“بن سلمان” و”صالح” و”البركاني” و”مؤتمريو القاهرة” ومعلومات تُكشف لأول مرة
المساء برس – خاص/ كشفت مصادر سياسية في صنعاء أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقف شخصياً خلف مسألة انعقاد البرلمان اليمني في مدينة عدن.
وأكدت المصادر في حديث خاص لـ”المساء برس” أن بن سلمان يسعى لعقد البرلمان أكثر من عبدربه منصور هادي ومعسكره المعنيون أساساً بهذا الأمر، مشيرة إلى أن بن سلمان يهدف من خلال ذلك إلى تحقيق مكسب سياسي واقتصادي وراء إصراره لانعقاد البرلمان بأي ثمن وقبل أن تنتهي الحرب.
“بن سلمان يسعى لعقد البرلمان أكثر من هادي”
المصادر بررت إصرار بن سلمان على انعقاد البرلمان بقولها: “إن بن سلمان يفكر بعقلية اقتصادية وهو يدرك أن السعودية عقب الحرب سوف تتكبد خسائر كبيرة قد لا تستطيع التنصل عنها دولياً وهي تبعات الحرب من إعادة الإعمار والتعويضات وغيرها من التبعات المالية التي ستنشأ عقب انتهاء الحرب”، مشيرة إلى أن الطريقة الوحيدة للتخلص من هذه التبعات التي ستهلك اقتصاد السعودية هي بإصباغ الشرعية الفعلية على عاصفة الحزم وتدخل السعودية وحلفها عسكرياً في اليمن عبر الحصول على تفويض من مجلس النواب اليمني – المؤسسة الشرعية الوحيدة – والمعترف بها من كل الأطراف والمقبولة دولياً.
وأضافت المصادر أن محمد بن سلمان يدرك أن عبدربه منصور هادي لا يمثل شرعية مقبولة، ومن شأن ذلك أن ينعكس سلباً على موقف السعودية من تدخلها العسكري في اليمن، وبالتالي لا بد من الحصول على شرعية مجلس النواب حتى يصبح التدخل العسكري السعودي في اليمن شرعياً بشرعية إجازة هذا التدخل من البرلمان المنتخب من الشعب، أي بما معناه أن الشعب اليمني هو من فوض التحالف بالتدخل العسكري.
“صالح على تواصل بالمنشقين من حزبه”
رئيس كتلة المؤتمر البرلمانية سلطان البركاني رفض الإيفاء بما التزم به للسعودية بضمان إحضار 30 برلمانياً من أعضاء المؤتمر المتواجدين خارج اليمن وممن هم أيضاً داخل اليمن وفي صنعاء، مقابل مبالغ مالية استلمها.
وسبق أن كشف “المساء برس” عن مصادر خاصة أن البركاني وفريق المؤتمر المتواجد خارج اليمن من الموالين لهادي وغير الموالين، ظلوا على اتصال مع علي عبدالله صالح الذي طلب منهم عن طريق البركاني الانتقال إلى القاهرة وعدم التحرك منها وعدم الظهور إعلامياً وعدم اتخاذ أي موقف سياسي، وهي حركة لفتت انتباه الكثيرين مؤخراً خاصة حلفاءه في صنعاء “أنصار الله” وقد دفعت إلى التساؤل: لماذا قد يطلب صالح من أعضاء المؤتمر المتواجدين خارج البلاد التوجه إلى القاهرة والبقاء فيها وعدم تبني أي موقف سياسي؟.
مصادر سياسية في صنعاء رجحت أن يكون الهدف من ذلك هو احتفاظ صالح والإمارات معاً بطرف سياسي صامت، كطرف ثالث في حال جرى الاتفاق على تسمية شخصيات سياسية كطرف ثالث، لا يكون مؤيداً للتحالف ولا معارضاً له، فيكون هذا الطرف جاهز ومنتظر استلام مهامه.
رغم ذلك لم تغفل المصادر أن البركاني لم يعارض التحالف، وذكّرت بأن البركاني حين خرج من صنعاء “هارباً” إلى الرياض أعلن انشقاقه عن صالح وانضمامه إلى صف الرئيس منتهي الولاية عبدربه منصور هادي.
“لماذا تُصر السعودية على البركاني؟”
مصدر في حزب المؤتمر كشف لـ”المساء برس” إن مسؤولين اثنين من طرف “هادي” التقوا بالبركاني في القاهرة، قبل فترة وجيزة من لقاء محمد بن سلمان بأعضاء البرلمان قبل أيام، وناقشا معه مماطلته وعدم التزامه بما أوكلت إليه من مهام أشرف عليها شخصياً محمد بن سلمان، مضيفاً بأن البركاني كان مطلوباً منه بطلب مباشر من السعودية بضمان مواقف أعضاء البرلمان من أعضاء المؤتمر المتواجدين خارج اليمن من المعارضين لصالح ومن غير المعارضين له، بالإضافة إلى أعضاء البرلمان المؤتمريين المتواجدين في صنعاء حتى الآن، مشيراً إلى أنه – أي البركاني – حصل على مبالغ مالية كبيرة من السعودية مقابل ذلك.
