معلومات وقعت في يد الحوثيين غيّرت تعاملهم مع “صالح”.. توقعات المستقبل
المساء برس – تقرير خاص/ من المتوقع أن يكون لحكماء وعقلاء اليمن دور في المرحلة المقبلة.
ومن المتوقع أيضاً أن يكون هذا الدور حول الإصلاحات والقضاء على الفساد وتصحيح مسار ثورة الحوثيين التي قضت في 21 سبتمبر 2014م على رموز الفساد والإرهاب في حزب الإصلاح وتيار الرئيس منتهي الولاية عبدربه منصور هادي، لكن لم يتم القضاء على من تبقى من رموز الفساد من أنصار وموالو حزب المؤتمر والرئيس الأسبق علي عبدالله صالح.
بالإضافة إلى ذلك فإن قطع دابر التحالف في إحداث شرخ في صف الجبهة الداخلية للحوثيين، يعد هدفاً رئيسياً، وربما له الأولوية، في المرحلة المقبلة، خاصة بعد أن تمكن الحوثيون من اجتياز عقبة حفل السبعين الذي أقامه أنصار المؤتمر اليوم، دون أن يحدث أي اختراق أمني وفقاً لما كان مخططاً ومعداً مسبقاً.
وقد كانت حادثة اعتقال خلية انتحارية في محافظة حجة كانت في طريقها إلى العاصمة صنعاء بحجة المشاركة في حفل المؤتمر، أثرها ووقعها على المشككين من صحة وجود مخطط يهدف لتفجير الوضع داخل العاصمة عبر استغلال حالة الخلاف بين أنصار الله وأنصار المؤتمر التي كانت ستتحول إلى صراع مسلح إذا ما وقع تفجير إرهابي يستهدف ضيوف المؤتمر في ميدان السبعين.
وتعززت لدى قطاع كبير من الموالين للمؤتمر قناعة تامة بأن ما ورد في حديث زعيم الحوثيين صحيح، وهو أن التحالف “يتربص ويسعى لتحقيق هدف عسكري يتمثل بشق الصف”، مستخدماً لأجل ذلك أدوات من الداخل، وقد بدا من حالة الخلاف التي تصاعدت بين الحوثيين والمؤتمر، أن أدوات الداخل التي يستخدمها التحالف هي أساساً مرتبطة بشكل مباشر بحزب المؤتمر وزعيمه صالح.
وقد حاول صالح من خلال خطاباته الأخيرة أن يُبعد الشبهة عنه وعن حزبه، وكان واضحاً تركيزه على درء تهمة التواصل مع دولة في التحالف “كشفت معلومات سريّة أنها الإمارات”، ورغم ذلك لم تستطع مناورات صالح وخطاباته ونفيه الخيانة، أن تفند وتكذب ما لدى جماعة الحوثي من معلومات وأدلة يستطيعون، لو قرروا الكشف عنها، أن يضعوا صالح في موقف لا يتمناه أحد، ولا يُحسد عليه.
“مخطط صالح والإمارات المكشوف”
وبناءً على ما تم تسريبه من معلومات، حصل “المساء برس” عليها من مصدر موثوق، فإن الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح كان على اتصال مستمر بكل من فرنسا والإمارات، وبالنسبة للأخيرة فقد كان التواصل يصب في إطار اتفاقات على إنهاء الحرب والرضوخ لرغبات التحالف مقابل إعادة المؤتمر إلى السلطة، والإفراج عن أمواله المحتجزة.
وورد في المعلومات إن الخطة المتفق عليها بين الإمارات وصالح كانت تقضي بالتالي:
• قيام خلايا المؤتمر بتأجيج الشارع ضد الحوثيين.
• انسحاب المؤتمر رسمياً إلى صف الشارع وافتعال أزمة مع الحوثيين.
• تهييج الشارع بشكل عام وبمختلف الوسائل منذ بدء تنفيذ الخطة وحتى يوم الـ24 من أغسطس.
• استغلال فعالية السبعين لإدخال مؤيدين لصالح يتم تسليحهم في نفس اليوم.
• يوم الفعالية يعلن المؤتمر تأييده لمبادرة البرلمان ورغبته في إنهاء الحرب والتعايش بسلام والدعوة لمصالحة وطنية تشمل الجميع، وبناء الدولة المدنية الحديثة.
• بعد إعلان المؤتمر بفترة يتم تهيئة الأجواء إعلامياً وخلق رأي عام ضد الحوثيين والتمهيد لتفجير الموقف عسكرياً بين الطرفين.
