الجيش السوداني في اليمن..أوان الرحيل
المساء برس |خاص|
كشف الكاتب السياسي السوداني ياسر محجوب الحسين عن تنامي الرفض داخل السودان إرسال قوات عسكرية الى اليمن ، وسط مطالبات بالخروج العاجل مما أسموه مستنقع الرمال المتحركة في حرب اليمن.
الكاتب وتحت عنوان الجيش السوداني في اليمن.. أوان الرحيل أوضح أنه بعد مضي اكثر من عامين على مشاركة قوات الخرطوم في عملية “عاصفة الحزم” والتي أطلقتها السعودية ، ليس أمام الحكومة السودانية إلا التفكير بسرعة في سحب فوري لقواتها من اليمن، فالمشروعية الدينية والعقدية التي بنت الخرطوم عليها قرار المشاركة لم تعد متوفرة، بل إن أمورا تتعارض تماما مع تلك المشروعية قد حدثت، وإلا أصبح الأمر نوعا من الارتزاق.
ويرى الكاتب أنه بعد اليوم لا تستطيع الخرطوم إقناع جنودها بأن مشاركتهم قائمة على مبرر عقدي، كما كانت المملكة تدعيّ” محاربة المد الشيعي في اليمن وحماية الحرمين”، وهي ذاتها تتقرب من إيران وتمنع الاخرين من بناء أي علاقة مع طهران، مضيفاً أن” ومن الأفضل للخرطوم أن تعيد النظر في علاقاتها مع إيران التي قطعتها بسبب التمدد الشيعي وربما ارضاءً للسعودية، بدلا من أن تعود علاقاتها مع طهران تحت العباءة السعودية، ضمن تسوية سياسية وتفاهمات بين الرياض وطهران يغيب عنها الصغار عمدا”.
ويضيف كاتب التقرير أنه وفي حين لم يُبدِ عدد من دول التحالف حماسا للمشاركة البرية؛ أعلن السودان استعداده للدفع بقوات لدعم هذه العملية، في حين لم تفعل ذلك مصر وباكستان ودول أخرى تربطها بالسعودية علاقات استراتيجية ، مشيراً الى تكتم نظام البشير عن حجم القوات البرية السودانية على الارض ،ففي حين أعلن وزير الاعلام السوداني أن بلاده وضعت ستة آلاف جندي تحت تصرّف السعودية، تشير بعض التقديرات غير الرسمية إلى أن عدد القوات السودانية في اليمن قد يصل إلى أكثر من 8 آلاف جندي، كما تعتزم الخرطوم ارسال دفعات من قوات التدخل السريع الى اليمن.
ويخلص التقرير الى ان محاولات السعودية مد الجسور مع إيران -التي تدعم الحوثيين- تضع تساؤلات جدية حول الأساس الشرعي الذي بنى عليه التحالف العربي قرار مواجهة ما سماه وقف المد الشيعي في المنطقة من جهة اليمن.