وكشف المصدر الذي رفض كشف هويته أن البركاني تلقى طلباً أكثر من مرة بالحضور إلى السعودية، لكنه رفض، “وحين شعرت السعودية أن البركاني أخل بالتزامه تجاهها أرسلت إليه مسؤولين اثنين يمنيين من المقيمين في الرياض، وأنهما عندما التقيا البركاني في القاهرة ناقشاه عن المبلغ المالي الذي استلمه من السعودية بهدف الترتيب لإحضار البرلمانيين، وأجابهم البركاني قائلاً “الموضوع مش سهل احنا ما نلعبش البلاد محاصرة ماحد يقدر يخرج ولا يدخل”.
المصدر أكد أن البركاني استدعى مجموعة من الأشخاص وطلب منهم إيصال المسؤولين إلى المطار وحمايتهم ومرافقة الأمن لهم، وانتهى اللقاء.
“البركاني مسنود إلى قوة أكبر صالح”
مراقبون اعتبروا ما حدث في القاهرة بين البركاني والمسؤولان اليمنيان يشير إلى وجود جهة يستند إليها البركاني تحميه وتؤمن له بقاءه في القاهرة دون أن يتعرض لأي مضايقات أو ضغوطات من قبل هادي أو السعودية.
ووسط هذا الغموض الذي يلف البركاني وبقاءه في القاهرة هو ومن انشقوا عن حزب صالح كشف مصدر مقرب من الاستخبارات في صنعاء أن رئيس المؤتمر علي عبدالله صالح على تواصل بأعضاء حزبه من المنشقين.
وأكد المصدر في تصريح خاص لـ”المساء برس” أن الموالين لهادي والتحالف من أعضاء المؤتمر المتواجدين حالياً في القاهرة “أكثر بكثير من فريق هادي المتواجد في الرياض”، مشيراً إلى أن انتقالهم إلى القاهرة جرى بشكل هادئ ولم يثر أي طرف.
“تحركات مريبة لقيادات المؤتمر في صنعاء”
وكشف المصدر المقرب من الاستخبارات أن القيادات من الصف الثاني والثالث في حزب صالح من المتواجدين داخل اليمن بدأوا في الآونة الأخيرة بإخراج عوائلهم من اليمن، وبعضهم أقدموا على إنهاء ارتباطاتهم المالية في صنعاء، وقد تزامن هذا الإجراء اللافت مع ما كشفته صحف أجنبية من اتفاق بين صالح والإمارات بشأن المرحلة المقبلة.
ويرى مراقبون أن علي عبدالله صالح لا يهمه انعقاد البرلمان في عدن من عدمه بقدر ما يهمه ضمان مستقبله ومستقبل نجله، حيث يرى صالح في أعضاء البرلمان المتواجدين خارج اليمن ممن ينتمون للمؤتمر والذين لا يمكن انعقاد البرلمان بنصابه المكتمل إلا بهم، يرى فيهم صالح أنهم ورقته التي سيساوم بها السعودية لضمان عدم الغدر به.
وبما أن بقاء أعضاء البرلمان من المؤتمر في القاهرة وعلى رأسهم سلطان البركاني سيضمن لصالح استمرار مساومة السعودية، فإن ذلك يتطلب توفير الحماية لهم وللبركاني أساساً، وهذه الحماية لن يستطيع صالح أن يوفرها لهم طالما هو محاصر في صنعاء وأمواله موقوفة في الإمارات ونجله أيضاً، وبالتالي لا بد من وجود جهة أو طرف قوي يتولى مهمة حماية مؤتمريو صالح الهادئين في القاهرة، ولعل الأنسب والأجدر بمن يقوم بهذه المهمة هي الإمارات، لسببين الأول أن من مصلحة الإمارات عدم انعقاد البرلمان إلا بعد أن تتوصل إلى تسوية نهائية مع السعودية بشأن الجنوب اليمني، والثاني أن صالح من مصلحته أن تتولى الإمارات حماية حلفائه المتواجدين في القاهرة، وباختصار إذا تخلت أبوظبي عن حماية المؤتمريين (برلمانيين وغير برلمانيين) ممن يستقرون مؤقتاً في القاهرة، فإن صالح سينقلب على أبوظبي واتفاقه معها ولن ينفذ أهدافها المتمثلة بفك تحالفه مع أنصار الله وتفجير الوضع من الداخل لتسهيل مهمة التحالف، وتفكيك الجبهة الداخلية وتسهيل اقتحام صنعاء.