم سعيد المقفعي القيادي في قوات هادي الموالية للتحالف بنيران قوات صنعاء بالإضافة إلى مقتل ثلاثة من مرافقيه.
“نهم”
الإثنين الماضي شنت قوات صنعاء هجوماً كبيراً تسبب بوقوع خسائر مادية وبشرية جسيمة في صفوف حزب الإصلاح والقوات التابعة لهايد جنوب منطقة القرن، وتشهد هذه المنطقة هجمات متعددة لقوات صنعاء وقد تصاعدت عقب الكشف عن الخطة العسكرية لاقتحام العاصمة التي كانت هذه المنطقة واحدة من منطلقات قوات التحالف حسب ما تضمنته الخطة.
وقبل ذلك بثلاثة أيام “السبت الماضي” كانت قوات صنعاء قد تمكنت من تحقيق تقدم نوعي حيث اقتحمت مواقع عسكرية أبرزها وأهمها “موقعي عيدة والمنارة” في منطقة المجاوحة والتبة الحمراء والنهدين في المدفون ومواقد في وادي ملح بالإضافة إلى مواقع عسكرية أخرى في القرن وحريب نهم وسلسلة جبال يام، وكان هذا الهجوم هو الأكبر والأوسع من نوعه منذ إعلان قوات صنعاء عمليات التصعيد العسكري في مختلف الجبهات.
والجمعة الماضية قتل 15 جندياً من القوات التابعة لهادي في كمين مسلح أدى أيضاً إلى تدمير دبابة وآلية عسكرية في مديرية نهم.
“صرواح”
أدت العمليات العسكرية لقوات صنعاء التي تكررت خلال الأيام القليلة الماضية إلى السيطرة على 13 موقعاً كانت بيد قوات هادي والإصلاح وأدى ذلك إلى تقهقر تلك القوات وتراجعها لعدة كيلو مترات، وفيما كادت جبهة صرواح أن تنهار بشكل كامل بالتزامن مع التعزيزات التي دفعت بها قوات صنعاء للتمدد والسيطرة على المواقع التي تم استعادتها من قوات الإصلاح وهادي التي تم السيطرة عليها قبل عام، سارعت قوات التحالف إلى تعزيز ما تبقى من مواقع عسكرية في صرواح تابعة لها بقوات عسكرية بشرية وعتاد عسكري، حيث شهدت مدينة مأرب وصول تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت برفقة عدد من الضباط السعوديين.