رسالة دكتوراة “وهابية” تكفر اليمنيين “الحضارم”
المساء برس – خاص/ منحت إحدى الجامعات السعودية درجة الدكتوراة لأحد الباحثين السلفيين المنتمين إلى الجماعة الوهابية المتشددة في بحث يكفّر أبناء محافظة حضرموت لانتمائهم للطائفة الصوفية التي يقول عنها المؤلف إنها قادت إلى الانحراف عن الإسلام.
ويقول الدكتور/ حسـن علـي مجلـي – أستاذ القانون الدولي بجامعة صنعاء والمستشار القانوني والمحامي أمام المحكمة العليا وعضو اتحاد المحامين العرب، يقول في مقال له إن معرض الكتاب الذي أقيم في صنعاء في العام 2010م تحول إلى ساحة لكتب التكفير والإرهاب الوهابية، “ومنها مجلدات فتاوى “ابن تيمية”.
وأضاف الدكتور مجلي في مقال صحفي نشره الصحفي أحمد الحبيشي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إن المعرض كان يحوي جانباً من الكتب تحت عنوان “الكتب الأكاديمية” وفي مقدمتها “رسائل الدكتوراة” التي يحصل مؤلفوها على درجة الدكتورة من الجامعات السعودية، ويضيف “ومن ذلك كتاب بعنوان: (الصوفية في حضرموت. نشأتها. أصولها. آثارها)، لمؤلفه (أبو عبدالرحمن أمين بن أحمد بن عبدالله السعدي)، والصادر عن (دار التوحيد بالرياض)، ضمن الرسائل الجامعية في (1200 صفحة)”.
ويكشف الدكتور حسن مجلي أن “الكتاب التكفيري المذكور، يؤكد فيه المؤلف أن الصوفية في اليمن قادت إلى انحراف كثير من الناس عن الإسلام أو ما يطلق عليه المؤلف الوهابي في كتابه التكفيري (العقيدة الصحيحة)”، كما يؤكد المؤلف أنه بكتابه “الأسود”، حسب وصف مجلي، يسهم فيما أسماه “الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة)؟!”.
وأشار أن مقدمة الكتاب جاء فيها أن “أن حضرموت كانت عامرة بالسُّنَّة في حقبة من الزمن إلى أن دخلتها الصوفية، مما أدى إلى انتشار الشرك والبدع والمخالفات ووقوع الناس في حبائلها بدعوى الزهد والعبادة ومحبة الأولياء ومحبة الأولياء والصالحين”، حسب كلمات المؤلف “الوهابي”.
وأضاف أستاذ القانون الدولي أن الكتاب “التكفيري” الذي منح صاحبه شهادة الدكتوراة من إحدى الجامعات السعودية، أعلن فيه المؤلف “لزوم الدعوة لفتح معاهد سلفية تتبع المملكة العربية السعودية في عموم بلاد اليمن وبلاد حضرموت”. حسب كلمات المؤلف.
وعلق الدكتور مجلي على العبارة الأخيرة بقوله “لاحظوا كلمة (تتبع) وعبارة (عموم بلاد اليمن) و (بلاد حضرموت)؟! إن الدكتور السعودي الوهابي يعتبر (حضرموت) غير يمنية، ولذلك يميزها بالتسمية حينما يكتب عن (بلاد اليمن)”.
ويضيف مجلي في ختام مقالته “في التوصيات الواردة في الكتاب يؤكد المؤلف السعودي الوهابي أن على (ولاة الأمر في اليمن والسعودية القيام بإزالة المنكرات التي خلفتها الصوفية في اليمن)، كما يوصي، الكاتب التكفيري الوهابي، الحكام (الولاة) إلى الانتباه لخطر الصوفية والشيعية وخاصة (الزيدية) في اليمن، فهم، كما يزعم، يتحينون الفرص لينقضوا على (أهل السنة) ويعيدوا الأمة إلى الجاهلية الأولى، بتشييد الأضرحة وإحياء الشرك وطمس التوحيد والسنة [ص (1076)]”.
جدير بالذكر أن الوهابية السعودية كانت قد بدأت بتوسيع فكرها عبر إنشاء بعض المعاهد السلفية المتشددة وقد بدأت بمعهد دماج السلفي، الذي أنشأته بمحافظة صعدة، وهي معقل المذهب الزيدي المعتدل الذي يتبعه معظم أبناء اليمن، وكان إنشاء هذا المعهد هو الشرارة التي استفزت أبناء صعدة وأدت إلى ظهور الشباب المؤمن التي أسسها حسين بدر الدين الحوثي والتي اعتبرها نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح جماعة متمردة وقام بمحاربتها ستة حروب بدعم وتمويل من النظام السعودي، ثم تحولت الحركة بعد وفاة الحوثي إلى جماعة “أنصار الله” التي قادت ثورة شعبية ضد الهيمنة السعودية والأمريكية على اليمن والتحكم بالقرار والسيادة اليمنية.