• في ذروة غليان الشارع وترقبه لأي جديد يتم إخراج صالح من اليمن ويعلن اعتزاله السياسة وتسليم المؤتمر لرجاله ومنهم نجله أحمد علي، والإفراج عن أمواله المحتجزة في الإمارات.
• تعلن الإمارات أنها ستسمح بعودة أحمد علي إلى اليمن، إعلان فقط.
• كان من المحتمل إذا سار المخطط كما رسم له أن يلقي أحمد علي خطاباً يدعو فيه إلى مقاومة “مليشيا الحوثي” بكل الوسائل.
• يتم بعد ذلك تفجير الموقف عسكرياً من خلال مهاجمة النقاط الأمنية للجان الشعبية التابعة لأنصار الله.
• بالتوازي مع ذلك يعمل الإعلام على تهييج الشارع ضد أنصار الله “الحوثيين” وتحفيز المواطنين لمواجهتهم بالسلاح.
• تعلن الإمارات استعدادها ووقوفها مع أنصار المؤتمر، ويتدخل الطيران الإماراتي بمروحيات الأباتشي في صف مسلحي المؤتمر، لقتال الحوثيين.
هذا ما وصل من معلومات، فيما يخص الخطة المرسومة لإسقاط صنعاء من الداخل.
“فشل المخطط”
كشفت وثائق ومراسلات السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة أن الإمارات تخطط لفك تحالف صالح والحوثي ومن ثم تغذية الانقسامات في المؤتمر نفسه، وكشفت ذلك وسيلة إعلامية غربية، وقد نشرت صحيفة صالح “اليمن اليوم” هذا الموضوع قبل أيام في الصحيفة.
وربما حاولت الإمارات طمأنة صالح أن ما تم كشفه هي تسريبات تمت بعلمها ورغبتها لإبعاد الشبهة عن وجود أي اتصال واتفاق بين الإمارات والمؤتمر، وربما انطلت هذه الخدعة على صالح ومستشاريه، وهو ما يفسر استمرار المؤتمر في تصعيده ضد حلفائه الحوثيين، حتى إصدار اللجان الشعبية بيانها الناري.
لم ينجر الحوثيون إلى المخطط وحاولوا التعامل معه بهدوء وذكاء، فصعد زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي يلقي خطاباً أمام حكماء وعقلاء اليمن، قلب الموازين وأربك المشهد بالنسبة لصالح، وكان ذلك واضحاً من انفعالات صالح في خطاباته الأخيرة التي أعقبت خطاب “الحوثي” والتي وصف في واحد منها اللجان الشعبية التابعة للحوثي بالمليشيا.
تفاجأ صالح بتهديد معلن عبر بيان من اللجان الشعبية كان كإعلان حرب عليه، كما تفاجأ أيضاً بتهديده وجهاً لوجه من قبل قيادي بارز – يتحفظ “المساء برس” على ذكر اسمه – أمام عدد من قيادات المؤتمر.
“صالح ينقلب على الإمارات”
حاول المقربون من صالح إعادة قراءة المشهد بتأنٍ، وربما استطاعوا إقناع زعيمهم بأن موقفهم “المؤتمر” ضعيف ولا يمكنهم مواجهة الحوثيين وأن على صالح إيقاف التعامل مع الإمارات ولكن بشيء من الدبلوماسية، وقد كان ذلك واضحاً من خلال اللافتات التي تم تعليقها في ميدان السبعين والتي كان من ضمنها صور نجل صالح “أحمد” ومطالبة المؤتمر لدولة الإمارات بالإفراج عنه وعن عائلته.
وما يشير أيضاً ويؤكد أن المحيطين بصالح بدأوا يمارسون ضغوطاً عليه ويكبحون تهوره، ما حدث اليوم في منصة السبعين أثناء إلقاء صالح خطابه أمام جماهير المؤتمر، فحين بدأ صالح بالحديث عن الرواتب قام أمين عام حزبه مباشرة بسحب الميكرفون من صالح بطريقة مؤدبة، يؤكد ذلك مصدر كان قريباً من المشهد، ويؤكد ذلك أيضاً ما كتبته الناشطة الإعلامية منى صفوان في صفحتها على الفيس بوك.
شعر صالح وبتأثير من العقلاء ممن حوله بأن معركته مع الحوثيين خاسرة وتحالفه مع الإمارات لن يُثمر، فحاول تلافي الموقف مع أنصار الله بدءً من عدم الرد على بيان اللجان الشعبية الذي وصفه بالمخلوع وهدده بدفع الثمن، وانتهاءً بكلمته في السبعين التي خصص نصفها كأقل تقدير في الإشادة والإطراب والتبجيل للجان الشعبية ودورها في الجبهات وحماية الأمن.